سياسة عربية

سيول عاصفة التنين تقتل 20 مصريا وتدمر منازل بالقاهرة

السيول دمرت نحو 75% من عشش ومنازل الأسر بمنطقة الزرايب في حلوان جنوبي القاهرة- مواقع التواصل
السيول دمرت نحو 75% من عشش ومنازل الأسر بمنطقة الزرايب في حلوان جنوبي القاهرة- مواقع التواصل

أعلن رئيس الحكومة المصرية، مصطفى مدبولي، مصرع 20 شخصا على مستوى الجمهورية، جراء عاصفة لم تشهد البلاد لها مثيل، وتحمل اسم "منخفض التنين" أو "منخفض القرن"، وأدت إلى اضطرابات شديدة في حالة الطقس مع ارتفاع سرعة الرياح.


وقال رئيس الوزراء إنه "يوجد تنسيق كامل بين كافة أجهزة الدولة لمواجهة هذه الظروف الاستثنائية غير المسبوقة في تاريخ مصر، وذلك لحدوثها في جميع أنحاء الجمهورية وليس كالسابق في منطقة معينة"، مضيفا بأن "وزير الري أكد على أن مصر لم تشهد مثل تلك الظروف الجوية منذ ما يقرب من 35 أو 40 عاما".

 

ورغم انتقادات كثيرة وجهها مصريون للحكومة في تعاملها مع الأزمة، وجّه "مدبولي"، خلال ترأسه غرفة إدارة الأزمات، بمقر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، الجمعة، الشكر لأجهزة الدولة المختلفة - وعلى رأسها الجيش والشرطة- للتنسيق والتعاون البناء فيما بينهم.

 

وذكر رئيس الوزراء أنه "تم إيقاف حركة القطارات والمترو بالأمس، وخاصة عقب حادث القطار الذي وقع، حفاظا على أرواح المواطنين، كما تم إيقاف حركة السفن وخاصة القادمة من السويس إلى منطقة الشمال بسبب شدة الرياح".

 

وأقر رئيس الحكومة بأنهم بحاجة إلى "إعادة تخطيط بعض شبكات الصرف لتستوعب المياه الناتجة عن مثل تلك الظروف الاستثنائية، خاصة مع التغيرات المناخية في مصر حاليا".


وكلّف مدبولي جميع المحافظين بمنح غدا السبت أجازة للمدارس والجامعات، حتى تستطيع الأجهزة المعنية التعامل مع آثار وتداعيات الأمطار الغزيرة.

 

وأشار إلى أنه "يتم حاليا بذل جهد كبير لتطوير مخرات السيول في مختلف المحافظات، ولكن هناك أيضا بعض حالات التعدي عليها من قبل المواطنين"، مؤكدا أن "الهدف الأول والأساسي من إخلاء أي منطقة سكنية عشوائية هو الحفاظ على أرواح المواطنين، وهو ما نفذته الدولة خلال السنوات الماضية"، بحسب قوله.

 

إلى ذلك، لقي 10 أشخاص على الأقل مصرعهم في منطقة الزرايب بمدينة 15 مايو في حلوان جنوبي القاهرة، طبقا لشهود عيان وتقارير صحفية محلية، جراء سيول "عاصفة التنين" التي اجتاحت البلاد أمس الخميس.

وأطلق العديد من أهالي منطقة الزرايب استغاثات كثيرة، منذ الساعات الأولى لتساقط الأمطار في مصر، الخميس، خاصة سكان المنطقة بين المحاجر الجبلية والمقابر على بعد عشرات الأمتار من مدينة مايو، التي تصفها إحدى اللافتات بـ"المدينة الخضراء"، بينما قال مسؤولون في وقت سابق إنه تم تغيير مجرى السيول وإبعاد الخطر عن سكانها بـ24 مليون جنيه (1.6 مليون دولار).

