من ذكرياتي على فيسبوك!

دأب فيسبوك منذ فترة على تذكير مستخدميه عبر التطبيق الخاص به بذكرياتهم على مدار السنوات الماضية، بعد أن كان يكتفي بتذكيرهم بذكريات السنة الماضية، يوم 27 من شهر آب (أغسطس) الجاري، الثلاثاء الماضي تحديدا، كان موعد تذكيري بما نشرته على صفحتي قبل خمس سنوات بالضبط، أي في 27 آب (أغسطس) 2014 حول المشهد الختامي للحرب التي سماها العدو الصهيوني "عملية الجرف الصامد" وردت كتائب عز الدين القسام فسمتها "معركة العصف المأكول" وردت حركة الجهاد الإسلامي فسمتها "عملية البنيان المرصوص".

والفرق واضح هنا بين مصطلحي "عملية" و"حرب"، علما بأن العدوان استمر 51 يوما، وكانت نتائجه "كارثية" في البعد الإنساني، لكن الأمر كان مختلفا من ناحية التقويم العسكري والاستراتيجي، بل يمكننا أن نفهم اليوم سر التكالب غير المحدود على المقاومة الفلسطينية في غزة عربيا وصهيونيا ودوليا بالطبع، بدون شرح طويل، سأدرج هنا قسما مما اقتبسته من اعترافات العدو، ونشرته على صفحتي ذلك اليوم، وذكرني به فيسبوك:

ـ ما جلبه نتنياهو ورفاقه على إسرائيل في مواجهة أقوى جيوش المنطقة لمنظمة فيها أقل من 15 ألف مقاتل وعدد أقل من ذلك من القذائف الصاروخية ليس مجرد انكسار بل هزيمة. 
"هآرتس" 27 آب (أغسطس) 2014، أمير أورن.

ـ ماذا عن المستوى الاستراتيجي؟ هنا نصل إلى الجزء غير اللطيف. فإسرائيل بالذات درجت على أن تنتصر على أعدائها كل مرة. ولكن هذه الأيام انتهت ولم تعد. إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بان تخسر. والخسارة الأولى ستكون الأخيرة. المشكلة هي أنه في الزمن الأخير اعتدنا أكثر مما ينبغي على استخلاص التعادل. بل وممن؟ من منظمة إرهابية بحجم ربع حزب الله تتمترس في قطاع محاصر بعرض ثمانية كيلومتر. 

مع مثل هذه العصبة نحن نقاتل منذ خمسين يوما، فيما يتلقى الاقتصاد ضربة، تنهار السياحة ومنطقة كاملة يهجرها سكانها، ويخترق نمط الحياة العادية لمعظم الدولة، وتضيع إجازة الصيف بينما يقعد الجميع حتى اللحظة الأخيرة وهم يقضمون أظافرهم حول مسألة اذا كان خالد مشعل سيتفضل أخيرا علينا بالموافقة على وقف إطلاق النار. هذا ليس نصرا. النصر، قال أمس افيغدور ليبرمان لا يحتاج إلى التفسير. فهو يفسر نفسه بنفسه. محق.
المعلق بن كاسبيت/ معاريف

ـ ابتهجوا في غزة فقط أمس وهم محقون بقدر ما!

كانت هذه أقسى حرب قامت بها إسرائيل وانتهت أمس إلى المكان الذي بدأت فيه بالضبط، وهي في طريقها أحدثت ما لا يحصى من الجروح والندوب التي هي عند الفلسطينيين أكثر نزفا، أما عند الإسرائيليين فأعمق. انتهت حرب الخمسين يوما بلا منتصرين ومع كل ذلك ابتهجوا في غزة فقط أمس وهم محقون بقدر ما. جدعون ليفي/ هأرتس اليوم

ـ "وربما كانت عملية الجرف الصامد هي الطبق الفضي الذي ستقوم فوقه دولة فلسطين.."!!
المحلل السياسي، ناحوم برنياع، يديعوت 

 

ما جلبه نتنياهو ورفاقه على إسرائيل في مواجهة أقوى جيوش المنطقة لمنظمة فيها أقل من 15 ألف مقاتل وعدد أقل من ذلك من القذائف الصاروخية ليس مجرد انكسار بل هزيمة.

