هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف الناشط الإيغوري عبد السلام تكليماكان الأسباب الحقيقية التي تقف خلف الإجراءات الصينية الأخيرة ضد أقلية الإيغور المسلمة في إقليم "تشينغ يانغ" (تركستان الشرقية) شمال غرب الصين، مؤكدا أن بكين مهدت لحملة الاعتقالات الواسعة التي تواصل تنفيذها ضد الإيغور، من خلال جمع معلومات تفصيلية عنهم، بالتزامن مع إنشاء معسكرات ضخمة للاعتقال كاشفا الأعداد الحقيقية داخل المعتقلات.
وأكد الناشط الإيغوري في الجزء الأول من مقابلته الخاصة مع "عربي21 " أن أعداد المسلمين في "تركستان الشرقية" يبلغ الآن حوالي 11 مليونا استنادا لإحصائيات الحكومة الصينية، لافتا إلى أن العدد الحقيقي هو أكثر بكثير من هذا الرقم، وأن مراكز إحصائية تتبع لأقلية الإيغور تتوقع أن العدد الحقيقي يقترب من 35 مليون مسلم في هذه المناطق.
إقرأ أيضا: "النواب الأمريكي" يقر قانون الإيغور والصين تعترض
وحول أسباب الإجراءات الصينية في الإقليم المسلم قال: "طريق الحرير الجديد يمر من تركستان الشرقية (إقليم تشينغيانغ)، ولهذا تحاول الصين أن تؤمن الطريق، لأنها تعتقد أن الإيغور إن لم يندمجوا في إطار الصين الشيوعية الكبرى، فإنهم سيشكلون خطرا على هذا الطريق الاستراتيجي". وأضاف: "هذا الاعتقاد مناف للواقع، فالشعب الإيغوري مسالم، ولا يمتهن التطرف"، كاشفا أن أعداد المعتقلين في المعسكرات التي أعدتها الصين تجاوز ثلاثة ملايين معتقل مسلم.
وأضاف الناشط الذي اضطر إلى مغادرة بلاده للاستقرار في اسطنبول بفعل الملاحقة، أن "الصين جهزت لحملة الاعتقال التي بدأت عام 2017 منذ ما يزيد عن خمس سنوات، بعد أن عمدت إلى جمع معلومات تفصيلية عن كل سكان تركستان الشرقية بحيل اكتشفت لاحقا".
وتابع: "الصين أرسلت بين عامي 2014 و2016 آلاف الموظفين والمتعاونين معها إلى كل بلدات وقرى الإقليم المسلم تحت غطاء العمل الصحفي، حيث قاموا بجمع معلومات تفصيلية من العائلات تركزت في مجملها عن مدى الالتزام الديني لدى هؤلاء، بما في ذلك أداء الصلاة والصوم ومدى الالتزام بقراءة القرآن فضلا عن أداء العمرة أو الحج، كاشفا أن هذه المعلومات التي أدلى بها الأهالي استخدمت لاحقا لملاحقتهم واعتقالهم في معسكرات الاعتقال".
وعدد عبد السلام الفئات التي تستهدفها الصين بالملاحقة والاعتقال من أوساط الإيغور، لافتا إلى أن العلماء والأدباء والمثقفين هم المستهدفون بالإجراءات وفي مقدمة هؤلاء كل من يثبت تدينه والتزامه بتعاليم الإسلام.