بورتريه

قاآني.. ولاء مطلق لخامنئي ورجل الظل بـ"فيلق القدس" (بورتريه)

تقلد قاآني عدة مناصب عسكرية من بينها قيادة العمليات في أفغانستان وباكستان- عربي21
تقلد قاآني عدة مناصب عسكرية من بينها قيادة العمليات في أفغانستان وباكستان- عربي21

يقول من عرفوا الرجل عن قرب، بأنه أكثر ميلا للتشدد مقارنة بسلفه قاسم سليماني، وهو من أشرف على تسليح "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني.


وصفته وسائل إعلام إيرانية محافظة بـ"الرجل الصلب" الذي يتمتع بـ"الخبرة الكافية" بشأن التعامل مع جبهات القتال المختلفة.


يعرف عنه أنه من المخلصين لنهج سليماني بضرورة وجود القائد العسكري في الخطوط القتالية الأمامية، وليس في الخلف.


لا يعرف الكثير عن إسماعيل قاآني، المولود في مشهد بمحافظة خراسان عام 1957، فهو بقي ظلا لقائد "فيلق القدس" سليماني الذي قتل في غارة جوية أمريكية استهدفت موكبه في محيط مطار بغداد الدولي.


التحق قاآني أواخر عام 1980 وهو في العشرينيات من عمره بصفوف "الحرس الثوري" وتلقى دورات تدريب عسكرية عام 1981.


وشارك في الحرب العراقية الإيرانية، وتدرج في المناصب العسكرية داخل "الحرس الثوري" وأصبح خلال الحرب قائدا لـ "الفرقة 21 الإمام الرضا" و"فرقة 5 نصر".

 

اقرأ أيضا: زعماء مليشيا عراقية يظهرون مع خليفة سليماني (صور)


تقلد قاآني عدة مناصب عسكرية من بينها قيادة العمليات في أفغانستان وباكستان والجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى، بينما كان سليماني مشغولا في المنطقة العربية، وارتبط قاني بعلاقات وثيقة بالمقاتلين في أفغانستان، وساعد في تدريب "الجبهة الوطنية لإنقاذ أفغانستان" التي كانت تقاتل "طالبان" في التسعينات.


وهذا ما جعله الأداة الأهم في تأسيس" لواء فاطميون" المكون من المقاتلين الشيعة الأفغان، الذي قاتل إلى جانب القوات الإيرانية في سوريا لتثبيت حكم بشار الأسد.


ومن المراحل المثيرة للشك والغامضة في مسيرته العسكرية دوره في قمع الحركات الكردية في إيران.


وبعد تسلمه منصب نائب قائد "فيلق القدس" عام 1997 شغل ما بين عامي 2007 و 2008 موقع نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة لاستخبارات "حرس الثورة".


كما شارك بصفته مستشارا عسكريا في الحرب بسوريا، وكان من مهندسي "تصدير" مفهوم "التشكيلات الشعبية" التي تقف إلى جانب الحكومة في دمشق في حربها ضد " الإرهاب"، كما ترى طهران.

 

اقرأ أيضا: قائد فيلق القدس يلتقي فصائل المقاومة الفلسطينية في طهران


وهو ينظر إلى الحرب في سوريا بأنها حرب "وجودية" بالنسبة لإيران قائلا: إن "الحرب في سوريا مصيرية"، مؤكدا أنها "ستستمر لأنها حرب هوية ووجود".


كذلك كشف عن تفاصيل زيارة بشار الأسد إلى إيران ودور "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" في تغطيتها أمنيا.


كما أن  قاآني كان أول من كشف امتلاك "جماعة أنصار الله" في اليمن لصواريخ يبلغ مداها أكثر من 400 كيلومتر.


وعلى الرغم أن سليماني لم يكن يحب التورط  كثيرا في الأمور السياسية الداخلية، ونادرا ما علق أو انتقد الإدارات الإيرانية المتعاقبة، لكن على عكسه كان قاني يعلق على الأوضاع الداخلية، في مناسبات مختلفة.


وسنرى العميد  قاآني يقود عام 1992 القوات البرية التابعة لـ"لحرس الثوري" في مدينة مشهد التي شهدت احتجاجات مناهضة للأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد، ويقال إنه كان مسؤولا عن قمع تلك الاحتجاجات بعنف.


