هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا تزال الاشتباكات مستمرة في محيط عين عيسى قرب مناطق عملية "نبع السلام" التركية، بين "الجيش الوطني السوري" المعارض مدعوما بقوات تركيا، وبين قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وتدور الاشتباكات بالقرب من الطريق الدولي "أم4" بمحور عين عيسى شمالي الرقة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، يوسف حمود، لـ"عربي21"، أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في محيط عين عيسى وتل تمر.
وسبق أن أكد استئناف العملية العسكرية في تل تمر ومحيط عين عيسى رغم تجميدها بعد اتفاقين منفصلين بين تركيا من جهة، وأمريكا وروسيا من جانب آخر، إلا أن أنقرة لم تؤكد الاستئناف، واقتصر الأمر على المعارضة السورية.
اقرأ أيضا: اشتباكات بعين عيسى والمعارضة السورية تسيطر على قريتين
من جهته، قال المحلل السوري أحمد الطيب، لـ"عربي21"، إن أهمية عين عيسى، تنبع من وقوعها على مفترق طرق يؤدي إلى مدينة الرقة من جهة وتل أبيض وريف الحسكة من جهة وعين العرب ومنبج من جهة أخرى.
وأضاف: "تهدد السيطرة عليها، بإتمام عملية فصل مدينة تل أبيض والمناطق الحدودية شمال الرقة عن باقي مناطق سيطرة قوات قسد".
وقال إن التقدم الميداني هناك، يمهد للسيطرة على قرية الشركراك وصوامع الحبوب.
عاصمة "قسد"
وتابع بأن عين عيسى من أهم النواحي التي تسيطر عليها "قسد"، موضحا أن سبب ذلك يعود إلى أنها تعقد فيها الاجتماعات مع التحالف الدولي والوفود الدولية التي تزور مناطق سيطرتها، لا سيما أنها عقدت في البلدة الاستراتيجية عشرات المؤتمرات.
وأوضح أنها تعد بالنسبة لقسد "عاصمة الإدارة الذاتية" الذراع المدنية لها.
ولفت إلى أن مسؤولين في التحالف الدولي أجروا زيارات عدة إلى عين عيسى، بالإضافة إلى أن البلدة تشهد اجتماعات دورية لمؤسسات "الإدارة الذاتية" مثل "هيئة الداخلية" و"هيئة الصحة" و"ومجلس المرأة" و"المجالس التنفيذية"، وكلها تعقد كل شهر بشكل دوري.
وسبق أن وصلت قوات "نبع السلام" إلى طريق "أم4" الدولي، وأصبحت على بُعد كيلومترين من بلدة "عين عيسى" فقط.
اقرأ أيضا: المعارضة تنفي انسحابها من محيط عين عيسى و"قسد" تنتقد روسيا
وكان العميد الركن المتقاعد، والخبير العسكري السوري، أحمد الرحال، اعتبر سابقا أن "ما يحصل في شرقي الفرات عامة، لا ينبع من أهمية تلك المناطق في سوريا، بقدر أهمية أن كل دولة تسعى لتمكين مناطق نفوذها".
وأوضح لـ"عربي21"، أن "أمريكا مع قسد من جهة، وروسيا مع النظام السوري من جهة، وتركيا مع الجيش الوطني المعارض، بالإضافة لفيتو دخول إيران لتلك المنطقة، كل ذلك جزء من الخرائط الجديدة التي يحاول أن يرسمها النفوذ الإقليمي والدولي".
ولفت إلى أن "المناطق شرقي الفرات تأتي في صراع من يستحوذ عليها، فأمريكا عادت إليها، والنظام السوري يحاول أن يسيطر عليها، وقسد تريد البقاء فيها، بالتالي نحن أمام صراع نفوذ دولي في خريطة الحل النهائي في سوريا".
وقال: "في النهاية ستكون هناك مناطق نفوذ للدول المتواجدة في سوريا، وكل طرف سيتواجد في الحل السياسي سيشارك بناء على حجم نفوذه في الداخل السوري، بالتالي فإن هذا هو الصراع حول تل تمر وغيرها".
واعتبر الرحال أن ما يحصل من معارك تدور في تل تمر ومحيطها، وشرق رأس العين، "حرب في الوكالة".
وختم بالقول: "الأطراف الداخلية السورية، باتت اليوم أدوات لتحقيق المشروع الخارجي للدول المتحكمة في سوريا".