هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا للفيلسوف سلافو جيجك، يقلل فيه عما قيل من أهمية الضربات التي تعرضت لها المنشآت النفطية في السعودية، ووصف بعض المعلقين لها بأنها قد تغير قواعد اللعبة.
ويقول جيجك في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إنه "عندما هوجمت محطات معالجة النفط الخام في السعودية قبل عدة أيام بطائرات مسيرة، على يد الحوثيين في اليمن، سارعت وسائل الإعلام لتصوير الحادثة بأنها (ستغير لقواعد اللعبة)، لكن هل هذا صحيح؟، في بعض النواحي نعم؛ لأنها أربكت إمدادات النفط العالمي، وقربت من فرص اندلاع حرب واسعة في الشرق الأوسط، لكن ينبغي أن يكون الشخص حذرا في رفض هذه المفارقة القاسية".
ويشير الكاتب إلى أن "المتمردين الحوثيين يخوضون حربا مفتوحة لعدة سنوات، خاصة أن السعودية تقوم، بالسلاح الأمريكي والبريطاني الذي تزودها به، بتدمير كامل البلد، وتقصف المواقع المدنية بشكل عشوائي".
ويلفت جيجك إلى أن "الحملة السعودية قادت إلى أكبر كارثة إنسانية يشهدها القرن الحالي، ومات فيها عشرات الآلاف من الأطفال، وكما هو الحال في سوريا وليبيا فإن تدمير بلد لا يعد تغييرا في قواعد اللعبة".
ويقول الكاتب: "حتى لو قمنا بشجب الحوثيين وأفعالهم، فهل سندهش ونحن نراهم يضربون في كل وجهة وبأي وسيلة متوفرة بعدما حشروا في الزاوية وفي وضع يائس؟ فبدلا من أن تكون الهجمات تغييرا لقواعد اللعبة يجب النظر إليها على أنها تتويج لكل ما جرى، وربما عثر الحوثيون على الطريقة التي يضربون فيها السعوديين على الوتر الذي يؤلمهم أكثر".
ويضيف جيجك: "ربما قمنا بصياغة الأمر بعبارات من مسرحية بريخيت (أوبرا المتسول) (ماذا تعني سرقة بنك مقارنة مع العثور على بنك جديد؟)، ويمكننا القول: (ماذا يعني تدمير بلد مقارنة مع عرقلة إعادة إنتاج رأس المال العالمي؟)".
ويرى الفيلسوف أن "اهتمام الصحافة بما وصفته (تغيير قواعد اللعبة) حرف نظرنا عن تغير قواعد اللعبة في المشاريع التي تخطط لها إسرائيل، من ضم مساحة خصبة وواسعة من الضفة الغربية، وهذا كله يعني أن الحديث عن حل الدولتين لم يكن سوى حديث فارغ قصد منه خنق الحقيقة القاسية للمشروع الاستعماري الحديث، الذي سيكون فيه الفلسطينيون في الضفة الغربية سكانا في مجموعة من البانتوستانات".
ويقول جيجك: "يجب على الشخص ملاحظة أن إسرائيل تقوم بعمل هذا بتواطؤ صامت من السعودية، وهو ما يقدم دليلا جديدا على ظهور محور جديد للشر في الشرق الأوسط، يضم السعودية ومصر وإسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، وفي هذا المحور تتغير قواعد اللعبة".
ويضيف الكاتب: "لو وسعنا نطاق تحليلنا فإننا سنضم إليه الاحتجاجات في هونغ كونغ، التي لم تحظ باهتمام واسع، خاصة أن هذه التظاهرات اندلعت أولا في الأحياء الفقيرة، وحاول بعض المتظاهرين حمل يافطات كتب عليها (حررنا لو سمحت يا مستر ترامب)، فيما أنشد آخرون النشيد الوطني الأمريكي".
ويمضي جيجك لوصف قمع حرية الرأي في ظل الرئيس الصيني شي جينبنغ، ويقول في نهاية مقاله إنه "في الحالات كلها، من الصين إلى اليمن، علينا تعلم كيفية التفريق بين نزاع وآخر، ومن هو جزء من التغيير في قواعد اللعبة، فبعضها نذر شر لشيء سيتحول للأسوأ، مثل ضم إسرائيل مناطق واسعة من الضفة الغربية، فيما تشير حالات أخرى إلى أمل بارز".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)