هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحاول عائلة الأسير رمضان مشاهرة من القدس
المحتلة تلقف أخبار الإضراب عن الطعام الذي يخوضه ابنها مع أكثر من 140 أسيرا فلسطينيا
في سجون الاحتلال، فحالته الصحية التي تدهورت لعدة أيام ما زالت تقلق العائلة
وتدفعها للسؤال المتكرر عنه عبر المؤسسات الحقوقية المعنية.
ويواصل عشرات الأسرى الفلسطينيين إضرابهم منذ
أسبوعين رفضا لما أسموه تنصل إدارة السجون من الاتفاق الذي أبرم معهم عقب إضرابهم
عن الطعام في شهر أبريل/ نيسان الماضي لإزالة أجهزة التشويش التي تتسبب لهم بأوجاع
حادة في الرأس وقد تؤدي الأشعة الناجمة عنها إلى الإصابة بمرض السرطان، وهي التي
ثبتها الاحتلال في أقسام معينة داخل السجون.
وأعلنت الحركة الأسيرة أن جلسات الحوار بين
ممثلي الأسرى وإدارة السجون باءت بالفشل بعد رفض الاحتلال إزالة الأجهزة، مبينة أن الأمور قد تتجه لتصعيد خطير إذا استمر الاحتلال في رفضه.
وقال والد الأسير مشاهرة لـ"عربي21" إن الاحتلال وفور بدء الإضراب قام بنقل نجله إلى العزل الانفرادي مع
عشرات الأسرى وذلك عقابا لهم على دخولهم خطوة الإضراب، وبعدها انقطعت أخبارهم ولم
تعد العائلات تعلم عنهم شيئا.
وأضاف: "في الأيام الأولى للإضراب امتنع
رمضان عن شرب الماء كذلك فتدهورت حالته الصحية ونقل إلى المستشفى، والآن علمنا بعد
أيام طويلة أنه موجود في عيادة داخل سجن الجلمة شمال فلسطين، حيث إنه يعاني من مرض
في القلب وآلام أخرى، وما زلنا قلقين على وضعه الصحي".
إقرأ أيضا: مواجهات مع الاحتلال بعد وقفة داعمة للأسرى بالضفة الغربية
وأوضح أن العائلة ما زالت في دائرة القلق حول
وضع نجلها دون معرفة تفاصيل حالته الصحية، لافتا إلى أن هذا الإضراب يثبت للاحتلال
مدى قوة الأسرى في مواجهة القمع، علما بأن نجله رمضان محكوم بالسجن المؤبد 20 مرة
ومعتقل منذ العام 2002، كما أن شقيقه فهمي معتقل منذ العام ذاته ومحكوم بالمدة
نفسها وتم هدم منزلهما بعيْد اعتقالهما.
ورأى وزير شؤون الأسرى السابق وصفي قبها أن
أهمية الإضراب تكمن في تشكيل حالة ضاغطة على إدارة سجون الاحتلال وإرباك حساباتها
وجعلها في حالة تأهب دائمة.
وقال قبها لـ"عربي21" إن هذا الأمر يتطلب منها
وقف إجازات موظفيها وعناصر أمنها ووضع وحداتها الخاصة جميعا في حالة استنفار، وكل
ذلك من أجل إلزامها بتنفيذ كل التفاهمات التي جاءت كثمرة ونتيجة لإضراب الكرامة
الثاني في نيسان الماضي، وذلك دون إبطاء أو انتقاص، على حد قوله.
واعتبر أن الإضراب هو بمثابة رسالة إصرار قوية
من قبل الأسرى لإدارة سجون الاحتلال، والإضراب يعتبر أيضا سيفاً مُسلطاً على
رقبتها، وهو أيضاً بمثابة إنذار نهائي وتحذير، مبينا أن الأسرى اضطروا ولجأوا إلى
سلاح الإضراب بعد أن تم استنفاد كافة وسائل الحوار والنقاش؛ وبعد أن فشلت جميع
جلسات الحوار مع إدارة السجون في حملها على التنفيذ الأمين لتلك التفاهمات.
وأضاف: "جاء الإضراب للحيلولة دون التنصل
من تلك التفاهمات أو الالتفاف عليها وبعد أن وجد الأسرى أن مصلحة سجون الاحتلال
تتفاوض لكسب الوقت وتمييع الحوار من أجل تنفيس الأسرى وتدجين مواقفهم؛ وكل ذلك
لتشكيل غطاء لقرارٍ اتخذته للتنكر لتلك التفاهمات وتحاول التملص منها وتفسيرها على
غير ما تحتمل".
