هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا المغرب سفراء الدول العربية والإسلامية إلى دعمه في مسعى تخليد يوم عالمي سنوي "لمناهضة الإسلاموفوبيا ومن أجل التسامح والحوار الحضاري".
جاء الإعلان عن ذلك خلال اجتماع اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة
التعاون الإسلامي، الذي احتضنه مقر مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى)، الأربعاء
18 أيلول/ سبتمبر الجاري.
وأعلن رئيس مجلس النواب النواب المغربي عن مقترح بلاده لإقرار يوم
عالمي سنوي "لمناهضة الاسلاموفوبيا ومن أجل التسامح والحوار الحضاري"، بحضور
المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إسيسكو)، وسفراء دول
عربية وأفريقية.
وقال رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي، ورئيس اتحاد مجالس
الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إن "هذا المقترح تبناه زملاؤنا
وزميلاتنا في اللجنة التنفيذية للاتحاد بالإجماع، ما أكسبه الطابع المؤسساتي".
ودعا المالكي السفراء الحاضرين خلال هذا اللقاء إلى "إبلاغ
حكومات بلدانهم بهذه المبادرة حتى تعمل سريعا على تفعيلها على مستوى الأمم المتحدة،
ووكالاتها المختصة وخاصة اليونيسكو، في أفق الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم
المتحدة التي ستنطلق الأسبوع المقبل".
اقرأ أيضا: الغارديان: الإسلاموفوبيا تزداد سوءا في الاتحاد الأوروبي
وسجل رئيس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، أن
هذه المبادرة "تأتي في سياق الدفاع عن شعوبنا وبلداننا الإسلامية، والجاليات
والأقليات المسلمة في البلدان غير الإسلامية".
واعتبر أن "هذه المبادرة تتمثل في العمل من داخل الأمم المتحدة،
ووكالتها المختصة وخاصة اليونيسكو، من أجل اعتماد يوم عالمي سنوي لمناهضة
الإسلاموفوبيا، ومن أجل حوار الحضارات والتسامح".
وشدد على أن هذا اليوم "يكون مناسبة دولية للدعوة إلى التسامح
والتعايش والتعريف باعتدال الدين الإسلامي ورفض الخطابات التي تلصق بالإسلام
والمسلمين والتي تتخذ من أيديولوجية الترهيب والتخويف من الإسلام عقيدة لها".
وأفاد بأن هذه "الظاهرة تتغذى اليوم من ظواهر أخرى ومن الهجرات
الناجمة عن النزاعات والحروب، خاصة في الشرق الأوسط، و الاختلالات المناخية، ومن
الأعمال الإرهابية التي يرتكبها المتطرفون ومن خطابات المتطرفين والجماعات الإرهابية".
وأضاف أن "الشعور بالخوف من الإسلام والمسلمين في البلدان غير
الإسلامية، انتقل إلى حالة من الكراهية لمظاهر الدين والحضارة الإسلاميين والتحريض
ضدهما، ثم إلى التمييز ضد المسلمين في مختلف مظاهر الحياة، ثم إلى أعمال إرهابية
وعنيفة يرتكبها غلاة يمينيون متطرفون ضد المسلمين كما حدث في أحد مساجد نيوزلندا
خلال شهر مارس الماضي".
وأوضح أن "من حسن الحظ أنها تجد نفسها مطوقة ومحاصرة، في الغرب
كما في الشرق، من عدد هائل من صناع الفكر وأصحاب الضمائر الحرة، ومن السياسيين ومن
المنظمات السياسية والمدنية، ومن المؤسسات الرسمية والعمومية، ومن السلطات، بما
فيها الحكام، وأصحاب القرار السياسي، الذين يتصدون للتعصب ولنزعات كراهية
المسلمين ويعتمدون مقاربات وخطابات عقلانية ناضجة متسامحة ومنفتحة".
ومضى يقول، إنه "في حالة إقرار هذا اليوم العالمي، فستكون مناسبة
لتجديد التعبئة الجماعية نتوجه خلالها إلى أصدقائنا وحلفائنا في المحافل
والمنتديات البرلمانية وغير البرلمانية على السواء بل إلى كافة القوى والشخصيات
المحبة للإنصاف والمتشبعة بقيم الانفتاح والتسامح والسلم والحوار الحضاري، لتفكيك
خطابات الحقد وكراهية الآخر ومحاصرتها ونبذها".
واستطرد بأن "هذه المبادرة وغيرها، في قلب معركة تصحيح التمثلات
الخاطئة عن الإسلام والمسلمين، دينا وحضارة وتاريخا، وأمام إحدى التحديات
الاستراتيجية التي لا تواجه بلداننا الإسلامية، فقط، ولكن كل المجتمع الدولي،
بإشاعة روح التسامح والتعاون والتعايش واحترام الأديان والثقافات وقيم الآخرين".
وخلص إلى إن "الجواب على التطرف والعنف المادي والرمزي لا يكون بتطرف
مضاد، بناء المستقبل المشترك وصناعة السلام من أجل الرخاء المشترك، ومن أجل عالم
يخف فيه الظلم ومنطق القوة عمل مستدام، ومثابرة وصبر، وصمود في وجه الاستفزازات".
وتتزايد موجات العداء للإسلام في الغرب مع تصاعد المد اليميني والشعبوي، بتواز مع ارتفاع في الاعتداءات على المواطنين من أصول عربية أو من العالم الثالث.