هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصلت قوات النظام السوري إلى أعتاب مدينة سراقب الاستراتيجية شمال غرب سوريا، بعد سيطرته على مناطق جديدة مثل داديخ وكفر بطيخ ودخوله إلى مرديخ، وهي جميعها متاخمة للمدينة.
ويحاول النظام السيطرة على سراقب، التي تعد عقدة مواصلات بين دمشق وحلب من جهة، وبين حلب واللاذقية من جهة أخرى، كما أنها تتحكم بطرق مهمة عدة.
وحول أهمية مدينة سراقب، يقول القيادي في "الجيش الحر" النقيب عبد السلام عبد الرزاق: "تعتبر سراقب منطقة هامة جدا واستراتيجية، فهي صلة الوصل بين جنوب حلب وريف ادلب، وبوابة مدينة ادلب الشرقية"، مشيرا إلى وجود استعدادات وتجهيزات متواصلة قام بها عناصر المعارضة في الأيام الماضية للدفاع عنها.
اقرأ أيضا: صحيفة: تركيا لن تسمح للنظام السوري بالتقدم نحو سراقب
وأضاف الرزاق في حديث لـ"عربي21": "تقدم النظام جاء بدعم سلاح الجو الروسي، والاعتماد على فارق العتاد والسلاح مع فصائل المعارضة"، لكنه بين أن "هناك ضعفا في التحصين والتجهيز الهندسي عند الفصائل، لذا سيكون هذا الأمر مختلفا في سراقب، حيث إن الأخيرة قامت بالتجهيز لهذه المعركة".
من جهته، يرى الصحفي الميداني قيس الأحمد، أن معركة سراقب تختلف عن معركة معرة النعمان لأسباب عدة، منها عسكرية وأخرى سياسية، فخسارة سراقب تعني إمكانية تقدم النظام باتجاه أريحا ومحاصرة منطقة جبل الزاوية، التي يخشى النظام من التقدم إليها من جهة معرة النعمان لوعورتها وشدة تحصينها، بل على المدى البعيد ممكن الالتفاف حتى على الكبينة التي صمدت في وجه النظام.
ويقول الصحفي في حديث لـ"عربي21": "الموقف التركي يسير حاليا لصالح المعركة في تلك الجبهة، حيث أنشأ ثلاث نقاط مراقبة، وهذا يوضح تمسكه بمدينة سراقب، وحرصه على عدم خسارتها"، مشيرا إلى أن دخول الصواريخ المضادة للدروع الليلة أرض المعركة، من الممكن أن يغير المعادلة فيها، لأن تقدم قوات النظام والمليشات الروسية يكون ليلا.
اقرأ أيضا: الجيش التركي ينشئ نقطة مراقبة ثالثة في محيط سراقب
وفي هذا السياق، يقول الصحفي إيهاب البكور لـ"عربي21": "إن هناك تفاهمات جديدة بين روسيا وتركيا، ولكن بالنظر إلى السيناريوهات السابقة التي حصلت وبطريقة مشابهة لمدينة سراقب كما حدث سابقا في مدينة خان شيخون، يبدو أن الأمر ليس معركة بالمعنى الحقيقي، وسينتهي أمر مدينة سراقب إلى حل توافقي بين روسيا وتركيا، وتستلم تركيا زمام الأمور في المدينة، بينما تتسلم الدوريات المشتركة الروسية التركية طريق M5".
من جهته، أوضح الصحفي سالم عمران، أن مدينة سراقب سيكون مصيرها كمصير معرة النعمان، كون أسلوب النظام بالتقدم إليها مماثل لما فعله قبيل السيطرة على معرة النعمان، كما أن أسلوب الفصائل في الدفاع عن سراقب هو الأسلوب ذاته الذي تم في المعرة.
وقال في حديث لـ"عربي21": "النظام يسير بمعركته كما يرسم للأسف، بسبب قوته وتخطيطه، وبسبب ضعف إمكانيات الفصائل وتخبطها، فالنظام وروسيا يريدان السيطرة على سراقب لأهميتها، فهي تفوق معرة النعمان بالأهمية كونها قريبة جدا من إدلب، وكذلك من ريف حلب الجنوبي الغربي".
وأضاف: "فعندما يسيطر عليها النظام ويتقدم على محور خان طومان يكون قد أسقط مناطق واسعة بريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي، كما أنه يقترب من مطار تفتناز، ولأن سراقب بوابة إدلب الشرقية ومن سيطر عليها يهدد إدلب".