هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما زالت الصحافة الإسرائيلية منشغلة بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتوقيع اتفاق السلام مع الأردن، وسط توتر العلاقات معه، وغياب أي أحداث احتفالية، سواء في عمان أو تل أبيب، ما يشير إلى حالة من تدهور العلاقات بصورة غير مسبوقة.
إيتمار
آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، قال إن "هذه الذكرى مرت على البلدين
دون أي تطرق رسمي لها، ورغم أننا أمام حدث تاريخي، لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية
لم تنظم فعاليات خاصة، ووزارة التعليم لم تخصص دروسا لهذا اليوم، صحيح أنه منذ
توقيع ذلك الاتفاق شهدت العلاقات الثنائية صعودا وهبوطا، لكن اتفاق السلام حافظ
على بقائه".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الأحداث
الأخيرة أوصلت العلاقة بين البلدين لمستوى غير مسبوق من الانحدار، وبقي السلام
باردا على حاله، بل إن الرأي العام الأردني زاد في عدائه لإسرائيل، ودعوات طرد
السفير الإسرائيلي من عمان تتردد أصداؤها في المملكة".
وكشف
أن "فعالية يتيمة شهدتها إسرائيل حول هذه المناسبة، نظمها معهد أبحاث الأمن
القومي التابع لجامعة تل أبيب ومعهد أبحاث إسرائيل، ورغم أن الحديث يدور عن مؤسسات
مستقلة، لكن الدولة لم تشأ استغلال هذه الفعالية لإرسال رسائل تصالحية مع المملكة
من خلال الحديث عن أهمية اتفاق السلام".
شاكيد
موراج، سكرتيرة حركة السلام الآن الإسرائيلية، "اتهمت بنيامين نتنياهو بالتسبب
في دهورة العلاقات مع الأردن؛ لأنه تحت قيادته فقدت إسرائيل كل يوم المزيد من
علاقاتها الاستراتيجية".
السفير
الإسرائيلي في الأردن، أمير ويسفورد، قال إن "عدم التقدم في الموضوع الفلسطيني
يضع صعوبات أمام تطوير العلاقات الإسرائيلية الأردنية، هناك المزيد من الجهات الأردنية
الرافضة لتسخين هذه العلاقات، وبعض القضايا الاقتصادية الثنائية ما زالت عالقة،
لكن رغم العلاقات الباردة، والتحديات التي تواجه تل أبيب شمالا وجنوبا، فإن الحدود
مع الأردن ما زالت مستقرة".
وأضاف
أنه "بعد عدة أشهر من المقرر أن تبدأ إسرائيل بضخ كميات من الغاز من حقل
لفيتان للأردن، وهو ما من شأنه إنعاش اقتصاد الطاقة الأردني، وزيادة التعاون
الثنائي بينهما، فيما يبقى موضوع الماء الأكثر حيوية بينهما".
وقالت
الصحيفة إنه "في ظل تراجع التعاون الثنائي بين عمان وتل أبيب، فإن الأردن
سيضعف، وسيؤثر ذلك على التنسيق الأمني الممتاز بينهما، خاصة لدى سلاحي الجو".
حاييم
ريغيف، مدير قسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية، قال إن "الاتصالات المدنية مع
عمان يجب أن تمر عبر وزارة الخارجية، وليس الجيش، في بعض المشاريع وضع الأردنيون
صعوبات لديهم، وكما أن الأردن لديه ضغوط داخلية، فلدينا نحن الإسرائيليين مثلها".
سمدار بيري، الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون العربية، قالت إن "مرور هذه الذكرى لاتفاق السلام الأردني الإسرائيلي يكشف عن حالة من الإحباط المشترك من تدهور العلاقات، صحيح أن التعاون الأمني بينهما ما زال قويا، لكن الضغوط تتنامي على الملك عبد الله، ما يجعل السلام باردا".
وأضافت
في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، أن "تطورا جديدا نشأ في المنطقة يتعلق بتوجه الأنظار الإسرائيلية إلى
السعودية التي تربطها بالأردن علاقات سيئة، وفي حال تحسن علاقات الرياض مع تل أبيب،
فإن ذلك سيدخل عمان والقاهرة إلى الشرك؛ لأن الهدف المعلن للسعودية وإسرائيل هو إقامة
جبهة قوية في منطقة الخليج تواجه إيران".
وأشارت إلى أن "الملك الأردني أراد معاقبة إسرائيل من خلال استعادة المناطق الزراعية
المستأجرة، لكن السياح الإسرائيليين ما زالوا يتوافدون على البتراء والعقبة وعمان،
رغم ما بات يفرض عليهم من إجراءات وقيود أردنية جديدة".
وكشفت
بيري، التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الدولة الأردنية، أن "الضيفين الأردنيين
الذين حضرا فعالية معهد أبحاث الأمن القومي في أيلول/ سبتمبر لإحياء ذكرى اتفاق السلام،
وحافظا على سرية أسمائهما، هما جنرالان أردنيان يشرفان على العلاقات الأردنية الإسرائيلية
حتى في مرحلة ما قبل توقيع اتفاق السلام في 1994، كما شهد شهر أيلول/ سبتمبر إحياء هذه الذكرى
في الجانب الأردني من أحد الفنادق الفخمة على البحر الميت".
وختمت
بالقول إن "استمرار توتر العلاقات بين تل أبيب وعمان يتطلب إرسال واحد من
اثنين من كبار الخبراء والجنرالات الإسرائيليين في العلاقات مع القصر الأردني، إما
أفرايم هاليفي رئيس جهاز الموساد الأسبق، أو عاموس غلعاد الرئيس السابق للدائرة الأمنية
والسياسية بوزارة الحرب، على أن يستلما قائمة بأهم التحفظات الأردنية، وينقلانها إلى
تل أبيب، للبدء في تفكيكها وحلها".