هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "الإيرانيين يواصلون تلقي الضربات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، ما يتطلب منا أن نواصل توجيه هذه الضربات، مع العلم أن السنة المقبلة ستكون الأكثر حساسية بالنسبة لإسرائيل بالنسبة لتواجد إيران في سوريا، والتطورات في مشروعها النووي، ومستقبل الاتفاق النووي مع القوى العظمى".
وأضاف الجنرال "ش"، مسؤول الملف الإيراني بشعبة الأبحاث بجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، في حوار مطول مع موقع ويللا الإخباري، وترجمته "عربي21"، أن "الملف الإيراني في الاستخبارات الإسرائيلية ينشغل في متابعة أربعة جوانب أساسية: أجهزة الطرد المركزي، ومتابعة شخصية قاسم سليماني، وتمويل الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط التابعة لإيران، ومشروع تطوير الصواريخ الدقيقة".
وأكد أن "جميع هذه الملفات الأربعة يتم الحصول من خلالها على المعلومات اللازمة، ثم يتم رفعها إلى جهات الاختصاص في المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، مع العلم أن التهديد الأساسي الإيراني لإسرائيل يتمثل في المشروع النووي، وهناك تهديدات أخرى من بينها النشاطات الإيرانية في المنطقة، خاصة التواجد الإيراني في سوريا، وقد أخذت إسرائيل على عاتقها مواجهة هذا التحدي بكلتا يديها".
وأوضح أن "إيران دولة مليئة بالتناقضات، في كل مرة أحصل على معطيات جديدة من داخلها تزداد صعوبتي في فهم طبيعة الوضع السائد فيها، ومن ذلك مثلا أن كلية الهندسة الكهربائية بجامعة شريف تعدّ من الأكثر أهمية وجودة حول العالم، وليس لها مثيل في الدول العربية المحيطة بإسرائيل، لكن اللافت أن 50% من خريجيها يغادرون إيران؛ لأنهم لا يريدون العيش هناك، وهذه ازدواجية وتناقض".
وأشار إلى أن "الصناعات الإيرانية العسكرية فائقة للغاية، منها تطويرات تكنولوجية، مع أن شعبها يئن تحت ظروف المعاناة المعيشية، والجمهور الإيراني لا يبدو متحمسا لما تقوم به دولته في سياستها الخارجية، لكنهم تعودوا على التأقلم مع هذه الظروف، رغم أن البطالة والتضخم تتزايدان بمعدلات مرتفعة، وأخيرا جاء فرض العقوبات، مع أن الوضع الاقتصادي في إيران قبل العقوبات كان سيئا جدا، ثم جاء ترامب ليزيد الطين بلة".
وأضاف أن "ما نسبته 30-60% من مقدرات الاقتصاد الإيراني موجود بين يدي الحرس الثوري، مع العلم أن إيران تعاني من مؤشرات التراجع والاضمحلال من خلال تنامي قضايا الفساد، نحن نتابع عن كثب كل قضية بعينها تخص بعض الوزراء الفاسدين ومساعديهم، من بينها تصفية الحسابات".
عند الحديث عن الوضع العسكري للجيش الإيراني والحرس الثوري، يقول الجنرال الإسرائيلي إنهما "يحوزان صواريخ دقيقة برية وبحرية، ودفاعات جوية، من أجل التعامل مع أي تهديد من الخارج، نحن أمام جيش نظامي كبير، لديه قدرات فائقة، لكنه لا يقارن أمام القدرات العسكرية الأمريكية".
وأوضح أن "إيران تعاني من تحديات داخلية، مثل الأكراد في الشمال الغربي، والبلوش في الشمال الشرقي، والمنظمات المسلحة العربية في الجنوب الغربي، والنظام الإيراني يبدو قلقا من ذلك، ويعتقد أن أحدا ما قد يستغل هذه الإشكاليات الداخلية لزعزعة استقرار الدولة، رغم أن لديها جهاز الباسيج بملايين الأفراد والحرس الثوري وأجهزة الاستخبارات ووزارة الشؤون الأمنية".
وختم بالقول إن "الوضع الاجتماعي في إيران يشهد تغيرات متلاحقة، فالنساء الإيرانيات يحاولن خلع الحجاب، والشبان الإيرانيون يشربون الكحول، ويتعاطون المخدرات، وينظمون الحفلات، رغم وجود خوف من النظام وأجهزته".
وأشار إلى أن "هناك قيودا اقتصادية كبيرة على النظام الإيراني، ليس فقط بسبب النفط، وإنما من مصادر أخرى، ومع ذلك من الصعب الحديث عن إمكانية إسقاط النظام الإيراني، لا أستطيع التنبؤ بتوقيت انفجار ثمانين مليون نسمة على نظامهم، أو ما هي المدة الزمنية الفاصلة بين الإحباط والانفجار".