وتكرر الأمر مرة أخرى عام 1999 عندما شهدت طهران حركة احتجاجية طلابية كبيرة، وبحسب مصادر صحافية محلية، كان قاآني على رأس المشرفين على قمع تلك الاحتجاجات.


كما قام برفقة سليماني و24 قائدا من کبار قادة "الحرس الثوري" عام 2000  بتوجيه رسالة إلى الرئيس محمد خاتمي، انتقدت سياسة خاتمي في التعامل مع الأحداث في جامعة طهران والقضايا التي تلت ذلك، وجاء فيها: "لقد نفد صبرنا، ولا نسمح لأنفسنا بالتزام الصمت إذا لم تتعاملوا مع هذه الأحداث".


ويعتقد التيار المحافظ في إيران أن الرسالة أنهت الاحتجاجات الطلابية واحتجاجات الشوارع في ذلك العام.


وفي عام  2012، كتب 12 قائدا في "الحرس الثوري" من بينهم قاآني رسالة حادة إلى قائد القوات البحرية حسين علائي، حول أحداث عام 2009، بعد أن انتقد علائي في مقال له قمع المتظاهرين المحتجين علي نتائج الانتخابات الرئاسية، وأشار علائي في المقال، إلى تصرفات شاه إيران السابق، قائلا إن تصرفاته أدت في النهاية إلى سقوطه وهروبه من البلاد. ونشر قادة في "الحرس الثوري"، بيانا موجها إلى علائي، ألقوا فيه باللوم عليه في "التعرض" إلي آية الله خامنئي بـ"قلمه المسموم".


دوره المحوري في التسلح الإيراني دفع  بوزارة المالية الأمريكية إلى وضعه على لائحة العقوبات عام 2012.


ونقل موقع "ايران ووتش" الأمريكي والخاص برصد التسلح الإيراني والمرتبط بوزارة المالية الأميركية، أن قاني كان مسؤولا عن ملف الدعم المالي لجماعات مرتبطة بإيران، من قبيل "حزب الله" كما كان يشرف على إيصال شحنات من الأسلحة التي يرسلها "الحرس الثوري" إلى خارج إيران.


يعتبر قاآني من المخلصين للمرشد الإيراني علي خامنئي، وظل يكرر في تصريحاته التزامه بخط خامنئي دون تحفظ.


ولم ينتظر خامنئي طويلا بعد مقتل سليماني فصادق بعد أقل من عشر ساعات على تعيين قاني على رأس "فيلق القدس"، ووصف قاني بأنه من أبرز القادة في "مرحلة الدفاع المقدس" وهو التعبير الذي يستخدمه الإيرانيون لوصف حرب السنوات الثماني مع العراق في عقد الثمانينات.


الاختيار السريع لخليفة سليماني حسم الجدل ومنع ظهور أية خلافات  داخل "فيلق القدس" وحتى "الحرس الثوري" الذي يتولى قيادته اللواء حسين سلامي.

 

ويرى الباحث المساعد في "مركز ناشونال إنترست" مارك إبيسكوبوس أن " أوصافا كثيرة أطلقت على سليماني لكن وصف "الممكن استبداله بسهولة" ليس واحدا منها".


وهذا يعني بالضرورة أن الضغوط المعنوية التي ستلقى على قاآني لإثبات نفسه كبديل لسليماني ستكون كبيرة، لكن الرجل قادر على تحملها فهو ابن "الحرس الثوري" وأحد أعمدة "فيلق القدس" ورجل تمتع بمعرفة وصداقة طويلة الأجل مع سليماني، مما قد يذلل أمامه بعض العقبات.


ولا يعول كثيرا على تصريحاته النارية الموجهة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإلى الولايات المتحدة الأمريكية فهو ليس مخولا بالخروج عن الخطط التي سبق أن رسمت لـ" فيلق القدس" كما فهم من الرسالة التي وجهها له خامنئي حين كلفة بمنصبه الجديد.


لكن الرجل سيواصل إطلاق تصريحاته الكلامية كجزء من سياسة الرد على واشنطن، ولإبقاء إيران في مناطق نفوذها الحالية في الوطن العربي كما هي، وربما يتعمق أكثر، بوجود صفقة ما!

 
التعليقات (1)
عربي
السبت، 11-01-2020 06:18 م
شاه الوجه