هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر سياسية بحزب "مستقبل وطن" الداعم لنظام الانقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي، أن الجهات الأمنية والمخابراتية، هي التي حددت مكان تظاهر المؤيدين للسيسي يوم الجمعة 27 من أيلول/ سبتمبر الجاري، بميدان رابعة العدوية ومنطقة المنصة بشرق القاهرة.
وحسب المصادر التي تحدثت لـ "عربي21"، فإن بعض الشخصيات بائتلاف "تحيا مصر"، اقترحت أن يكون الاحتشاد بميدان مصطفى محمود بالمهندسين لقربه من ميدان التحرير، إلا أن الأجهزة الأمنية التي تتولى تنظيم الحشد، رفضت ذلك، حتى لا يحدث احتكاك بين الفريقين المؤيد والمعارض للسيسي، وهو ما يمكن أن يُصعب مهمتهم في فض المظاهرات وملاحقة المعارضين للسيسي.
وتشير المصادر (التي تحفظت عن ذكر اسمها نظرا الظروف الأمنية)، إلى أن ضباط المباحث العامة بأقسام الشرطة، هم الذين يتولون ترتيبات الحشد ليوم الجمعة، لانشغال ضباط الأمن الوطني بملاحقة المعارضين، مؤكدين أن التعليمات صدرت لرجال الأعمال بتحمل تكاليف الانتقال والإعاشة والمقابل المادي الذي سيتم دفعه لبعض المشاركين في التظاهرات، مقابل ضمان اختيارهم في الانتخابات التشريعية المقبلة لمجلسي الشورى والبرلمان.
ووفق المصادر، فإن ضباط المباحث حشدوا فرق البلطجية رجالا ونساء، من مناطق منشية ناصر والمطرية والكيلو 4.5، والسيدة زينب والمقطم وحلوان والبساتين، ورملة بولاق والسبتية، وبولاق الدكرور وميت عقبة وبين السرايات والبحر الأعظم، لتأمين المتظاهرين المؤيدين للسيسي في ميدان رابعة وأمام المنصة بمدينة نصر.
تأمين القصر الجمهوري
من جانبه يؤكد الخبير الأمني حمدي الشعراوي لـ"عربي21" أن اختيار ميدان رابعة، له العديد من الدلالات الأمنية، كما له قراءة سياسية لم يفطن إليها نظام السيسي، موضحا أن أهم دلالة أمنية على اختيار ميدان رابعة والمنصة، لأنهم يبعدون أقل من 3 كليو متر عن قصر الاتحادية الرئاسي، وهو القصر الرسمي لرئيس الدولة.
اقرأ أيضا: مؤيدو السيسي يهاجمون هنيدي لتجاهله حملة التأييد (فيديو)
ويذهب الشعراوي في رأيه إلى أن الحشد بميدان رابعة، بهدف وجود كتلة بشرية قريبة من القصر الجمهوري، للدفاع عنه إذا خرجت الأمور عن السيطرة ووصل المتظاهرون المعارضون إلى القصر، كما حدث يوم 14 شباط/ فبراير 2011، والذي شهد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وحسب رأي الشعراوي فإن ميدان رابعة أو حتى المنصة التي لا تبعد عنه سوى 300 متر فقط، أسهل من حيث التأمين، لعدة اعتبارات منها، أن المنصة منطقة عسكرية حتى لو كانت مفتوحة، وأسفل المنصة وفي المنطقة التي تقع خلفها بفندق الماسة التابع للجيش، كتيبة التدخل السريع لحماية القاهرة ورئيس الدولة من أي انقلاب أو هجوم عسكري، يمكن أن يحدث.
ويشير الخبير الأمني إلى أن المنطقة المحيطة بمسجد رابعة هي الأخرى أشبه بالثكنة العسكرية، حيث يحيطها مبنى المخابرات الحربية والمجموعة 77، والإدارة المالية للقوات المسلحة، وعمارات التوفيق والنصر ورابعة وكلها مملوكة للجيش والمخابرات، بالإضافة لقربها من القيادة العسكرية المشتركة وهيئة العمليات الحربية.
وعن القراءة السياسية التي يقصدها الشعراوي ، يشير إلى أن ذات السبب الذي دعا أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي للاحتشاد من يوم 21 من حزيران/ يونيو 2013، عندما انتشرت دعوات التظاهر بميدان التحرير يوم 30 يونيو 2013، للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، هو السبب ذاته الذي دعا أنصار السيسي الآن لاختيار ميدان رابعة والمنصة، وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد 6 سنوات فقط.
كرامة ميدان التحرير
ويؤكد الخبير الحقوقي ورئيس اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، مختار العشري لـ "عربي21"، أنه منذ اليوم الأول لثورة 25 يناير 2011، ومنطقة المنصة هي المفضلة لأنصار دولة مبارك، حيث تم إطلاق مجموعة "إحنا آسفين يا ريس" ومجموعة "أبناء مبارك"، من أمام المنصة، كما كانت هذه المنطقة مكان الاحتشاد الأساسي لتأييد اللواء عمر سليمان عندما أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة 2012، والمكان الذي أعلن منه الفريق أحمد شفيق الترشح لنفس الانتخابات.
اقرأ أيضا: نظام السيسي يستبق مظاهرات الجمعة بالاعتقالات والتصفية
ولا يستبعد العشري أن يكون السبب وراء الحشد بهذه المنطقة، لأنها قريبة من القصر الجمهوري، وبالتالي تسهل حمايته من أي تطورات يمكن أن تحدث في مظاهرات الجمعة، إلا أنه عاد وأكد أن السبب الأساسي ربما يرجع إلى أن المنطقة، تحولت لثكنة عسكرية كاملة، بعد فض اعتصام رابعة في 14 آب/ أغسطس 2013، وهو ما يخفف من القلق الموجود لدى داعمي السيسي من حدوث اشتباكات معهم، أو يكونوا كبش فداء للسيسي ونظامه.
ويري العشري أن المكسب في ذلك، هو استعادة ميدان التحرير لشرفه ومكانته بعد أن دنسه فلول نظام مبارك، بدعم من الأجهزة الأمنية، والقوى السياسية الداعمة للانقلاب العسكري، ومظاهرات 30 يونيو 2013، فبعد أن كان الميدان روح الثورة في العالم العربي، تحول بشكل ممنهج لمكان مفضل للتحرش الجنسي والسخرية، ولكنه الآن يستعيد عافيته ومكانته وشرفه من خلال المتظاهرين الرافضين للحكم العسكري.