هل تعود "هوليوود الشرق" لبريقها عبر هوليوود العالم؟
القاهرة- عربي21- محمد مغاور06-Jan-2007:44 PM
0
شارك
رامي يوسف حصل على جائزة غولدن جلوب- تويتر
أثار التألق اللافت
للممثلين المصريين بعاصمة صناعة السينما العالمية "هوليوود" مؤخرا،
بمقابل التردي الواضح للسينما والفن بـ"هوليوود الشرق"، التساؤلات حول إمكانية أن
تعيد تلك الطيور المهاجرة للقاهرة بريقها.
وبعد فوز الممثل
الأمريكي من أصل مصري رامي مالك بجائزة "غولدن غلوب"
و"الأوسكار" لأفضل ممثل بداية 2019، فاز الأحد، الممثل الكوميدي
الأمريكي من أصل مصري، رامي يوسف، بجائزة "غولدن غلوب" للأفلام
والتلفزيون كأفضل ممثل.
ووسط موسيقي مصرية
خالصة للموسيقار هاني شنودة، وزغرودة انطلقت من القاعة، تسلم رامي يوسف الجائزة الذهبية
عن دوره بمسلسل "Rami"،
مطلقا نداء "الله أكبر" من فوق المسرح كإحدى الجمل التي يكررها
بالمسلسل، مسجلا اسمه كثالث مصري ينال الجائزة بعد الفنان عمر الشريف، ورامي مالك.
ويجسد يوسف، المولود
بنيوجيرسي لأسرة مصرية دور "رامي حسن" نجل مهاجرين مصريين يقع بأزمة
الهوية بين الواقع وما يفرضه مجتمعه المسلم، وذلك بعد مشاركته بـ3 أفلام هي
"?Why Him"
عام 2016، و"Don't Worry, He Won't get far on Foot" عام 2018، وشارك بالأداء الصوتي لفيلم
"Hump" في
2019.
وشهدت هوليوود ظهور
أيضا العديد من الممثلين المصريين ، مثل مينا مسعود، الكندي من أصل مصري بطل فيلم
"علاء الدين" في 2019، والممثل أمير المصري بطل فيلم "المحارب
العربي" عام 2017، بجانب محمد كريم، والفكاهي أحمد أحمد، وزيكو زكي، وغيرهم.
ويأتي نجاح المصريين
في هوليوود في وقت تعاني فيه الحركة الفنية والسينمائية المصرية من تهاوي شديد
وغير مسبوق، ما يدفع للتساؤل: هل تعود هوليوود الشرق لبريقها عبر هوليوود العالم؟.
"عودة
القاهرة أولا"
وفي رؤيته قال المخرج
المصري علي أبوهميلة، إنه "ليس جديدا على هوليوود ظهور رامي يوسف، كأمريكي من
أصول مصرية"، مضيفا أن "فكرة المسلسل جيدة ومتميزة وربما جديدة على
العرض التليفزيوني الأمريكي"، معتبرا أنه "محاولة للمحافظة على جسور
الثقافة العربية والتأقلم مع ما يعيشه البطل بمجتمع تربي فيه".
مدير عام التسجيلات
الخارجية بقناة النيل للدراما، أكد بحديثه لـ"عربي21"، أن "التميز
المصري والعربي ببلاد الغرب واضح بمجالات عديدة، وطوال تاريخ السينما المصرية وهي
تقدم نجوما تصلح للسينما العالمية".
وبين أن "التجربة
الأشهر كانت لعمر الشريف، مع تجربة عبدلله غيث التي لم تكتمل، كما كان العرض لرشدي
أباظة بالعمل بهوليوود مهم؛ أما النجوم ذوي الأصول العربية ربما كانوا
الأكثر".
وفي رصده للمواهب
المصرية الكثيرة التي كان يمكنهم العمل بالسينما العالمية بهوليوود وغيرها ذكر
أبوهميلة، أسماء منها "زكي رستم، ومحمود المليجي، ومرورا بأحمد زكي، ويحيي
الفخراني، وصلاح السعدني، ونهاية بخالد أبوالنجا، وعمرو واكد، الذين يتحركان نحو
السينما العالمية بخطوات جيدة".
