هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يدب الهلع والخوف المتزايد بين صفوف المواطنين الإيرانيين، مع توالي الإعلانات اليومية لارتفاع نسب الوفيات والمصابين بفيروس كورونا.
وتسبب الفيروس ،السبت، بوفاة البرلمانية الإيرانية فاطمة رهبر (56 عاما)، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا، وهي من بين 23 نائبا أعلن عن إصابتهم بالفيروس مؤخرا.
وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن "رهبر" (56 عاما) توفيت بسبب إصابتها بكورونا في المشفى الذي كانت تتلقى فيه العلاج.
والنائبة "رهبر" هي برلمانية منتخبة عن مدينة طهران في الدورة الـ 11 التي أجريت في شباط / فبراير الماضي، والدورات البرلمانية الـ 7 و8 و9، عن حزب الائتلاف الإسلامي المحافظ.
والجمعة، أعلنت السلطات الإيرانية ارتفاع إجمالي الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا إلى 124 والإصابات إلى 3513 في عموم البلاد.
والثلاثاء الماضي، كشف عبد الرضا مصري، نائب رئيس النواب الإيراني عن إصابة 23 نائبا بكورونا.
اقرأ أيضا : "كورونا" يتمدد.. نحو 100 ألف مصاب عالميا والوفيات 3400
وسبق أن أعلن أن من بين المسؤولين الإيرانيين المصابين بكورونا، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان "مجتبى ذو النور".
وأيضا نائبة رئيس البلاد لشؤون المرأة والأسرة، معصومة ابتكار، ونائب وزير الصحة إيرج حريرجي، ورئيس جامعة الطب في محافظة قم محمد رضا قدير.
وتتزايد المخاوف بالمدن الإيرانية وخصوصا في العاصمة طهران، بسبب الانتشار السريع لفيروس "كورونا"، في الوقت الذي يتهمون فيه الحكومة بعدم اتخاذ التدابير المناسبة لمواجهة الفيروس.
وتم تسجيل أول حالة إصابة بكورونا في إيران، بمدينة قم في 19 شباط/ فبراير الماضي، وذلك بعد أول ظهور للفيروس في منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2019 في مدينة ووهان وسط الصين.
وقد أدى انتشار "كورونا" في إيران حتى الخميس إلى مقتل 107 أشخاص وتسجيل 3513 إصابة.
وفي طهران، تسبب الخوف من العدوى بهذا الفيروس القاتل إلى انخفاض أعداد مستخدمي مترو الأنفاق بنسبة 70 في المئة.
وأجبر انتشار الفيروس السلطات الإيرانية على إلغاء جميع الرحلات الجوية إلى جيلان (شمالا)، التي سجلت أكبر عدد إصابات بين محافظات البلاد.
وبالتزامن مع هذه التطورات، فقد حذرت وزارة الصحة الإيرانية سكان "جيلان" من التجول في الطرقات كما أنها نصحت المواطنين بعدم السفر إلى المحافظة المذكورة في حالة عدم الضرورة.
ومع توقف المدارس في طهران عن تقديم خدماتها التعليمية بسبب انتشار الفيروس، فقد انخفضت كثافة الحركة المرورية وخلت الشوارع والساحات الرئيسية في العاصمة تقريبًا من المارة.
قلقون جدًا
وقال محمود نزري، وهو مواطن إيراني من سكان طهران، إنه بصرف النظر عن الأخبار التي شاهدوها على شاشات التلفزيون، فإنه لم تكن لديهم معلومات مفصلة عن "كورونا"، ولم يعرفوا ما الذي ينبغي عليهم فعله.
وأضاف نزري لمراسل الأناضول، أنه وعائلته قلقون جدًا بشأن الفيروس، وأن عائلته التزمت البقاء في المنزل وعدم الخروج منه خوفًا من انتقال العدوى.
وأشار إلى أنه بحث في الصيدليات عن كمامات لكنه لم يتمكن من العثور على أي منها لنفادها من الأسواق، وأنه اضطر لأخد كمامة من أحد الأصدقاء.
الحكومة لم توقف الوباء
وقال مواطن يدعى علي رضا كرساني، إن التدابير التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار الوباء في البلاد مثل تغيير ساعات العمل وتعطيل المدارس، كان يجب اتخاذها بعد ظهور الفيروس في الصين.
وأضاف كرساني، لمراسل الأناضول، أن الحكومة لم تتمكن من الحد من انتشار هذا الوباء، وأظهرت ضعفًا ملحوظًا في ردود الفعل.
وتابع: "يتعين على الهيئات الحكومية اتخاذ جميع الخطوات التي من شأنها الحد من انتشار الفيروس. أعتقد أن المشكلة الرئيسية هي الافتقار إلى القدرة على إدارة الأزمات".
ولفت كرساني إلى أن إيران تعاني من مشكلة عدم اتخاذ الاحتياطات الكافية قبل وقوع الأزمات، وهذا الوضع يدفع نحو عجز الجهات المختصة في إدارة العملية بشكل صحيح.
وأوضح أنه كان ينبغي على الحكومة توفير المواد المعقمة واتخاذ التدابير اللازمة تجاه المدارس والهيئات الحكومية والجمهور بشكل عام.
وعزى كرساني انتشار الوباء في إيران إلى عدم اتخاذ الحكومة الاستعدادات الكافية، إضافة إلى عدم امتثال الجمهور للقواعد المتعلقة بالصحة.
لا يمكننا الذهاب إلى العمل
بدورها، قالت المواطنة زهرة رستائي، إن أطفالها ووالدتها التي تعاني من ضيق في التنفس لا يغادرون المنزل بسبب انتشار الوباء.
وأضافت لمراسل الأناضول، أنها حصلت على كمامات وقفازات لتحمي نفسها من انتشار الفيروس بعد جهد جهيد بسبب عدم توفر هذا النوع من اللوازم الطبية في الصيدليات.
وقالت رستائي: "أتمنى من الحكومة أن تحل هذا النقص في اللوازم الطبية في أسرع وقت ممكن، لا يمكننا الذهاب للعمل بسبب القلق من انتشار الفيروس".
أما المواطنة فرح عليزاده، فقالت إنها اتخذت بعض الاحتياطات الوقائية وفق حدود إمكاناتها الخاصة.
وتابعت: "للأسف لم أتمكن من الحصول على كمامات ومعقمات بسبب اختفاء هذه اللوازم الطبية من الأسواق والصيدليات".
وانتقدت عليزاده في حديثها للأناضول، التدابير التي اتخذتها الحكومة الإيرانية وطريقة تطبيق الحجر الصحي، ووصفتها بأنها "غير ناجعة" في ظل عدم اتخاذ أي احتياطات مسبقة، واختفاء مواد التعقيم والكمامات من الأسواق وانتقالها إلى السوق السوداء.
وحتى مساء الجمعة انتشر "كورونا" في 95 دولة، بينها 14 دولة عربية؛ ما تسبب في حالة رعب تسود العالم، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ على نطاق دولي لمواجهته.
وأصاب الفيروس قرابة الـ100 ألف حول العالم توفي منهم أكثر من 3400 غالبيتهم في الصين وكوريا الجنوبية وإيران وايطاليا، وأدى إلى تعليق العمرة، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم وسط جهود متسارعة لاحتواء المرض.