هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
غاب الكثير من رموز مظاهرات 30 حزيران/ يونيو، التي اندلعت قبل ست سنوات
في 2013 ضد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، عن الاحتفال بذكراها السادسة، التي انضوت
تحت مسمى "جبهة الإنقاذ" و"حركة تمرد".
في المقابل، اكتفت السلطات المصرية بإذاعة الأغاني المصورة التي تمجد
دور القوات المسلحة المصرية في تلك المظاهرات، دون ظهور رموزها أو تسليط الضوء عليها،
ولم يحتفل بها رسميا أو شعبيا.
ويستثنى من ذلك منح الموظفين في قطاع الدولة إجازة رسمية لمدة يوم واحد،
وفتح أبواب الحدائق والمتنزهات والمتاحف لقضاء يوم عطلة فيها.
وقالت قيادات سياسية شاركت في ذلك الحدث لـ"عربي21" إن عدم
احتفال الكثير من رموز 30 يونيو هو بسبب موقفهم من سياسة النظام في مصر، واحتجاج ضمني
على ما آلت إليه الأوضاع على غير مرادهم.
"تسجيل موقف"
وفي هذا الصدد، عزا رئيس حزب الكرامة، محمد سامي، غياب رموز 30 يونيو عن
المشهد أو الاحتفال بها إلى "أن الرموز الوطنية على إطلاقها منهم من غاب باختياره،
ومنهم من تم تغييبهم بإرادة النظام الحالي، الذي مارس خصومة غير مبررة، ومارس موقفا
عدائيا غير منطقي وغير متصور تجاه رموز الحركة الوطنية، سواء على صعيد الحركات السياسية
أو المفكرين والكتاب والصحفيين".
وأضاف في حديث لـ"عربي21" أنه "يمكن اعتبار عدم المشاركة أو المبادرة
بالاحتفال هو نوع من الاحتجاج، وتسجيل موقف، رغم الاعتزاز الشديد بثورة 30 يونيو، وأضيف
على ذلك، أنه بكل أسى كان من الممكن لتلك القوى السياسية في ظل التكاتف مع النظام الحاكم
أن تكون أكثر فاعلية في مواجهة الإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين".
وأشار سامي إلى أن "المعارضة أصبحت مطالبة طوال الوقت مرارا وتكرار
بالبراءة من جماعة الإخوان في العديد من البيانات والمواقف، رغم ما عانيناه منهم".
"ردة سياسية"
من جهته؛ قال السياسي المصري، القيادي بجبهة الإنقاذ، مجدي حمدان، لـ"عربي21":
"أعتقد أن الجميع مصابون بإحباط، ولم يتصور أحد أن تؤول الأوضاع السياسة في البلاد
إلى ما آلت إليه الآن"، مشيرا إلى أن "30 يونيو كان لها أهداف محددة، لم
يكن منها قط إزاحة نظام الإخوان".
مضيفا: "بل كان الهدف منها إقامة دولة مدنية ديمقراطية، وعدالة انتقالية،
وتحقيق مبادئ 25 يناير التي لم تتحقق بعد الثورة، وكانت 30 يونيو استكمالا لها، لكنه لم يحدث، وفوجئنا بردة على 25 يناير،
كان آخرها التعديلات الدستورية الأخيرة التي تؤسس لحكم الفرد الواحد، والمؤسسة الواحدة".
وأردف: "كل ذلك جعل من قاموا بـ30 يونيو، الأربعة عشر حزبا، وأكثر
من ثلاثمئة وأربعين شخصية معارضة، جعلت الجميع يتحسر على أنه لم يتحقق ما كانوا يصبون له، كما أن هناك مجموعات كثيرة من أحزاب 30 يونيو قيادتها وأعضاؤها ومكاتبها السياسية
في السجون، وهذا أمر بالغ الخطورة، وينهي تماما هذا التحالف، وهو ما يفسر عدم مشاركتنا
في مظاهر الاحتفال".
"احتفالات الشوارع انتهت"
على الجانب الآخر، علق رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، بالقول إن "ثورة
30 يونيو كان لها أهداف واضحة ومحددة، وحققتها بالكامل؛ من بينها إنهاء حكم جماعة الإخوان
المتحالفة مع أمريكا، وإيقاف المخطط الغربي الصهيوني المعادي لمصر".
وبشأن غياب رموز 30 يونيو، أكد لـ"عربي21" أن "30 يونيو
لم تكن ثورة نخبوية بل ثورة شعب، فملايين المصريين شاركوا في المدن والقرى، ولا يستطيع
أحد من النخبة أن يقول إنه أحد رموزها؛ لأنها تجاوزت النخب المصرية".
وأشار إلى احتفال العديد من الحركات والأحزاب السياسية في احتفالات
30 يونيو "حزب الجيل سوف يصدره بيانا الأحد، وأعلن احتفاءه بالثورة في العديد
من الصحف والمواقع الإخبارية، واعتقد أن الكثير من الأحزاب فعلت الشيء ذاته، لكن الاحتفالات
في الميادين والشوارع هي مرحلة وانتهت من حياة المصريين".