وخلص المخرج المصري
إلى أن "ظروف العمل خارج حدود الوطن العربي تتيح فرصا أكثر بتألق المصري
والعربي، وكما كانت هناك فرصا بالماضي يمكن أن تكون الآن ومستقبلا فرص للتألق
بالفن والدراما"، لافتا إلى "تجربة احتراف محمد صلاح كلاعب متميز لكرة
القدم بعيدا عن صراع الأهلي والزمالك عليه".
وأشار لحالة ثمثيلية
كمحمد رمضان، مؤكدا أنه "كان مشروعا فنيا متميزا، ولكن ماذا حدث له؟، إنه
الواقع الذي يهزم الموهبة ولا يحافظ عليها"، مضيفا أن "هناك أمثلة كثيرة
قد تفوق موهبتهم رمضان ورامي وخالد؛ ولكنهم ضاعوا ما بين احتكار عائلة السبكي
وغيرها للانتاج السينمائي".
وتحدث أبوهميلة عن
نموذج مثل ماجد الكدواني، كممثل عالمي، متسائلا: "ولكن أين هو؟"، مؤكدا
أنها "الظروف التي تحيط بالفنان ويمر بها مجتمعه"، وموضحا أننا
"أمام ظرف اجتماعي، وثقافي، وسياسي، واقتصادي، يتيح أو لا يتيح التميز
والإنتاج والإبداع".
ولكن؛ هل تعود هوليوود
الشرق لبريقها عبر هوليوود؟، يعتقد المخرج المصري، أن "هوليوود الشرق ستعود
عندما تعود مصر كما كانت، أما عبر هوليوود فلا يمكن بأفراد إعادة بريق عاصمة الفن
العربي بدون عودة القاهرة لتكون عاصمة الفن والثقافة والإبداع، لا طريقا للهروب من
جحيم إنتاجها السينمائي والثقافي".
وحول ما يمكن أن يصنعه
المصريون من فارق مع السينما العالمية، يرى أبوهميلة، أن "هذا متاح لو
افترضنا وجود فرق عمل متكاملة مصرية وعربية هناك، وهذا غير متاح ولا متوفر وفي
اعتقادي لن يكون".
وختم بقوله:
"ابحث دوما عن حلول لأدوارك داخل حدودك لتعيد بهاء مدنك العتيقة".
"خطة جيدة..
ولكن"
من جانبها قللت
الناقدة الفنية إيمان نبيل، من حجم خطوات المصريين في هوليوود وترى أنه
"حاليا فإن رامي مالك، فقط من تنطبق عليه صفة نجم بهوليوود من أصل مصري، على
اعتبار أنه فعلا بطل لأعمال هوليوودية".
نبيل أشارت بحديثها
لـ"عربي21"، إلى حجم ما حصل عليه مالك من جوائز "الأوسكار"،
و"غولدن غلوب"، و"البافتا" لأفضل ممثل، وجائزتي
"إيمي" وجوائز أخرى، ومشاركته بسلسلة "جيمس بوند"، في 2020.
وقالت إن "فوز
رامي يوسف، بغولدن غلوب خطوة جيدة ولكنه؛ ممثل غير معروف، والعمل لم يُشاهد عربيا
بشكل كبير، ولم يُسمع به إلا عندما نال الجائزة"، معتقدة أنه "يمكنه
السير على خطى مالك والوصول لمكانة نجوم هوليوود".
وأكدت الكاتبة والناقد
الفنية أن "بقية الممثلين المصريين بهوليوود لم يحصلوا على بطولات ولم يقدموا
أدوارا فارقة لا تُنسى عالميا"، مشيرة إلى أن "الأدوار التي يتم إسنادها
لهم تحصرهم بأصولهم، بمعنى أن صناع هوليوود يستعينون بهم لحاجتهم إلى أدوار
لشخصيات عربية وشرق أوسطية".
وأضافت أن
"التواجد المصري بهوليوود بلاشك يعتبر نجاح لكنه منقوص، وقد يكون ممتاز إذا
لم ينساق الممثلون المصريون خلف قبول وتجسيد الأدوار النمطية الخاصة بالإرهاب،
وإذا قدموا صورة مغايرة للإنسان العربي المسالم وتغيير الصورة الحالية عن العرب
بالسينما العالمية".