هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت الزيارة التي سيقوم بها رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، غدا الأربعاء، إلى "إيطاليا" في هذا التوقيت مزيدا من التساؤلات حول أهميتها، ومحاورها، وعلاقتها بتطورات المشهد السياسي والعسكري في ليبيا.
ومن المقررر أن يلتقي "السراج" خلال الزيارة، التي لم يعلن عنها رسميا حتى الآن، برئيس الحكومة الإيطالية، جوزيبي كونتي، في العاصمة روما لبحث آخر تطورات الوضع في ليبيا والمبادرات التي طرحت لحلحلة الأزمة سياسيا.
"ماكرون في روما"
وتأتي زيارة رئيس "الوفاق" الليبية بالتزامن مع زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى روما، حيث من المقرر أن يبحث الأخير مع كونتي، التنسيق بشأن الوضع الليبي، والإعداد للمؤتمر الدولي الذي تقوم ألمانيا بالتحضير له بدعم من الأمم المتحدة"، بحسب صحيفة "الوسط" المحلية.
ودعت قمة الدول الصناعية السبع في اجتماعها الأخير إلى عقد مؤتمر دولي حول ليبيا، ومن المتوقع أن يجرى نهاية أكتوبر المقبل.
وطرحت الزيارة المفاجئة للسراج إلى روما تساؤلات من قبيل: ما أهميتها الآن؟ وتداعيات هذه الزيارة على المشهد السياسي والعسكري، خاصة أن إيطاليا داعمة حتى الآن لحكومة الوفاق؟
"الضغط على فرنسا"
من جهته، قال الصحفي المقرب من حكومة الوفاق، محمد الشامي إن الزيارة مهمة متوقعا أن يجري استغلالها من أجل الضغط على فرنسا لوقف دعم "حفتر" عسكريا، "باعتبار أن هناك تنسيقا كبيرا بين الوفاق وإيطاليا بخصوص وقف دعم حفتر وهناك اتفاق مبدئي بذلك يحتاج لتعزيز اللقاء باتفاقات قد تكون اقتصادية بحتة".
اقرأ أيضا: ليبيا.. السراج يطالب بالتأهب لمعركة أكبر قادمة.. ماذا يقصد؟
وأوضح لـ"عربي21" أن "الزيارة ستكون مجدية جدا خصوصا بعد التطور الأخير لبعثة الأمم المتحدة وتصريح المستشارة الألمانية الأخير في اجتماع الاتحاد الأوروبي، والمتوقع انفراج كبير في موقف الاتحاد الأوروبي وتغير منشود من فرنسا، لكنها تحتاج لضمانات سياسية واقتصادية لمرحلة ما بعد الحرب"، وفق تصوره.
قوة "السراج"
وقال الناشط السياسي الليبي، محمد خليل إن "أهمية الزيارة تأتي من باب تثبيت أقدام حكومة الوفاق بعد الانتصار الذي حققته وتقهقر قوات "حفتر"، لهذا فإن السراج الآن يذهب ويفاوض من منطلق قوة"، حسب كلامه.
وأضاف في تصريحه لـ"عربي21" أن "السراج يريد أن يرتب أوراقه ويوثق علاقاته مع الدول خاصة القريبة منه مثل "إيطاليا" استباقا لأي تسوية سياسية تأتي من المجتمع الدولي، وتداعيات الزيارة ربما ستكون مرتبطة بقرب انتهاء الحرب وإعلان هزيمة "حفتر" رسميا"، كما رأى.
"مؤتمر ألمانيا"
وبدوره رأى الناشط الليبي، جمال سعيدان أن "الأمر متعلق بالكلمة التي سيلقيها السراج الأسبوع المقبل أمام الأمم المتحدة، وأن الزيارة تأتي بعد نشاطات واجتماعات قام بها رئيس الحكومة محليا مع كافة الأطياف والآن هو يتجه دوليا وبدأ بحليفته إيطاليا".
وتابع لـ"عربي21": "وربما تكون الزيارة هدفها محاولة تقريب وجهات النظر مع فرنسا بخصوص المؤتمر الدولي الذي تحضر له ألمانيا بخصوص ليبيا ولعل المعضلة أن قوات بركان الغضب سترفض أي لقاء مستقبلي بين السراج وحفتر وهذا يزعج فرنسا، لكن عموما هناك ضغط دولي والأزمة في طريقها للحل"، كما توقع.
"دعم سياسي جديد"
المحلل السياسي الليبي المقيم في "كندا"، خالد الغول أشار إلى أن "الزيارة قد تأتي ضمن المحاولات من قبل الحكومة الليبية لتوضيح موقفها من حرب طرابلس بهدف نيل دعم سياسي جديد لها، وبخصوص لقاء السراج بالرئيس الفرنسي فهي غير مستبعدة".
اقرأ أيضا: لماذا يفقد حفتر دعم روسيا وفرنسا؟
وحول تداعيات الزيارة على المشهد العسكري، قال الغول: "لا أظن أنها ستغير مواقف الطرفين المقاتلين على الأرض، فهي حرب معد لها سلفا، واختير لها التوقيت الخطأ، ولن تتوقف إلا بفوز أحد الفريقين"، كما قال لـ"عربي21".
ورأت الناشطة من الغرب الليبي، سمية محمود أن "هذه الزيارة سيكون لها تأثير كبير على المشهد العسكري لكن هذا يرتبط بمدى نجاحها من فشلها، ونتمنى أن يستطيع السراج إيجاد توافق بين "فرنسا وإيطاليا" كون الصراع الحقيقي بينهما".
وتابعت لـ"عربي21": "فرنسا أقرت مؤخرا أنها راهنت على الرجل الخطأ (حفتر) وتحاول الآن إيجاد مكان لها بعيدا عن "حفتر"، حسب كلامها.