هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا تطرقت فيه إلى تأثير التطورات الأخيرة في المنطقة العربية، وتحديدا في الجزائر والسودان، على نظام السيسي بعد حادثة وفاة الرئيس المصري الراحل مرسي.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي
ترجمته "عربي21"، إن "ظروف وفاة الرئيس السابق محمد مرسي سلطت
الضوء دون تحفظ على القمع الذي تتعرض له المعارضة المصرية منذ سنة 2013"،
مؤكدة أن "وفاة مرسي جاءت في أسوأ السياقات الإقليمية للسلطة المصرية".
وأوضحت أن "الأخبار السارة
للسيسي تعددت منذ بداية العام الجاري، حينما منحت بلاده في التاسع من كانون
الثاني/ يناير تنظيم كأس الأمم الأفريقية، وما نتج عنه من ترؤس السيسي لرئاسة
الاتحاد الأفريقي في منتصف شهر شباط/ فبراير".
وأضافت أن "الرئيس السوداني عمر
البشير الذي لطالما كانت علاقاته مع السيسي متوترة، واجه احتجاجا شعبيا غير
مسبوق"، إلى جانب الموافقة على الإصلاح الدستوري في نيسان/ أبريل، والذي يمهد
الطريق للسيسي في الترشح لولاية ثالثة وربما البقاء في السلطة حتى عام 2030.
واستدركت المجلة بقولها: "وفاة
محمد مرسي الرئيس السابق المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في 17 حزيران/ يونيو،
تسبب في تغيير المعطيات فجأة"، مشيرة إلى أنه "من المرجح أن يكون مرسي
توفي متأثرا بنوبة قلبية، بعد اعتقال دام ست سنوات".
ولفتت إلى أن "مرسي لم يكن له
حظوظ وفيرة للنجاة من ظروف احتجازه، والمتمثلة في العزل التام ورفض الرعاية الطبية
والزيارات العائلية"، معتبرة أن "مصير مرسي يعطي اليوم انطباعا مؤكدا
بتحيز العدالة، خاصة أن الرئيس السابق حسني مبارك الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة
في 2012، قد أخلي سبيله في 2017".
اقرأ أيضا: تهديدات لمرسي قبل أيام من وفاته تعزّز الشكوك في طبيعة الوفاة
وتساءلت: "هل تجعل وفاة الرئيس
المصري المنتخب ديمقراطيا في مثل هذه الظروف منه شهيدا؟"، مشددة على أن
"هذا ما يخشاه النظام حقا، لا سيما أن الأوساط الليبرالية التي رحبت باستلام
الجيش للسلطة سنة 2013، تدين المعاملة غير العادلة التي تعرض لها محمد مرسي".
ولفتت المجلة إلى أن "مرسي دفن
بسرعة وتكتم في دائرة ضيقة وفي الليل، وبحضور عدد قليل فقط من أفراد عائلته، ووضعت
قوات الأمن في مسقط رأس الرئيس بمحافظة الشرقية، في حالة تأهب بعد إعلان
وفاته"، معتقدة أن "هناك خطرا ضئيلا أن يواجه السيسي انتفاضة شعبية".
وأشارت إلى أن حادثة وفاة مرسي جاءت
في أسوأ السياقات الإقليمية للسلطة، "ففي الجزائر كما هو الحال في السودان،
أدى الحراك الشعبي أخيرا إلى رحيل عبد العزيز بوتفليقة وعمر البشير، وفي هذين
البلدين، تُدار اليوم عملية انتقال يقودها الجيش على شاكلة ما حدث في مصر، وتكمن
المشكلة في أنه في الجزائر العاصمة وفي الخرطوم لا تعكس المؤسسة العسكرية صورة
إيجابية عن نفسها".
ونوهت المجلة إلى أن "النموذج
المصري لمؤسسة عسكرية تضمن سير شؤون الدولة قد خسر جاذبيته وبات اليوم بمثابة
المثال الذي يرفضه جزء من الجزائريين والسودانيين، وفي بداية الشهر الجاري، قام
مجلس السلام والأمن الأفريقي بتعليق عضوية السودان، في الوقت الذي شن فيه المجلس العسكري
الانتقالي، المدعوم من القاهرة، حملة قمع دموية لمظاهرات طالبت بإرساء دولة مدنية،
مما أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص. ومن الصعب ألا نرى في هذه الخطوة التي أقدمت
عليها هذه المؤسسة الإفريقية شكلاً من أشكال إدانة للرئيس المصري".
وأوردت المجلة أنه "لا يجب
تجاهل حقيقة أن وفاة مرسي لفتت الانتباه الدولي للقمع الشامل لخصوم النظام، وخاصة
جماعة الإخوان المسلمين، التي شُبّه أعضاؤها بالجهاديين والذين يقبع عشرات الآلاف
من مؤيديهم في السجون المصرية".
ونوهت إلى أن الأمم المتحدة دعت إلى
إجراء تحقيق "شامل ومستقل" في وفاة الرئيس السابق، "وإذا كانت صورة
السيسي (الذي يحظى بشعبية ويمثل حصنا منيعا ضد التهديد الإرهابي) قد أقنعت شركاءه
الغرب في وقت معين، فإنها توشك اليوم على التحول إلى مصدر شكوك عديدة".