هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لعضوة مجلس تحريرها، ميشيل كوتل، تتحدث فيه عن انقلاب مسؤولي الإدارة الأمريكية على بعضهم، بعد اتضاح الحقائق في التحقيقات التي تهدف إلى مساءلة الرئيس دونالد ترامب.
وتبدأ كوتل مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، بالقول: "ليس هناك شرف بين اللصوص، ولا بين السياسيين القلقين الذين ربطوا أنفسهم برئيس يميل لإخضاع المصلحة القومية لمصالحه، كما هو واضح".
وتشير الكاتبة إلى أن "الذين كانوا في وقت ما يمكنون الرئيس انقلبوا ضد بعضهم، دون تحفظ، بعد أن بدأت الحقائق تتضح حول ما كان يفعله خدم الرئيس في في أوكرانيا، وانتقل تحقيق مساءلة الرئيس إلى مرحلته العلنية".
وتقول كوتل إن "جون بولتون يبدو حريصا على خوض معركة، ولديه صفقة تساوي حوالي مليوني دولار لكتابة كتاب حول فترة عمله في الإدارة، الذي تركه بطريقة لم تكن لطيفة في أيلول/ سبتمبر، فخلال خطاب خاص الأسبوع الماضي قدم بولتون تقديرا قاسيا لسياسة الرئيس الخارجية، وقال إن سياسة ترامب مع تركيا تقوم على مصالحه الشخصية والتجارية، بحسب (أن بي سي نيوز)، وقال محامي بولتون للمحققين في موضوع مساءلة الرئيس بأن لدى بولتون معلومات حول (العديد من الاجتماعات المهمة والمحادثات) فيما يتعلق بأوكرانيا، التي قد يكون مستعدا لمشاركتها إن سمحت له المحاكم بالمضي قدما".
وتشير الكاتبة إلى أن "بولتون لا يزال ينتظر نتيجة قضية رفعها في المحكمة نائبه السابق تشارلز كوبرمان، طالبا من المحكمة أن تقرر إن كان استدعاؤه من الكونغرس يرجح على أمر الرئيس بأن يهمل الاستدعاء".
وتلفت الكاتبة إلى أن "القائم بأعمال رئيس موظفي البيت الأبيض، مايك مولفاني، حاول الاستفادة من قضية كوبرمان، لكن بولتون لم يوافق على ذلك، وقام محام يمثل كلا من بولتون وكوبرمان يوم الاثنين بالطلب من قاض أن يرفض طلب مولفاني، ومن بين أسباب المعارضة هو أن مولفاني قد يكون تنازل عن أي حصانة من الإدلاء بشهادته في التحقيق عندما اعترف خلال مؤتمر صحافي الشهر الماضي بأن ترامب سعى للحصول على مقابل للمساعدات العسكرية، وقال إن على الناس (تجاوز هذا الأمر)".
وتنوه كوتل إلى أن "مولفاني، الذي أصر لاحقا على أنه لم يقل ما قال، كان شخصا رئيسيا في حملة الضغط على أوكرانيا للتحقيق في نائب الرئيس السابق جو بايدين، في الوقت الذي قال فيه بولتون، بحسب التقارير، إنه لا يريد أن يشارك في (صفقة المخدرات التي كان يطبخها) مولفاني مع سفير الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند".
وتفيد الكاتبة بأن "مولفاني سحب طلبه من المحكمة لصدمته من ردة الفعل، ويقول الآن إنه سيلتزم بقرار الرئيس بعدم التعاون مع التحقيق، ومع ذلك فقد اصطدم مع مستشار البيت الأبيض، بات سيبولوني، لأن كلا منهما يرى أن الآخر لم يحسن الدفاع عن محاولات توجيه تهمة للرئيس، ويواجه مولاني الخطر من الجمهوريين في الكونغرس، الذين يبحثون عن شخص ليتهموه بدلا من ترامب في موضوع أوكرانيا، وهو كبش الفداء المفضل، بحسب (واشنطن بوست)، بالإضافة إلى محامي الرئيس رودي جولياني وسوندلاند، وهما لا عبان رئيسيان، لكن مولفاني ألمح للناس أنه يعرف كثيرا لتتم إقالته".
