في يوم مناهضة الجرائم بحق الصحفيين.. هل أفلت قتلتهم في مصر؟

في اليوم العالمي لمناهضة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في العالم، الذي يحل السبت 2 تشرين الثاني/ نوفمبر، يثار التساؤل: هل أفلت من ارتكبوا عشرات الجرائم، بينها القتل، بحق الصحفيين المصريين أثناء ممارستهم مهنتهم؟

وفي مصر ومنذ الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، لقي عشرة صحفيين حتفهم بالقتل عبر الآلة العسكرية ورصاص الشرطة، حسب رصد حقوقي للمرصد العربي لحرية الصحافة، فيما لم يتم محاسبة أحد من مرتكبي تلك الجرائم، على الرغم من مرور 6 سنوات.

ووقعت أولى جرائم قتل الصحفيين بحق المصور أحمد عاصم 8 تموز/ يوليو 2013، قبل نحو شهر من مجزرة فض اعتصام "رابعة العدوية" بالقوة.

ولحق عاصم أربعة صحفيين يوم فض رابعة هم أحمد عبد الجواد (صحفي بالأخبار)، وحبيبة عبد العزيز (صحيفة إكسبرس Xpress الأسبوعية)، ومصعب الشامي (مصور بشبكة رصد)، ومايك دين مصور شبكة "سكاي نيوز".

وقتل خمسة صحفيين آخرين منذ ذلك الحين وحتى الآن، وهم تامر عبدالرؤوف (مدير مكتب جريدة الأهرام بدمنهور)،ومحمد الديبفي (مذبحة سيارة ترحيلات أبو زعبل)، وميادة أشرف (جريدة الدستور)، ومصطفى الدوح (مصور)، ومحمد حلمي.

كما يقبع صحفيون مصريون تم اعتقالهم في ظروف تتعلق بأداء مهنتهم في سجون الانقلاب العسكري في ظل ظروف إنسانية صعبة.

وفي آخر تقاريره بأيلول/ سبتمبر الماضي، أكد المرصد العربي لحرية الصحافة، أن هناك نحو 79 صحفيا وإعلاميا مصريا رهن الحبس، و27 آخرين قيد التدابير الاحترازية بعد إخلاء سبيلهم، مشيرا إلى استمرار الاحتجاز التعسفي والاعتداءات البدنية على الصحفيين.

ومن المعتقلين العاملين بالتليفزيون: المخرج إبراهيم سليمان (القناة الخامسة)، وعمرو الخفيف (مدير الهندسة الإذاعية)، وأحمد علي عبده (منتج أفلام وثائقية)، وخالد حمدي وعبدالرحمن شاهين قناة (مصر 25)، وسيد موسى قناة (أمجاد)، وشادي أبو زيد مراسل تلفزيوني، ومدحت عيسى التلفزيون المصري، ومحمود حسين قناة الجزيرة.

ومن رؤساء التحرير السابقين، مجدي أحمد حسين (الشعب الجديد)، وبدر محمد بدر (الأسرة العربية)، وعادل صبري (مصر العربية).

ومن الصحفيين الناشطين: الصحفي والبرلماني محسن راضي، وحسام مؤنس، وهشام فؤاد، وخالد داود، وإسماعيل الإسكندراني، ومعتز ودنان، وأحمد أبو زيد، وحسن القباني.

ومن المصورين: خالد سحلوب (شبكة رصد)، وعمرو جمال، ومحمد الحسيني، وغيرهم.

ومن الصحفيات: آية علاء حسني، وعبير الصفتي، وعلياء عواد مصورة (شبكة رصد)، وفاطمة عفيفي.

وبالتزامن مع "اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين"، أصدرت نقابة الصحفيين بيانا، السبت، مؤكدة على تضامنها مع الصحفيين المحبوسين، ودعمهم بكل سبل الدعم القانونية والنقابية، مطالبة بسرعة الإفراج عنهم.

