هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
على غرار حملة "تمرد" ضد حكم الرئيس الراحل محمد مرسي؛ دعا معارض مصري شهير لتدشين حركة "تمرد"، ضد نظام حكم رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بهدف إخراج الجيش من الحياة السياسية، والإطاحة بالقادة العسكريين ومحاسبتهم.
واقترح الفنان والمعارض المصري المقيم بالخارج عمرو واكد، عمل حركة مثل "تمرد" يكون هدفها خروج الجيش من الحياة السياسية بالكامل، مع عزل قيادات الجيش الحاليين جميعا ومحاسبتهم على "ما فعلوه بمصر واقتصادها المنهار، والمجتمع الذي دمروه"، على أن يتم "استبدالهم بضباط وطنيين غير مسيسين يخضعون للسلطة المدنية وأجهزة رقابتها".
— Amr Waked (@amrwaked) 7 سبتمبر 2019
وتلقى النائب العام الأحد، بلاغا من المحامي طارق محمود ضد واكد، الذي وصفه بالهارب، واتهمه بالتحالف مع جماعة الإخوان وتحريض الدول والجهات الخارجية ضد الدولة؛ وطالب بإخطار "الإنتربول" لإدراج اسمه بالنشرة الحمراء والقبض عليه وتسليمه لمصر.
دعوة واكد، الممثل في "هوليوود"، تأتي متزامنة مع مجموعة مقاطع مصورة أطلقها الممثل محمد علي، كشفت عن حجم فساد المؤسسة العسكرية وطرق إسناد المشروعات بالأمر المباشر، وبذخ السيسي في بناء الاستراحات والقصور بمبالغ خيالية، وتدخل زوجته بهذا الأمر، وكذلك عن إسرافه بحفل افتتاح قناة السويس وبجنازة والدته، ومجاملة أحد أصدقائه ببناء فندق بقيمة ملياري جنيه.
مجزرة لمن يفعلها
وحول إمكانية عمل تمرد ضد السيسي، وكيفية تنفيذ الفكرة، والعقبات بمواجهتها، يعتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، محمد سودان، أن "واكد يقترح أمرا يصعب الآن تنفيذه من خلال القمع والإرهاب اللامحدود من قبل الدولة العسكرية والبوليسية".
سودان، أوضح لـ"عربي21"، رؤيته بأن "تمرد كانت مدعومة عسكريا و بوليسيا وماديا من الإمارات وربما السعودية"، مضيفا: "أما الآن فهذا الأمر يعتبر مجزرة لمن يقوم به".
وقال السياسي المصري، إن "الحل الأوحد هو اصطفاف المعارضة بالخارج، ومحاولة إشعال الشارع المصرى، وإيقاظ هذا الشعب كي يهب هبة رجل واحد".
وشدد سودان، على أن "القهر عائق كبير؛ لكن وسط ما يعيشه المصريون من جوع وفقر وقهر، ربما يشتعل الشارع المصري يوما"، مضيفا: "لكن ما زال الضغط في ظني لا يكفي بعد، وليس عندي شك في أن هذه اللحظة قادمة لا محالة".
"التاريخ لا يعترف بالاستنساخ"
وفي رؤيته لمعوقات فكرة واكد، يرى الكاتب اليساري المعارض حسن حسين، أن "التاريخ لا يعترف بالاستنساخ"، موضحا أن "ما حدث مع حركة تمرد لا يمكن تكراره لأسباب كثيرة".
حسين، أضاف لـ"عربي21"، أن "أول الأسباب: عدم ثقة الجماهير بتمرد بسبب النتائج التي ترتبت عليها، فالجماهير كانت تريد إقصاء الإخوان وإسقاط محمد مرسي، ولم تكن تريد استدعاء الجيش والسيسي بديلا".
اقرأ أيضا: محمد علي يكشف صلة قرابته بالسيسي ويرد على منتقديه (شاهد)
وتوقع أن يكون الفشل الذريع مصيرا لأى محاولة شبيهة لتكرار تمرد.
وختم بالقول: "بكل أسف كل الطرق السلمية للتغير مغلقة بالنار والحديد"، معتقدا أن "التغيير لن يتم سوى بعمل ثوري، بكل ما تحمله الكلمة من غضب واحتقان وانفجار".
الحرب مخابراتية
من جانبها، ترى الناشطة السياسية المعارضة ماجدة أبو عثمان، أن "واكد يريد أن يسرق الأضواء من فيديوهات الممثل محمد علي".
وفي حديثها لـ"عربي21"، بدت غير مقتنعة بالفكرة، وقالت "لا تمرد ولا غيرها، فالحرب مخابراتية بحتة، وتكسير عظام ما بين رجال اللواء الراحل عمر سليمان، ورجال انتصار السيسي".
وتعتقد عثمان، أن "التضحية بالسيسي، أصبحت وشيكة"، مشيرة إلى أن "من أعطى الضوء الأخضر للممثل محمد علي، كي يخرج بهذه الفيديوهات هي جهات مخابراتية تريد أن تصل الرسالة للشعب، الذي سينزل ولكن تبقى ساعة الصفر".
وحول عدم جدوى تمرد جديدة، أكدت أنه "لن يتم الخلاص من السيسي إلا عبر تضحية المجلس العسكري به لأنها ستكون نهايتهم أيضا"، مطالبة بعدم الالتفات لدعوة واكد، والتركيز مع فيديوهات محمد علي.
وقالت إن "فكرة واكد، مستحيل تنفيذها لأن تمرد كانت صناعة المجلس العسكري للتضحية بمرسي، وفي تقديري وأنا معارضة للإخوان، فإن عام حكم مرسي كان لدى الكل حرية في الرأي، ويكفي أن الإعلام كان حرا وشباب تمرد كان بكل شوارع مصر وكان بيد مرسي، أن يحرك جماعته ضد الشعب ولكنه لم يفعل".
وختمت بقولها: "نحن نعيش نكسة بكل ما تحمله الكلمة من معاني".
الوضع شديد التعقيد
تدوينة ومقترح واكد، أثارتا حالة من الجدل وردود الفعل المتباينة بين مؤيد ورافض للفكرة وبين راصد لمعوقاتها.
اقرأ أيضا: رجل أعمال مصري يكشف وقائع فساد جديدة للسيسي بمصر (شاهد)
وقال البعض إن الوضع شديد التعقيد؛ والمشكلة ليست في العسكر والسيسي، قدر مشكلة الظهير الشعبي المغيب الخانع الخائف ضحايا الاستقطاب عن طريق الآلة الإعلامية للنظام.
فيما رد آخرون على واكد، بأن تمرد كانت عملا مخابراتيا مدعوما من دول وجهات ومن الجيش ذاته وليست عملا شعبيا، كما أشاروا إلى حالة القمع التي ستواجه بها على غير تمرد الأولى التي قامت في عهد مرسي، حيث الحرية والديمقراطية واللاقمع.
ورأى معلقون أن من يقدر على ذلك هم ضباط الجيش الوطنيون، يعني انقلابا على انقلاب السيسي.
ونظر البعض للأمر بشكل عملي واقترح أن تبدأ الحملة من مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن آخرين ذكروا بما تم بحق حملة #باطل ضد حكم السيسي، من منع وحجب.