هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي تعلو
فيه الأصوات الدولية والمحلية المطالبة بتحسين حقوق الإنسان في مصر؛ تتزايد عمليات
التوقيف والاعتقال والبطش الأمني بالمصريين الذين تم اعتقالهم من قبل.
وعاش معارضو النظام المصري
في قرى ومدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، ليلة عصيبة، حيث اقتحمت قوات الأمن
بالمحافظة عدة قرى واعتقلت عددا من الأفراد ممن جرى اعتقالهم سابقا.
وكان مراسل
"عربي21"، شاهد عيان على اقتحام 4 سيارات للأمن الوطني تحمل ضباطا
وأفرادا بزي مدني لقرية ميت سهيل بمنيا القمح، حيث قامت باعتقال ثمانية أفراد من
الإخوان المسلمين وأقارب لهم تصادف وجودهم بالمنزل، في سابقة لم تتكرر كثيرا
باعتقال مثل هذا العدد من قرية واحدة في ليلة واحدة.
وكانت الساعة تشير إلى
الثانية فجرا، عندما شوهدت إحدى سيارات الأمن الوطني تتوجه نحو بيت وكيل مديرية
التعليم الأسبق بالشرقية ومدرس الفلسفة الأستاذ عزت عسكر، (59 عاما)، لتعتقله
للمرة الثانية بعد إخلاء سبيله قبل شهور، فيما قامت باعتقال نجله ضياء عزت، (30
عاما) رغم أنه لا ينتمي لأي توجه سياسي، وذلك بعد سرقة أجهزة الهاتف والحاسوب
الخاصة بالأسرة وتحطيم محتويات البيت وترويع من فيه.
وفي التوقيت نفسه تمكن أفراد الأمن في السيارة الثانية، من اعتقال المدرس
أحمد عبدالرؤوف، (50 عاما)، للمرة الثانية أيضا، بعد إطلاق سراحه قبل شهور، إلا
أنها أصرت على اعتقال أخيه عماد عبدالرؤوف، (35 عاما)، أيضا رغم عدم انتمائه
سياسيا لأية جماعة.
وبينما تم اقتحام
المنزلين، كانت السيارة الثالثة تقف أمام بيت عائلة أبو خالد، التي اعتقل معظم
أفرادها مسبقا على مراحل عدة منذ الانقلاب العسكري منتصف 2013، كما تم
اعتقال أحد أبنائها وهو المهندس هشام خالد (35 عاما)، قبل شهر مضى بعد مغادرته مقر
عمله بمجلس مدينة منيا القمح.
وقامت القوات باعتقال
أربعة أفراد من عائلة أبو خالد، هم الإمام بوزارة الأوقاف الشيخ سليمان خالد، (40
عاما)، وأخوه خالد (30 عاما) وأبناء أخيهما عبدالله السيد خالد (20 عاما)، وعمر
السيد خالد، فيما يعد هذا هو الاعتقال الثاني لهم جميعا.
ولم تنجح السيارة
الرابعة في اعتقال الإمام بوزارة الأوقاف الشيخ أحمد طه، حيث غادر منزله هو وأفراد
أسرته من الذكور قبيل وصول قوات الأمن بلحظات، فيما كان قد اعتقل الشيخ طه، مسبقا
وتم إخلاء سبيله قبل عدة أشهر.
اقرأ أيضا: مصري مقهور يتوسل للسيسي للإفراج عن نجله المعتقل (شاهد)
فيما قامت قوات أمن
الشرقية أيضا باعتقال أحد أبناء القرية الشاب محمود عبد الرسول، الذي أصيب في فض
اعتصام رابعة العدوية، والمعتقل والده الموجه بالتعليم محمد عبد الرسول، قبل ست
سنوات.
ومنذ الانقلاب العسكري
منتصف العام 2013، تم اعتقال عشرات من أبناء قرية ميت سهيل طالت بعضهم أحكام قاسية بينهم الداعية الإسلامي الشيخ شبل عسكر ونجله باسل شبل، كما قضى أربعة من
أبنائها في حادثة "الحرس الجمهوري"،
وفض رابعة العدوية، ورمسيس.
مصدر من جماعة الإخوان
المسلمين في مصر، أكد لـ"عربي21"، أن هناك معلومات وصلت إليه تكشف عن توجه
سلطات أمن الانقلاب بحق أنصار جماعة الإخوان المسلمين باعتقال كل من تم اعتقاله
منهم مسبقا.
المصدر، قال إن تلك
الحملة ستطال الكثيرين رغم خمولهم التام وتركهم للعمل العام، وبالرغم من اكتظاظ
السجون ومقار الاحتجاز ومراكز المحافظات بآلاف المعتقلين.