ذكرت مصادر محلية متطابقة، أن
معبر نصيب السوري
الحدودي مع الأردن، شهد انتشارا كثيفا لقوات "الفرقة الرابعة" التي
يقودها العميد ماهر شقيق رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وأوضحت أن مجموعات عسكرية سيطرت بالقوة على
البوابة الرئيسية للمعبر، والاستراحات والمحال التجارية في حرم المعبر من الجانب
السوري، ونصبت حواجز عسكرية، بعد قيامها بطرد المليشيات التابعة لـ"الأمن
العسكري" التي كانت تسيطر على المعبر.
من جانبه، أكد الناطق باسم "تجمع أحرار
حوران"، أبو محمود الحوراني، هذه الأنباء مشيرا إلى خلافات كبيرة بين
التشكيلات العسكرية التابعة للنظام على إدارة المعبر وتقاسم الإيرادات المالية.
وفي حديثه لـ"عربي21" أشار إلى تدخل
الشرطة العسكرية الروسية في فض النزاع في المعبر، معتبرا أن الصراع الحالي يدلل
على حجم صراع الأجنحة داخل بنية النظام السوري.
وقال: إن شعبة "الأمن العسكري"
بقيادة العميد لؤي العلي، كانت تستحوذ على الجزء الأكبر من الإيرادات المالية
للمعبر، لتأتي "الفرقة الرابعة" حاليا وتقوم بالسيطرة على المعبر، بحثا
عن موارد مالية.
وحسب الحوراني، فإن إيرادات المعبر كبيرة جداً،
وتحديدا تلك التي تأتي عن طريق عمليات تهريب المواد الممنوعة إلى داخل الأردن.
وأوضح أن المعبر كان يشهد من حين لآخر
اشتباكات محدودة بين المليشيات والتشكيلات العسكرية التابعة للنظام، بسبب عرقلة
عمليات التهريب التي تتم على نطاق سري.
مصدر محلي من درعا، أكد في حديثه
لـ"عربي21" أن المليشيات المدعومة إيرانيا، ساهمت في دعم سيطرة
"الفرقة الرابعة" على معبر نصيب الحدودي.
وحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن
المليشيات المدعومة إيرانيا منخرطة في عمليات تهريب المواد الممنوعة إلى الأردن
(دخان، حبوب مخدرة)، وأشار إلى دور بارز لـ"حزب الله" في عمليات التهريب
هذه.
وقال إن "الفرقة الرابعة" والمليشيات
الإيرانية، يتطلعون إلى زيادة الإيرادات المالية، حيث من المنتظر أن تزداد حركة
العبور مع افتتاح الطرق الدولية في
سوريا (M4-M5)،
بعد الاتفاق التركي/الروسي على تسيير دوريات مشتركة على طريق "حلب-
اللاذقية".
يذكر أن النظام السوري كان قد أعلن عن إغلاق
المعبر أمام حركة مرور الأفراد، في إطار الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس
كورونا، لكن الإغلاق لا يشمل حركة شحن ومرور البضائع.
وكانت قوات النظام السوري قد سيطرت على معبر
نصيب/جابر الحدودي مع الأردن، في صيف العام 2018، وذلك بعد عقدها "اتفاق
الجنوب" مع فصائل المعارضة، برعاية روسية.