 


ونقلت وسائل إعلام مصرية عن مصدر أمني قوله إن عدد الضحايا قابل للزيادة، لافتا إلى أن مسؤولي محافظة القاهرة توجهوا إلى منطقة الزرايب لمطالبة الأهالي بإخلاء المكان، ولكنهم رفضوا خوفا من عدم عودتهم إلى منازلهم مرة أخرى، بحسب قوله.

ولفت المصدر الأمني إلى أن المنطقة يوجد بها مجرى للسيول، ولكنه انهار، الخميس، بفعل شدة الأمطار.

 

 

اقرأ أيضا: مصر توقف رحلاتها للسودان وتعطل الدراسة بالجامعات غدا

وفي ذات السياق، قالت وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين القباج، إنه يجري حصر الخسائر لتقرير التعويضات المناسبة حسب ما يقره القانون. كما قررت صرف إعانات عاجلة لحين صرف التعويضات القانونية، بقيمة ألف جنيه لكل مصاب، و5 آلاف لأسرة المتوفي.

وكانت أمطار رعدية غزيرة ورياح شديدة قد ضربت مصر الخميس، بسبب تعرض البلاد لعاصفة جوية عرفت باسم "منخفض التنين"، نتيجة تلاقي رياح ساخنة قادمة من ليبيا مع رياح باردة قادمة من أوروبا.

ووفق تقارير رسمية، لقي 8 أشخاص – على الأقل – مصرعهم في منطقة الزرايب في انهيار جزء من عقار بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث انتقل رجال الحماية المدنية إلى مكان الواقعة و6 سيارات إسعاف، وتم عمل كردون أمني بمحيط العقار المنهار، وتبين من المعاينة أن 3 أطفال بين الضحايا.

وقال الناشط القبطي إسحاق إبراهيم إن هناك "كارثة بمنطقة زرايب، نتيجة السيول حتى الآن: 9 وفيات، و25 مفقود معظمهم من الأطفال وكبار السن، وتم تدمير نحو 75% من عشش ومنازل الأسر بالمنطقة".

 



وأضاف، في تدوينة له على "الفيسبوك"،: "كنيسة الأنبا أثناسيوس استضافت عشرات الأسر مسيحيين ومسلمين بداخلها، وفي انتظار تدخل مؤسسات الدولة. أغلب سكان المنطقة فقراء جدا، ويعملون بجمع القمامة، وفي حاجة عاجلة للمساعدة وتوفير مسكن بديل حتى لو بصفة مؤقتة لحين تمكنهم من إعادة بناء مساكنهم".

 


وتداول رواد مواقع التواصل، مقاطع فيديو تظهر مأساة منطقة الزرايب، وما أحدثته السيول، من دمار للعديد من المنازل، وفقدان بعض أهالي المنطقة، وسط مناشدات واستغاثات للعديد من الأهالي بالصلاة والدعاء لهم، مطالبين بتدخل رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي وحكومته.

جدير بالذكر أن "الكنيسة الإنجيلية، بمنطقة كفر العلو في مدينة حلوان، قد فتحت أبوابها للأشخاص المتضررين من الأمطار. وقالت، في بيان لها، إن "الكنيسة بطوابقها الـ 5 مفتوحة لكل أخوتنا من المسلمين والمسيحيين، من زرايب 15 مايو، وأي منطقة أخرى".

يُشار إلى أن منطقة الزرايب من المناطق المصنفة على أنها من أكثر المناطق المُهددة بالخطر، لأنها تقع في مجرى السيول في الجبل.

وبحسب وسائل إعلام محلية، يعيش في منطقة الزرايب أكثر من ألفي شخص، وغالبية سكانها من العاملين في جمع القمامة.

وقد أطلقت الحكومة على هذه المنطقة اسم "حي الزهور" منذ عدة سنوات ضمن خطة التطوير التي كان من المقرر أن تشهدها المنطقة، ولم ترها حتى الآن.

التعليقات (0)