هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهد العراق خلال الأيام الأخيرة انتشارا كثيفا لعربات النقل الصغيرة، المعروفة محليا باسم "التكتك"، في ساحات الاحتجاج، تسير نحو الخطوط الأمامية لإسعاف ضحايا القمع، في مشهد جعل سائقي تلك العربات محل احتفاء واحترام كبيرين.
ويتركز نشاط تلك العربات في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد، والتي شكلت هي الأخرى أيقونة للحراك، الذي بدأت موجته الأولى مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
— Ali-Watan-علي وطن???? (@Ali2Watan) October 26, 2019
وتتسم عملية دخول "التكتك" في المشهد الاحتجاجي بالعفوية، حيث تعجز سيارات الإسعاف الحكومية عن الوصول إلى أماكن الاحتجاج.
ويتزايد اعتماد المحتجين عليه، في ظل لجوء قوات الأمن إلى قمع الاحتجاجات باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والقنابل الصوتية والرصاص الحي والمطاطي.
— ريـــــــان (@asra3333) October 27, 2019
— بلال العراقي || Bilal Al- Iraqi (@IRAQ__2019) October 31, 2019
اقرأ أيضا: العراق الواحد ينتفض
وأصبح "التكتك"، يوما بعد آخر، أحد أبرز "أيقونات" الاحتجاجات العراقية ضد "الفساد" و"المحاصصة".
ولا تتجاوز أعمار أغلب أصحاب عربات "التكتك" 25 عاما، وتعد وسيلة نقل الركاب هذه هي مصدر دخلهم اليومي الوحيد.
لكن ذلك لم يمنعهم من التطوع لنقل المصابين خلال الاحتجاجات، بحسب قول أحدهم، ويدعى "أبو علي" (20 عاما) للأناضول.
— Jojo Jabbari (@shamshoomi) October 29, 2019
— دجله النعيمي (@WordDgail) October 30, 2019
وقال: "لا نتقاضى أية أجور لقاء ما نقوم به في التظاهرات، ونستنفر كل جهودنا وطاقاتنا لنقل الجرحى والمصابين بالاختناق، ونوصل أيضا المواد الغذائية للمحاصرين، وحاول متظاهرون جمع تبرعات من المال لنا، لكننا رفضنا".
وتابع: "أعدادنا قرابة 500 متطوع من أصحاب التك تك.. نشارك بشكل دوري في تقديم الدعم والمساعدة حين يتعرض المتظاهرون لإطلاقات مكثفة بالغاز والرصاص الحي".
وأعرب "أبو علي" عن قلقه من احتمال ملاحقته بعد انتهاء الاحتجاجات بقوله: "ربما ستكون هناك ملاحقة من الجهات الأمنية بسبب موقفنا هذا".
ومنذ بدء الاحتجاجات، تبنت حكومة عبد المهدي عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة، لكنها لم ترض المحتجين، الذين يصرون على إسقاط الحكومة.
ونال أصحاب "التكتك" نصيب من الإصابات والأضرار أثناء عملية الإسعاف والنقل التي يقومون بها.
أحدهم، وهو حسن الحسيني، صادفته الأناضول يرقد في حدائق ساحة التحرير وهو يعاني من جروح غائرة في صدره؛ بسبب "إصابته برصاص مطاطي كثيف".
— كريم العراقي (@skVJwhp195nOodT) October 29, 2019
اقرأ أيضا: "حقوق الإنسان" العراقية: لا جدية لوقف العنف ضد المتظاهرين
وقال الحسيني (17 عاما): "نقلت الكثير من الجرحى في عربتي، وفي أخر مرة تعرضت لكثير من الرصاص المطاطي، بعد أن حملت سبعة متظاهرين جرحى، واحدا تلو الآخر إلى المستشفى".
وتابع: "سأبقى هنا، لن أعود إلى المنزل.. أنا هنا من أجل أخي الشهيد، الذي فقدته في الحرب ضد (تنظيم) داعش (بين 2014 و2017)، حيث قاتل حتى الموت، ثم تم استغلال دمه من قبل اللصوص السياسيين الفاسدين".
— يوســـف????المقدم?? (@fnasdr) October 31, 2019
ويسود بين المحتجين شعور عارم بالغضب من الحكومة وقوات الجيش والأمن؛ جراء استخدام العنف المفرط بحقهم.
بالمقابل، بات يحظي "التكتك" وأصحابه بكثير من الإشادة والشعبية والشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد ما حظي به سائقو التكتك من احتفاء شعبي كبير، قررت وزارة النفط العراقية تزويدهم بالوقود مجانا، "دعما لمواقفهم الإنسانية".
وذكر بيان صادر عن الوزارة، الجمعة، أن "نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ووزير النفط ثامر الغضبان، أوعز بتوزيع مادة البنزين مجانا لأصحاب عربات التوك توك".
وأوضح البيان، أن هذه المبادرة تأتي تقديرا لما يقومون به "من مبادرات إنسانية بنقل الجرحى والمصابين وكبار السن من وإلى ساحة التحرير".