هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رفع الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (مشار كفي الحكومة) من الضغط على رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، موظفا لافتة مواجهة "الرجعية" و"التطرف" في وجه حزب العدالة والتنمية (يقود الحكومة)، في أحدث مؤشر على أن مفاوضات تعديل الحكومة متوقفة.
وكانت الجولة الأولى من المفاوضات بين أحزاب الأغلبية الحكومية في المغرب، التي جرت قبل أسبوع، قد انتهت دون تحقيق شيء يذكر، في وقت رفعت فيه هذه الأحزاب من ضغطها على رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني.
مواجهة الرجعية والتطرف
وأطلق الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي (يساري مشارك في الحكومة)، إدريس لشكر، النار على شريكه في الحكومة حزب العدالة والتنمية، واصفا إياه بـ"الرجعي والمتطرف".
جاء ذلك خلال كلمة لإدريس لشكر في ندوة حزبية السبت حول دعم التمثيلية السياسية للنساء.
وقال إدريس لشكر: "كل الأحلام بعد دستور 2011 انهارت في المرحلة السابقة بفعل هيمنة المد الرجعي على مستوى الشأن العام"، يقصد المرحلة التي ترأس فيها حزب العدالة والتنمية رئاسة الحكومة بعد الانتخابات.
وتابع: "يجب أن تناضل كل القطاعات اليسارية في قضية تمثيلية المرأة، فاليوم اختل التوازن لصالح توجه يميني محافظ متطرف رجعي".
وحمل الحزب ـ دون تسميته ـ ما وصفها بـ"التراجعات في مجال الحريات وتمثيلية المرأة".
ودعا لشكر إلى "اتحاد اليسار لمواجهة هذا المد، هناك انتهازية ونفاق.. ومقاومة كل هذا يكون بفضل اتحاد اليسار".
وناشد أحزاب اليسار إلى "تجاوز الخلافات، أنا إصلاحي وأنت ثوري، لكن لا يمكن أن نختلف بخصوص قيم اليسار، ويجب أن تتحد جميع التنظيمات اليسارية.. لتشكيل جبهة يسارية بقيم اليسار".
هجوم لشكر على حليفه في الأغلبية الحكومية يأتي في ظل حديث عن "بلوكاج" جديد يعرقل خروج النسخة الثانية من حكومة العثماني.
اقرأ أيضا: التعديل الحكومي بالمغرب.. ضغط على رئيس الحكومة في أول جولة
ضغط وابتزاز
وتعليقا منه على هجوم رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي، اعتبر قيادي في حزب العدالة والتنمية في تصريح مقتضب، أن "الهجوم أولا مرفوض جملة وتفصيلا، وهذه اللغة لا تعني إلا الابتزاز".
وتابع القيادي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، هذا الهجوم دليل على أن الضغط الذي باشره تجمع الأحزاب أثناء مفاوضات التعديل الحكومي لم يؤت أكله، فقرروا الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي هذا الهجوم بهذه اللغة التي لا تليق بحليف حكومي".
وأفاد في تصريح لـ"عربي21"، "هناك منهجية اعتمدها رئيس الحكومة للخروج بتعديل حكومي يحقق آمال المغاربة، ويستجيب لملاحظات ملك البلاد، غير أن بعض الحلفاء يعتقدون أن الضغط قد يحقق مصالحهم".
واعتبر "أنه رغم كل هذا لا يمكن الحديث عن بلوكاج، فهذا الأمر للأسف الشديد معمول به في الممارسة السياسية بالمغرب".
لا وجود للبلوكاج
من جهته نفى رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية وجود أي (بلوكاج) يعيق إخراج حكومته الثانية".
وشدد سعد الدين العثماني، في لقاء حزبي مساء الجمعة 13 أيلول/ سبتمبر، على أن "التعديل الحكومي والحكومة ستخرج بالطريقة المعهودة".
ولم يتردد رئيس الحكومة العثماني في مهاجمة ما سماه "الحملات الإعلامية الحاقدة"، وسجل أمام عدد من أنصار حزبه على "أن تلك الحملات لن تؤثر علينا ولن توقف عملنا"، ودعا "إلى عدم الإنصات إليها".
وكان زعماء أحزاب مشاركة في حكومة المغرب التي يرأسها سعد الدين العثماني، قدر خرجوا بداية الأسبوع للحديث عن البطء الشديد الذي يطبع مفاوضات التعديل الحكومي وانتقد رئيس الحكومة.