هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قوبل
دور العديد من الفنانين اللبنانيين في دعم تظاهرات بلدهم على مدار الأيام الخمسة
الماضية، بإشادة واسعة في الأوسطات المصرية والعربية، إلا أن تلك الإشادة قابلتها
حالة استياء من مواقف بعضهم ممن وقف بخشونة ورفض واتهام لتظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر
الماضي في مصر، ومن بروز دعمهم لرأس النظام عبدالفتاح السيسي.
ومن بين
الفنانين الذي أعلنوا دعمهم لحالة الغضب الشعبية في بلدهم لبنان بسبب الأوضاع
الاقتصادية الصعبة وفرض الضرائب، إليسا، ونانسي عجرم، ونوال الزغبي، ونادين نجيم،
وأمل حجازي، ونادين الراسي، وماجي بوغصن، ومايا دياب، وراغب علامة، ووائل جسار،
ورامي عياش، وجورج قرداحي، ونيشان، وطوني خليفة، فيما شارك عدد منهم بالتظاهرات.
وفي
الوقت الذي شارك فيه راغب علامة في تظاهرات بيروت، ظهر وائل جسار وزوجته بين
المتظاهرين، وأيد فيه الإعلاميان جورج قرداحي ونيشان تظاهرات لبنان؛ أعلنت نانسي
عجرم تأييدها لثورة بلدها من الرياض، حيث كانت تشارك بحفل غنائي ضمن "موسم
الرياض"، فيما شاركت نجلة نوال الزغبي، ونجلا عاصي الحلاني، ونجلا الإعلامي
طوني خليفة في التظاهرات مع إعلانهم جميعا تأييد ثورة لبنان.
— Ramez Khaled (@RamezKhaled_) October 19, 2019
— أخبار شرقية (@ArabNews101) October 21, 2019
— نــــــُــور?? (@NourHamdy__) October 21, 2019
— هيئة المشاهير (@AlmobarkNadiia) October 20, 2019
ذلك
الموقف الداعم للشعب اللبناني يأتي في الوقت الذي خرج فيه ذات الفنانيين
اللبنانيين علامة، وجسار، والحلاني، وقرداحي، ونوال، عبر مقاطع فيديو دعما لنظام
السيسي في مصر عقب مظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر الماضي، فيما غنت نانسي عجرم أغنية
"راجل وابن راجل"، دعما له في نيسان/ أبريل الماضي، ويعلن دائما كلا من
نيشان وطوني خليفة تاييدهما للسيسي.
وفي
تعليقها على موقف الفنانين اللبنانيين من ثورة بلادهم ومن تظاهرات مصر، قالت
الكاتبة الصحفية مي عزام، إنه "ليس هناك أي تناقض من وجه نظري".
عزام،
أوضحت بحديثها لـ"عربي21"، أنه "حين يتم الاستعانة بهؤلاء النجوم
من قبل الإعلام المصري فيكون هناك توجيها لهم بطريقة غير مباشرة".
وأشارت
إلى أنه "يتم أيضا الترويج لأن هذه المظاهرات ليست شعبية، ولكنها لبعض
المنتمين والمؤيدين لجماعة الإخوان، والإرهاب، وأنها مظاهرات داعية لإسقاط الدولة
المصرية".
وتساءلت
الكاتبة بصحيفة "المصري اليوم": "هل يمكن لأي شخص تسأله ولا يعرف
تفاصيل الحراك الشعبي في مصر ولا الضغوط التي يتعرض لها الشارع وظروفه المعيشية
الصعبة؛ أن تكون إجابته مع المظاهرات؟".
وتابعت:
"أما بالنسبة لما يحدث في لبنان؛ فهم يلمسون الأحوال السيئة في بلدهم، وهي
بالفعل أحوال متردية تماما".
وأكدت
أنهم يعلمون أن "الفساد في لبنان وصل لمعدلات تجمد الحياة، والديون وصلت
تقريبا إلى مرة ونصف الناتج القومي اللبناني، وتسديد أقساطها وفوائدها يمثل عبئا
ليس على الحكومة وحدها ولكن على كل مواطن لبناني".
