هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال دبلوماسي إسرائيلي مرموق إن "غياب الهدف السياسي الإسرائيلي يمنع من تحقيق الانتصار العسكري، ويحول بينه وبين قدرة إسرائيل على حسم المواجهات مع أعدائها، لأن الانتصارات العسكرية التي حققتها إسرائيل في السنوات والعقود الأخيرة لا تنجح في إحداث تغيير حقيقي على أرض الواقع".
وأضاف زلمان شوفال، السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، أن "التصعيد العسكري الأخير في الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة انتهى، ولكن رغم الجهود السياسية الحثيثة والوساطات التي تقوم بها إسرائيل ومصر للتوصل إلى تهدئة بعيدة المدى مع الفلسطينيين، لكن الوضع الجيو-سياسي في المنطقة، والواقع السياسي الداخلي في قطاع غزة يمنعان تحقق هذه التهدئة المرجوة".
وأكد أنه "في حال تجدد إطلاق الصواريخ من غزة، والجيش الإسرائيلي عاد للرد عليها عبر استهداف المواقع العسكرية المنتشرة في القطاع، فإننا سنسمع من جديد الشعارات الإسرائيلية القائلة: "دعوا الجيش ينتصر"، وهذا يعني أن نذهب في المواجهة حتى النهاية".
وشرح قائلا إن "شعار دعوا الجيش ينتصر يتضمن أن نكسر حماس، ونخضع باقي التنظيمات الفلسطينية، ونقضي على آخر جذورها هناك، حتى إن البعض يصل في تهديداته للقول بضرورة تفكيك السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية".
وأضاف أنه "ربما تضطر إسرائيل في يوم من الأيام للجوء إلى هذا الخيار الصعب، لأنه من الناحية العسكرية مقبول وقابل للتحقق، ولكن على الفور سيخرج من جديد السؤال القديم المتجدد: من سيأتي عقب تنفيذ العملية العسكرية في غزة، وطالما أنه لا يوجد أحد في الجانب الفلسطيني مستعد للتوصل إلى حل سياسي مستقر مع إسرائيل، فإن التسوية سوف تتحقق من خلال تفاهمات ثنائية واعتراف ضمني متبادل".
وأشار إلى أن "السيطرة الإسرائيلية المطلقة على مليوني فلسطيني في قطاع غزة أمر ليس محببا الاستماع إليه، فالشرق الأوسط معتاد على التطورات المتلاحقة بين حين وآخر، أحيانا مفاجئة وغير متوقعة، وبعضها إيجابي، وأخرى خطيرة، وربما ستأتي هذه التطورات المفاجئة على الساحة الفلسطينية، عاجلا أم آجلا".
وأضاف أن "هذه التطورات قد تتطلب من إسرائيل الاستعداد لمواجهة معركة شاملة، أو العكس بالتجهز لإبرام تسوية جدية بعيدة المدى، تشمل غزة أيضا، لكن قد يكون من الواقعية الاستمرار بهذه السياسة القائمة حاليا، مع العلم أن خوض إسرائيل للعديد من المواجهات العسكرية دون أن تغير الواقع السياسي تدفعنا للحديث عن إعادة تعريف مفردات: الحسم والانتصار والإخضاع".
وختم بالقول: "صحيح أن إسرائيل انتصرت في الكثير من معاركها وحروبها، لكن الحسم السياسي توفر فقط في حربي: 1948 التي أسفرت عن إقامة إسرائيل، وحرب 1973 التي نتج عنها توقيع اتفاق السلام مع مصر، وإخراجها من دائرة المواجهة معها، في حين أن حرب 1967 شكلت انتصارا عسكريا، لكنها لم تحقق حسما سياسيا لإسرائيل".