هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال قضاة إسرائيليون إن "إسرائيل بحاجة إلى استراتيجية ليس للخروج من وباء فيروس كورونا فحسب، وإنما في التعامل مع حركة حماس، باعتبارها حركة معادية، لا يجب أن تمنحها إسرائيل إمكانية أن تفرض جدول أعمالها، لا سيما فيما يتعلق بصفقة التبادل القادمة".
وأضاف
كل من آرفين كوتلر وإلياكيم روبنشتاين وميخال فونش، في مقال مشترك بصحيفة "إسرائيل
اليوم"، ترجمته "عربي21" أن "مناسبة
هذا الحديث هي التسريبات الصحفية الأخيرة حول استئناف المفاوضات مع حماس حول
استعادة الجنود والمفقودين الإسرائيليين في غزة، مقابل تقديم مساعدات إنسانية
للقطاع، مع العلم أن مثل هذه الفرصة التي يطالب بعض الإسرائيليين باستغلالها تحمل
الكثير من المخاطر، وعدم التماسك".
وأشاروا إلى أن "حماس مر عليها ست سنوات وهي تحتجز هؤلاء الإسرائيليين، مع أن استعادتهم دون شروط مسبقة كان أمرا ضروريا لإعادة إعمار غزة، واليوم لا تستطيع حماس مواجهة
وباء كورونا وحدها في غزة، في حين أن إسرائيل تمتلك الإمكانيات اللازمة للتصدي له".
وأكدوا
أن "الاستجابة لمطالب حماس وشروطها، يعني خضوعا من إسرائيل أمام الحركة، سيقوي
من موقفها في الحاضر والمستقبل، ويضر بجهود إسرائيل الدولية للضغط على الحركة للإفراج
عن جنودها ومواطنيها المحتجزين لدى حماس، خاصة أن الزمن يعمل ضد الحركة، ويجب أن
تتوقف إسرائيل عن تقديم المساعدة الإنسانية لغزة في مواجهة وباء كورونا".
وأوضحوا
أن "أي خضوع لمطالب حماس المتعلقة بالأسرى والمفقودين الإسرائيليين قد يتسبب
بخطر على حياة الفلسطينيين هناك، وفقدان لسيطرة حماس على القطاع، لأن حماس بحاجة للمساعدة
الإسرائيلية والعالمية لمواجهة أزمة كورونا، في ظل المنظومة الصحية المتهالكة في
غزة".
وأضافوا
أن "إسرائيل يجب عليها أن تستغل هذه الحاجة، وترفض شروط حماس في الفصل بين
مطالبها الصحية، وموضوع الأسرى والمفقودين الإسرائيليين لديها، أو الاكتفاء بنقل
معلومات لإسرائيل حول مصيرهم، وظروفهم الصحية في الأسر".
وأشاروا إلى أن "إسرائيل مطالبة باستغلال أزمة كورونا لدى حماس في غزة للضغط عليها
لاستعادة أسراها، دون أن تمنح الحركة فرصة أن تكتب جدول أعمال الصفقة القادمة، في
ظل تعنتها إزاء إطلاق سراحهم، ولسان حال حماس أنها "تمسك بالحبل من طرفيه"،
تطلب المساعدات الإنسانية والصحية من جهة، ومن جهة أخرى تواصل احتجاز الأسرى الإسرائيليين
دون استجابة للمطالب الإسرائيلية والدولية بإطلاق سراحهم".
وختموا
بالقول بأن "فشل إسرائيل في تشخيص هذه الفرصة التاريخية، وعدم استغلالها
لصالحها، يستحق الإدانة، لأن موازين القوى بينها وبين حماس يعمل لصالحها، وأي
تجاوب إسرائيلي مع شروط حماس، يعني استهدافا للردع الإسرائيلي أمام التحديات الأمنية
مع حماس خصوصا، وباقي الجهات المعادية عموما".
وأضافوا
أن "إخفاق إسرائيل أمام حماس يمس مكانتها في المنطقة والمجتمع الدولي، والأسس
التي قامت عليها إسرائيل منذ أيامها الأولى، وهذا الفشل الإسرائيلي أمام حماس قد
يكلف الدولة أثمانا باهظة في التفكير والتخطيط من الآن وحتى أجيال قادمة، وقد لا
يمكن التغلب عليها".