هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصل نحو 80 شابا سودانيا إلى مطار الخرطوم الثلاثاء، قادمين من ليبيا عقب رفضهم استمرار العمل بعقود مع شركة "بلاك شيلد" الإماراتية، التي زجت بهم في أتون الحرب للقتال في صفوف قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر.
وقالت مصادر سودانية، طلبت عدم نشر أسمائها لأسباب أمنية، للأناضول، "إن هؤلاء المخدوعين من الشركة الإماراتية معظمهم من الشباب، ويمثلون مجموعة رابعة وصلت إلى معسكر تدريب عسكري بالإمارات، وتلقوا تدريبات على أسلحة ثقيلة".
وتابعت أن أسر هؤلاء السودانيين استقبلتهم في مطار الخرطوم، وسط هتافات: "ثوار أحرار.. لن نتباع. لن نتباع".
وكانت شركة إماراتية خاصة تعاقدت مع نحو 400 شاب سوداني، في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي للسفر والسياحة بالعاصمة الخرطوم، تحت ذريعة إرسالهم للعمل في شركة أمن في الإمارات، إلا أنهم اكتشفوا أن الشركة المقربة من النظام الحاكم في أبو ظبي، تنوي إرسالهم للعمل إلى جانب قوات حفتر، وتحديدا في قطاع حماية حقول وموانئ النفط الليبي.
وكان مئات السودانيين تظاهروا الأسبوع الماضي أمام مقر وزارة الخارجية بالعاصمة الخرطوم، احتجاجا على إرسال أبنائهم للقتال في ليبيا، بدلا من العمل في خدمات أمنية، حسب عقود مبرمة معهم من قبل شركة إماراتية.
ولاحقا كشف المتحدث باسم الحكومة، فيصل محمد صالح عقب اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة عبد الله حمدوك، عن تكوين غرفة عمليات ضمت ممثلين للجهات ذات الصلة بهذه القضية.
وقال صالح إن المتعاقدين (دون تحديد عددهم) مع شركة "بلاك شيلد" الإماراتية، تم تخييرهم بين عقد عمل كحراس أمن في الداخل وآخر للعمل في مناطق بترولية خارج الإمارات.
اقرأ أيضا: شاب سوداني يروي قصة تجنيده من الإمارات للحرب في ليبيا
يشار إلى أن نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، نشروا مؤخرا صورا لسودانيين وهم يستعدون لمغادرة مدينة "راس لانوف" في ليبيا، على متن طائرة تحمل 275 سودانيا في طريق عودتهم إلى العاصمة الخرطوم، بعد زيادة حدة الاحتجاجات على إرسالهم.
و"رأس لانوف" مدينة سكنية صناعية شمالي ليبيا، تعد مقرا لمصفاة "راس لانوف" النفطية، وتضم ميناء ومطارا نفطيين، وتخضع لسيطرة مليشيات خليفة حفتر.
وفي 25 كانون الأول/ديسمبر 2019، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا عن "تورط" أبوظبي، في تمويل نقل مرتزقة للقتال في ليبيا إلى جانب مليشيات حفتر.
وتشن مليشيات حفتر التي تدعمها الإمارات بالسلاح والمرتزقة منذ 4 نيسان/ أبريل الماضي، هجوما متعثرا للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الليبية.
وأجهض هذا الهجوم، جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع الليبي.