وتقول كوتل إن "هناك تهما جديدة لجولياني، الذي يخضع الآن لتحقيق جنائي حول أعماله في أوكرانيا، من زميله ليف بارناس، الذي يقول بأن جولياني وجهه للضغط على المسؤولين الأوكرانيين ليقوموا بالتحقيق في نشاط منافس الرئيس ترامب، فيما يفكر جولياني في البدء بمدونة صوتية في موضوع توجيه تهمة للرئيس، ويجب أن يخيف هذا كل من له علاقة بالقضية".
وتشير الكاتبة إلى أنه "يقال إن الرئيس يريد أن يقيل ليس فقط مولفاني، لكن أيضا المفتش العام لمجتمع المخابرات، مايكل أتكينسون، الذي نبه الكونغرس لشكوى المخبر، التي بدأت التحقيق لتوجيه تهمة للرئيس".
وتبين كوتل أن "ترامب يقلل في العلن من شأن أعضاء الكونغرس من الجمهوريين؛ لأنهم يشيرون إلى أن تصرفه تجاه أوكرانيا كان (أقل من من رائع)، كما عبر من خلال تغريداته على (تويتر)".
وتجد الكاتبة أنه في الوقت الذي لم يقع فيه وزير الخارجية مايك بومبيو تحت الهجوم من زملائه -بعد- إلا أن هناك مؤشرات محذرة، ففي الشهر الماضي، قال مستشاره السابق مايكل ماكينلي للمحققين بأن بومبيو رفض مناشداته لحماية السفيرة السابقة إلى أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، التي كانت هدفا لحملة تشويه من جولياني أدت إلى إقالتها من عملها في كييف، وهي مناشدات يدعي وزير الخارجية أنه لم يسمعها، فمن يعلم إلى أين سيؤدي هذا الأمر؟".
وتقول كوتل: "حتى مسؤولي البيت الأبيض غير المرتبطين مباشرة بمساءلة الرئيس بدأوا في المشاركة في المعركة الدائرة، فمن جانبها تقوم السفيرة السابقة للأمم المتحدة، نيكي هيلي، التي تروج لمذكراتها، باتهام وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، ورئيس موظفي البيت الأبيض السابق، جون كيلي، بأنهما طلبا مساعدتها في تقويض أهداف سياسات الرئيس خلال فترة عملهما في الإدارة، ومن ناحيته يقول كيلي إنه حذر الرئيس بأنه إن استبدله بشخص يقول له نعم فإنه سينتهي به الأمر بأن يوجه الكونغرس له تهمة".
وتلفت الكاتبة إلى أن "هناك مسؤولا كبيرا (مجهولا) في البيت الأبيض نشر في أيلول/ سبتمبر 2018 مقالا في (نيويورك تايمز)، ونشر الآن كتابا يرسم فيها صورة مخزية للرئيس، ويقول إن (البيت الأبيض، بكل بساطة، قد تحطم)".
وتقول كوتل: "حتر نكون منصفين، وحيث تم جر الكثير من الناس -بإرادة أو غير ذلك- إلى مخطط ترامب لأوكرانيا، فإنه من الصعب على الأذناب أن يبقوا روايتهم سليمة ويتجنبوا تجريم حتى أنفسهم، فمثلا فإن سوندلاند قال للمحققين أصلا بأنه لا علم له بوجود عملية مقايضة في أوكرانيا، وبعد أقل من ثلاثة أسابيع قام بتعديل شهادته ليقول إنه تذكر إخبار مسؤولين أوكرانيين بأنه من غير المتوقع أن يحصلوا على مساعداتهم العسكرية الموعودة حتى يعلنوا عن التحقيقات التي طلبها منهم ترامب، وعودة هذه الذاكرة جعلت شهادة سوندلاند متماشية أكثر مع شهادات الشهود الآخرين".
وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن "هذا كله يجب أن يكون بمثابة تحذير للذين يبررون للرئيس، فمع تعمق التحقيق فإن فريق الإعدام الدائري يزداد اتساعا، ويحتمل أن يكون مسلحا بذخيرة من عيار أعلى".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)