كما طالبت لجنة الحريات بالنقابة، في بيانها الذي وصل "عربي21" نسخة منه، أجهزة الأمن بالكشف عن مكان الصحفي حسن القباني المختفي قبل 4 أشهر والإفراج عنه، هو وكافة الزملاء المحبوسين على ذمة قضايا النشر والرأي.

وأشارت إلى وضع الصحفي عادل صبري المحبوس منذ أكثر من عام، والصحفي معتز ودنان صاحب الحوار الشهير مع المستشار هشام جنينة، الذي تحدث عن وجود فساد بالمؤسسة العسكرية، والذي قادهما للحبس معا.

"لا يزالون طلقاء"

"عربي21" توجهت للأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة سابقا، قطب العربين، بالتساؤل: في اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين هل أفلت من أجرموا بحقهم؟ قال إنه "للأسف قتلة هؤلاء الصحفيين ما زالوا طلقاء".

العربي أضاف: "رغم مرور ست سنوات على قتل10 صحفيين، منهم 4 في يوم واحد -يوم فض اعتصام رابعة في 14 آب/ أغسطس 2013، لا يزال قتلة هؤلاء الصحفيين طلقاء بعيدا عن يد العدالة، رغم أن بعضهم تم تصويره أثناء القتل بعدسة المصور الصحفي الراحل أحمد عاصم".

وأشار إلى أن قتلة الصحفية ميادة أشرف "لا يزالون طلقاء بينما تم تحميل التهمة لآخرين".

وأكد الصحفي والإعلامي المصري أنه "سبق هؤلاء جميعا إفلات القتلة الحقيقيين للصحفي الحسيني أبوضيف في كانون الأول/ ديسمبر 2012، والصحفي أحمد محمود الذي قتل يوم 29 كانون الثاني/ يناير 2011".

وحول دور النقابة في تلك الأزمة، أشار العربي إلى تقرير المرصد العربي لحرية الصحافة، الذي أكد أن نقابة الصحفيين المصرية ما زالت تتجاهل هذا الملف قانونيا ونقابيا.

وأكد أن انتهاكات السجون مستمرة بحق الصحفيين، وما زالت معاناتهم متواصلة مذكرا بالوضع الصحي السيئ للمصورة علياء عواد في سجن النساء بالقناطر، وحبس الصحفيان حسام مؤنس وهشام فؤاد في ظروف غير صحية، واستمرار معاناة الكاتب الصحفي مجدي حسين الصحية.

قضية القباني وزوجته

وتعدّ قضية الصحفي حسن القباني وزوجته آية علاء من القضايا ذات البعد الإنساني، حيث اعتقل في22 كانون الثاني/ يناير 2015، لنحو 3 سنوات، ليتم إخلاء سبيله في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، وليظل نحو عامين رهن التدابير الاحترازية.

ولم تكد تنتهي قضية القباني، حتى اعتقلت زوجته الصحفية آية علاء، أثناء ذهابها لتأدية واجب العزاء لأسرة الرئيس الراحل محمد مرسي في مدينة الشيخ زايد، 17 حزيران/ يونيو الماضي، ليقوم الأمن المصري بعدها بثلاثة أشهر باعتقال زوجها مجددا في 17 أيلول/ سبتمبر الماضي.

"عربي21" تابعت وضع القباني وزوجته آية، عبر أحد أفراد أسرته، الذي أكد أن هناك تحركا واعيا من النقابة بشأنهما.

وأضاف أن الجهود تتواصل، وهناك تقدم تم إحرازه عبر هذا المسار من خلال نقابة الصحفيين، مؤكدا أنه الأفضل حاليا، داعيا كل من له دور أن يعيد الأب حسن والأم آية لابنتيهما الصغيرتين همس وهيا، صاحبتا أشهر صور أمام المعتقلات المصرية.

اقرأ أيضا: مطالب أممية بالتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان بمصر