ـ سنبقى قرب الملجأ ولن نخرج للاستحمام!

"انهم يتلاعبون بنا وهذه خدعة من السياسيين. فلا يوجد وقف للنار ولن يكون حقا، سأواصل تصرفي في حالة الطوارىء. وابنتي ستبقى قريبة من الملجأ، ولن نخرج للاستجمام. فمن نصدق، حماس؟ لا أمل. الحكومة؟ تحاول وهذا لا يجدي نفعا ففي الأقوال على الأقل وصلنا إلى الإجماع. هذا الواقع مستمر منذ 14 سنة. كنت في حينه ابنة 14 وأنا اليوم أم لطفلة تعيش في ذات حالة الطوارىء التي عشتها. لماذا تستحق هي ذلك؟!"، المستوطنة شيلي برغيغ من مستوطنة بيت شيكما (أقيمت على أراضي قرية الجية الفلسطينية) 

ـ أردنا رؤية حماس مهزومة.. ولكن!

"أردنا رؤية حماس مهزومة، لكننا رأينا إسرائيل تجري إلى طاولة المفاوضات في كل فرصة متاحة، ليس من أجل إنجاز كهذا فقدنا 64 مقاتلا و4 مواطنين، وليس من أجل إنجاز كهذا قضينا قرابة الشهرين في الملاجئ، وليس من أجل إنجاز كهذا تعرضنا لضربة اقتصادية وانهارت المصالح التجارية، توقعنا أكثر من ذلك بكثير، وقف إطلاق النار في هذه الظروف يعني البدء بالاستعداد للجولة القادمة، التي ستكون أكثر خطراً وأكثر دموية من كل ما عرفناه في السابق". رئيس بلدية عسقلان "إيتمار شمعوني"/ معاريف.

ـ أخيرا نقلت غير وسيلة إعلام عن مستوطن صهيوني قوله: "إذا تحدث أحد في الحكومة الإسرائيلية عن الانتصار في هذه الحرب، سأتبول في فمه حتى لو كان نتنياهو"!

ـ انتهت الاقتباسات/ الذكريات..

العدو انهزم آنذاك، والمقاومة انتصرت، والسؤال: منذ متى توافق إسرائيل على وقف عدوانها؟

نعم أوقفته مرغمة بل "خجلت" من الإعلان عنه، إلا على استحياء؛ لو لم تعرف أنها انهزمت لرأينا على الأقل نتنياهو وأركان حربه على الشاشات منفوخي الريش، كما كانوا يفعلون عقب كل عدوان، ولكن ما حصل أنهم تواروا عن الأنظار وحتى موافقة مجلس وزرائهم المصغر على وقف العدوان تمت بالتمرير عبر الهاتف؛ هل علينا أن ننتظر من عدو متعجرف أن يصدر بيانا صريحا يقول فيه "انهزمنا" كي نصدق أنهم انهزموا؟

 

اجتهد العرب المتصهينون في إدامة الحصار وملاحقة المقاومة وحصارها، لتمهيد الطريق أمام صفعة القرن!

ومع هذا حرم العرب الصهاينة "حماس" والمقاومة من جني ثمار النصر، واجتهدوا في تعطيل شروط وقف إطلاق النار، التي وردت في بيان الخارجية المصرية الذي أعلن وقف إطلاق النار.. الذي جاء فيه: حفاظاً على أرواح الأبرياء وحقناً للدماء واستناداً إلى المبادرة المصرية 2014 وتفاهمات القاهرة 2012، دعت مصر الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يُحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار والصيد البحري انطلاقاً من 6 ميل بحري، واستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى (الميناء ورفع الحصار..) خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار. 

وبالطبع اجتهد العرب المتصهينون في إدامة الحصار وملاحقة المقاومة وحصارها، لتمهيد الطريق أمام صفعة القرن!

ـ هامش غير مهم على الإطلاق:

من #ارشيف_الحرب: وزير خارجية الكيان ليبرمان السابق قال في حينه: هدفنا الإستراتيجي تركيع حماس والعمليات العسكرية ستستمر حتى ترفع حماس الرايات البيضاء!!

ولكن لا حماس ولا فصائل المقاومة الأخرى رفعت الرايات البيضاء ولن تفعل كما فعلت دول عربية من قبل!