هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت صحيفة إسرائيلية السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض مقترحات عسكرية تقدم بها قادة القوات الروسية بسوريا، بشأن الرد على الهجمات الإسرائيلية المتكررة على دمشق.
وذكرت صحيفة "يديعوت
أحرونوت" في تقرير ترجمته "عربي21" أن "قادة القوات الروسية
في سوريا يحثون على فرض شكل من أشكال العقاب على إسرائيل، بما في ذلك إسقاط طائرة
مقاتلة أو القيام بضربة على هدف عسكري إسرائيلي".
وأكدت الصحيفة أن بوتين "رفض
حتى الآن جميع هذه المقترحات"، مستدركة بقولها: "القادة العسكريين الروس
على الأرض، المكلفين بإعادة بناء قوات النظام السوري، يعبّرون عن رفضهم للهجمات
الإسرائيلية".
وأشارت إلى أن هناك أزمة عسكرية
مستمرة بين الضباط الروس بسوريا وإسرائيل، موضحة أن "روسيا تخطط للبقاء في
سوريا على المدى الطويل".
اقرأ أيضا: نتنياهو يسخر من ضربات على دمشق.. ويهدد غزة
وقالت الصحيفة إن "بوتين يتسامح مع العمل العسكري الإسرائيلي عبر الحدود الشمالي في الوقت الحالي، لكنه إذا استمع إلى مستشاريه الذين يعارضون هذه العمليات، فإن إسرائيل يمكن أن تجد نفسها في موقف خاطئ كنتيجة للغضب الروسي".
وبحسب "يديعوت أحرونوت"،
فإن الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف في سوريا، لا تهدف إلى عرقلة النفوذ الإيراني
على الأرض فقط، إنما هي رسالة لروسيا ضمن النقاش المستمر بين موسكو وتل أبيب حول
العمليات الإسرائيلية في المنطقة.
وأفادت الصحيفة بأنه "خلال
الأشهر الماضية، ظل الروس ثابتون على معارضتهم لأي غارة إسرائيلية"، منوهة
إلى اعتراض موسكو الأخير بشأن الغارة الإسرائيلية على دمشق خلال الشهر الجاري، وما
تسببت به من تغيير مسار طائرة مدنية.
اللهجة الروسية
ورأت أن "إدانة الكرملين
للإجراء الإسرائيلي تذكر باللهجة الروسية المستخدمة، بعد إلقاء اللوم على إسرائيل،
وتحميلها مسؤولية إسقاط طائرة تجسس روسية عام 2018، بصاروخ دفاع جوي سوري عن طريق
الخطأ".
واعتبرت الصحيفة أن بوتين يتلاعب
بإسرائيل، من خلال عدم تحقيق وعده بإبعاد الإيرانيين عن الحدود الشمالية، معتقدة
أن "تل أبيب لا تزال متمكسة بوهم وجود صديق حقيقي لها في الكرملين".
اقرأ أيضا: إيران تهدد بـ"رد ساحق" على أي تحرك إسرائيلي ضد مصالحها
وشددت على أن "بوتين لا يرى
إسرائيل كشريك، ويمكن ملاحظة ذلك في بيان صحفي عممه الكرملين خلال زيارة نتنياهو
الأخيرة لموسكو في الشهر الجاري"، منوهة إلى أن "السفير الإسرائيلي وصف
البيان بأنه مترجم ولم يخضع للرقابة، كتبرير للإساءة الروسية لإسرائيل".
وأوضحت الصحيفة أن "إسرائيل لا
تستسلم للضغوط الروسية حتى لا ينظر لذلك أنه ضعف، وهو ما يدفعها لمواصلة ضرباتها
ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، وعدم الارتكان إلى طرف خارجي من أجل الدفاع عن
نفسها".
واستدركت بقولها: "مع ذلك يمكن أن
تختبر روسيا عزم إسرائيل، وتقع مشاداة مع قواتها في المستقبل القريب، حتى لو تم
استخدام وكلاء"، معتبرة أنه في حال قررت روسيا إلحاق الأذى بإسرائيل، فإن هذه
الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى منحدر خطير بين الجانبين.