ووجهت
عزام نداءها لمن وصفتهم بالأشقاء في لبنان بأن "يحافظوا على لحمة المجتمع اللبناني،
ولا يجعلوا الطائفية تتسلل إلى مظاهراتهم لا الآن ولا بعد ذلك"، موضحة أن
"المظاهرات في فترة صعبة جدا وهناك متربصون في انتظار ذرائع".
وترى
الناقدة الفنية إيمان نبيل، أن "الفنانين الذين شاركوا في ثورة الشعب
اللبناني معدودين على الأصابع وليسوا كتلة الفنانين اللبنانيين مجتمعة"،
موضحة أنه "ورغم مشاركة عدد منهم إلا أنه لم يكن يعرف لأكثرهم توجهات سياسية
من قبل".
نبيل،
أشارت في حديثها لـ"عربي21"، إلى أنه "لا أحد من الذين شاركوا في
التظاهرات مثل راغب علامة، وعاصي الحلاني، أعلن موقفا مختلفا عن المعروف عنه،
وبعضهم لم نكن نعرف له موقفا مسبقا مثل نادين نجيم"، موضحة أن "الفنانين
الكبار مثل إليسا محسوبة على تيار سمير جعجع، وهيفاء وهبي مؤيدة لحسن نصر الله حسب
مواقف سابقة لها".
وأرجعت
نبيل، أسباب إعلان بعض الفنانين المشاركين بالثورة اللبنانية رفضهم للحراك في مصر
مؤخرا، بأن "الزخم الثوري المصري في 20 أيلول/ سبتمبر الماضي كان
ضعيفا".
وأضافت
أن "الفنانيين اللبنانيين لا شك تأثروا بوجهة نظر زملائهم المصريين الذين لم
ينسوا ما حدث لهم بسبب مواقفهم السياسية بعد ثورة يناير 2011".
وتعتقد
الناقدة الفنية أن أهم الأسباب قاطبة هو "التعامل الأمني من الحكومة المصرية
تجاه أية تجمعات على عكس ما يحدث في لبنان؛ حيث يتظاهر الفنان ويعبر عن رأيه ويؤيد
ويعارض ويعود آمنا لبيته ولم يسبب له هذا الموقف خسارة في عمله".
وأشارت
إلى أن "لبنان أول مرة يشهد تظاهرات غير طائفية فالكل لحمة واحدة، كما أنه في
لبنان الفنان لا يخاف من عقاب السلطة، ولكن يخشى عقاب زعيمه حسب الطائفة التي
ينتمي إليها".
وأكدت
أن "رفض بعض الفنانين اللبنانيين لتظاهرات مصر مرتبط بمصلحتهم الكبيرة في مصر
والخوف على أعمالهم الفنية بهوليود الشرق"، مضيفة أنه "وحتى الفنان
المصري لو أمن العقاب، وأنه لن يُحارب في رزقه لنزل الشارع مع المتظاهرين".
وعبر
مواقع التواصل الاجتماعي، أثار موقف الفنانين اللبنانيين المؤيد للتظاهرات الشعبية
ببلادهم إشادة المصريين وقارنوه بموقف الفنانين المصريين من ثورة يناير 2011.
وقال
عضو حزب "الوسط" المصري المعارض وليد مصطفى بـ"فيسبوك"، إنه
"يبعث على احترامهم و تقديرهم بالمقارنة طبعا بزملائهم المصريين في ثورة
25يناير".
وعلى الجانب الآخر، انتقد متابعون تأييد بعض الفنانيين اللبنانيين للدكتاتوريات العربية، وقال الإعلامي السوري فيصل القاسم عبر "تويتر": "معظم فناني وفنانات لبنان عارضوا الثورات العربية وصفقوا للطواغيت والجنرالات عشان ما يخسروا الحفلات في البلدان الثائرة؛ لكنهم ما شاء الله عليهم يشاركون الآن في الانتفاضة اللبنانية".
— فيصل القاسم (@kasimf) October 19, 2019