هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذّر الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، من خطورة استمرار وتصاعد اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى المبارك، ومحاولات الاحتلال تفريغه من المصلين.
أعياد يهودية وانتخابات "متطرفين"
وفي حديث لـ"عربي21"، فقد أرجع الخطيب تزايد الاقتحامات خلال هذه الفترة إلى عدة أسباب، من بينها حلول ما يسمى "عيد رأس السنة العبرية"، وعيدي "الغفران" و"العرش"، خلال الأسبوعين القادمين.
وأوضح الخطيب أن هذه الفترة من كل عام تعد موسم اقتحامات سنوي ثانٍ، فيما يأتي الأول في نيسان/ أبريل من كل عام.
وأشار إلى وجود "تصعيد ملحوظ في اقتحامات المسجد الأقصى خلال هذه المرحلة جراء الحالة الانتخابية التي تمر بها الدولة العبرية، والتي من خلالها تتنافس الأحزاب الإسرائيلية وتحديدا اليمين الذي يقف على رأسه حزب الليكود وبنيامين نتنياهو".
وأضاف: "هم يريدون من دعوات اقتحام المسجد الأقصى الموسعة، التأكيد على سياساتهم المستقبلية بحقه، وهذا الأمر يستقطب الجماعات الدينية اليهودية، التي هي مخزون الأصوات بالنسبة لحزب نتنياهو".
اقرأ أيضا: تواصل اقتحامات المستوطنين الواسعة للمسجد الأقصى (شاهد)
واقع فلسطيني وعربي مأزوم
وفي الوقت ذاته، يضيف الخطيب: "يوجد واقع فلسطيني وعربي مأزوم، إضافة للظروف التي تمر بها الأمة من خلال الأنظمة الديكتاتورية التي تبطش بشعوبها العربية، وتجعلها منشغلة بنفسها عن قضية القدس".
وقال: "إن الانقسام الفلسطيني يجعل القضية رهينة للظروف التي تمر بها مدن الضفة الغربية المحتلة، عبر إصرار طرف رام الله (السلطة) على التنسيق الأمني مع الاحتلال، ولو على حساب المسجد الأقصى".
وحذر من التداعيات الخطرة لحالة "البرود والفتور" تجاه ما يجري في القدس والأقصى، لافتا إلى أن قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحظر الحركة الإسلامية في الداخل قبل 4 سنوات، "كان له انعكاساته على ما يحدث في المسجد".
وأوضح الخطيب أن "الحركة الإسلامية كانت تقف على دعوات النفير والرباط وتسيير الحافلات للأقصى"، مضيفا: "صحيح أن هنالك استمرارية لوصول أهلنا إلى المسجد، وهي في حالة مباركة ومتزايدة، ولكن تحديدا عندما كان يتم الإعلان عن اقتحامات للمسجد الأقصى (من قبل الجماعات المتطرفة اليمنية)، كان يقابلها دعوات للنفير، تقف على رأسها الحركة الإسلامية بكافة مؤسساتها".
وأضاف: "لكن هذا الأمر الآن غير متاح، فقد تم حظر الحركة وإغلاق مؤسساتها وملاحقة قياداتها، وهذا ولا شك له انعكاسه وآثاره على حالة التواجد في المسجد الأقصى".
وحول تواصل استهداف المصلين والمرابطين داخل الأقصى من قبل سلطات الاحتلال، بالاعتقال والإبعاد عن الأقصى والحبس المنزلي، بين الخطيب أن "هذه الإجراءات هي شكل من أشكال العقاب، والتضييق وتدفيع الثمن لكل من ينتصر للأقصى؛ إن كان على شكل ما يحصل للشيخ رائد صلاح (رئيس الحركة الإسلامية)، من الاعتقال المنزلي واستمرار الملاحقة، أو التضييق على الآخرين ومنعهم من دخول الأقصى، أو إغلاق أي مؤسسة يمكن أن يشتم منها المبادرة لعمل ما في نصرته".
وتابع بأن "كل هذه الإجراءات، هي جزء من واقع التضييق الإسرائيلي المستمر الذي يتعرض له المسجد".
وقال: "لقد علمنا التاريخ أن الطريق إلى المسجد الأقصى، دائما كانت تمر عبر القاهرة ودمشق".
اقرأ أيضا: في ذكراها الـ 19.. تعرف على انتفاضة الأقصى (إنفوغراف)
وأشار إلى أن "استمرار فرض الطواغيت المتجبرين على مصر من خلال عبد الفتاح السيسي، وسوريا من خلال نظام بشار الأسد، هو جزء من محاولة تأخير يوم فرج للمسجد الأقصى المبارك".
ومن خلال متابعته لما يجري لدى مؤسسات الاحتلال المختلفة، أكد أن هناك "حالة رعب تعيشها المؤسسة الإسرائيلية التي تراقب ما يجري في الساحة المصرية، وذلك لقناعتهم بأن أي متغير يمكن أن يحدث في مصر، سينعكس على قضية فلسطين عموما والمسجد الأقصى بشكل خاص".
وفي نهاية حديثه لـ"عربي21"، أعرب الخطيب، عن أمله في أن "تقول الشعوب كلماتها، وتنتصر لنفسها، لتعود بعد ذلك تلقائيا إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك".
تضييق متجدد
وفي إطار التضييق على المقدسيين ومحاربة تواجدهم في الأقصى، تعمل سلطات الاحتلال على ملاحقتهم بشكل مستمر، حيث قررت إبعاد العديد من النشطاء، عرف منهم مؤخرا كل من الناشطة خديجة خويص، والمعلمة هنادي الحلواني، لمدة 6 أشهر عن الأقصى.
وأخضعت مخابرات الاحتلال الحاجة عايدة صيداوي للتحقيق، والتي أكدت في فيديو لها وصل "عربي21"، أن الاحتلال قرر إبعادها عن الأقصى حتى يوم الأحد المقبل بشكل مؤقت، حتى صدور قراره النهائي.
وأكدت أن إجراءات الاحتلال تهدف إلى إبعاد المقدسيين عن المسجد الأقصى، منوهة إلى أن هذه الإجراءات "لا تزيدنا إلا ثباتا ورباطا في المسجد الأقصى".
وقالت: "مهما كان الثمن لن نتخلى عن المسجد الأقصى، ونحنا هنا مرابطون ثابتون ليوم الدين، شاء من شاء وأبى من أبى".
وتشهد معظم أيام الأسبوع اقتحامات متواصلة من قبل المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى بحراسة قوات الاحتلال، وفي هذه الأيام هناك موجة اقتحامات كبيرة، تلبية لدعوات أطلقتها جماعة "منظمات الهيكل" المزعوم المتطرفة، بضرورة شن اقتحامات واسعة خلال فترة الأعياد اليهودية، وشددت الجماعات المتطرفة، على أهمية أن تكون الاقتحامات جماعية وعائلية وبأعداد كبيرة.