وأشار إلى أن قيادة الحركة الأسيرة حين وجدت
نفسها أمام حائط مصمت؛ وبعد أن أغلق الاحتلال جميع أبواب الحوار معها لتنفيذ
التفاهمات والإيفاء بالتزاماتها وتعهداتها وأهمها إزالة أجهزة التشويش التي تسبب
الأمراض للأسرى ومنها الصداع الشديد والسرطان؛ فكان لا بد من خطوة تجسد ردود
الأسرى الطبيعية تجاه الخطوات التصعيدية بحقهم.
ولفت إلى أن العودة للإضراب الجماعي هي بمثابة
درجة ما قبل ذروة الخطوات التصعيدية حيث تكون الذروة بتحويل السجون إلى حرب ومعارك
حقيقية وكسر عظم فيما لو سقط شهيد من الأسرى وهذا ما يُخيف مصلحة السجون.
إقرأ أيضا: تحذيرات من خطورة أوضاع الأسرى المضربين وتضامن معهم بغزة
وتابع :"هنا تتجلى الصورة بكل مركباتها
وأبعادها وحيث كف الأسرى يُلاطم مخرز الاحتلال والذي تُحسده سياسة عزل القادة كما
حصل مع الأسير المهندس عباس السيد نائب رئيس الهيئة العليا لأسرى حركة حماس وعدد
من أعضاء الهيئة العليا ومنهم حسن سلامة وأحمد القدرة، وهو الرد الأنسب على سياسة
التصعيد وسياسة التسويف والمماطلة التي تنتهجها مصلحة السجون للتنكر والتنصل من
التفاهمات التي تمت بينها وبين قيادة الأسرى؛ الأمر الذي سيحول فعلا السجون إلى
ساحات مواجهة حقيقية".
واعتبر قبها أن الاحتلال يستشعر الخطر الداهم
الذي يقرأه من أن رئيس ونائب رئيس الهيئة العليا لأسرى حماس وأربعة أعضاء آخرين من
الهيئة قد انضموا للإضراب في مراحله الأولى ولحق بهم الأسير حسن سلامة، وأن كرة
الإضراب تتدحرج كما هي كرة الثلج، وهذا يعكس بمجمله خطورة الوضع وجدية الخطوة وأن
الأسرى يصرون على تنفيذ كل التفاهمات دون إبطاء أو انتقاص منها، وأنهم سيستمرون في
إضرابهم المفتوح عن الطعام، وسيلحق بالمضربين عن الطعام أفواج أخرى حتى يضطر
الاحتلال وأمام إصرار الأسرى على تنفيذ تلك التفاهمات عاجلا كان أم آجلا.
وختم قائلا: "من يعرف قيادة الأسرى جيدا
وعاش معهم في قسم واحد يُدرك جديتهم حيث لا خيار أمامهم إلا الشهادة أو الانتصار،
وأن الأسرى لن يسمحوا بالالتفاف على هذه التفاهمات أو تحميلها على غير ما تحتمل،
أو الانتقاص منها مع رفضهم التام لسياسة التسويف والمماطلة، لذلك أتوقع جازما أن
الأسرى سيحققون مطالبهم وينجزون حقوقهم كما كان الأمر في إضراب نيسان 2012 إو إضراب
نيسان الماضي 2019".
بدوره رأى رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين
أمين شومان بأن المطلوب الآن هو حراك شعبي وجماهيري يرتقي لمستوى المعركة التي
يخوضها الأسرى سواء بالإضراب الفردي أو الجماعي.
وقال لـ"عربي21" بأن الحراك من شأنه
أن يرفع معنويات الأسرى المضربين ويزيد صمودهم أمام الانتهاكات التي تمارسها بحقهم
قوات الاحتلال مثل الضغط النفسي والعزل والحرمان من زيارة الأهل والمحامين ومنع
النوم والنقل المتكرر بهدف كسر إرادتهم.
وأوضح أن الدور الرسمي الحقوقي والقانوني يجب
أن يكون على المستوى العربي والإقليمي عن طريق وضع شبكة أمان عربية قانونية تعمل
على حماية الأسرى حين يقوم الاحتلال بالقفز عن المواثيق الدولية في ما يتعلق
بقضيتهم، إضافة إلى رفع كل ملفات الأسرى الإداريين الأطفال والأسيرات والمرضى وفضح
سياسات الإهمال الطبي المتعمد الذي يؤدي إلى ارتفاع شهداء الحركة الأسيرة.
وأضاف: "المطلوب هو تحرك سريع على كل
الصعد وأيضا أن يتم توثيق الملفات وجمعها من أجل تقديمها إلى المحاكم الدولية
وتجريم الاحتلال عما يرتكبه داخل السجون".