هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد خبير عسكري إسرائيلي، أن سلسلة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا، تأتي ضمن سياسة مخطط ومبادر لها، تهدف إلى "اقتلاع المزروعات الإيرانية من الحقل السوري".
وأوضح خبير الشؤون العسكرية في صحيفة
"يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان في مقال له، أن "أزمة كورونا من ناحية
الجبهة السورية انتهت، وسلسلة الهجمات المنسوبة لإسرائيل في سوريا، في نيسان/أبريل
الماضي، تظهر كسياسة مرتبة ومخطط لها".
وأضاف: "هي ليست ردود فعل على خطوة إيرانية،
بل أعمال مبادر إليها، غايتها اقتلاع مزروعات إيرانية نبتت في الحقل السوري تشمل: نشر
مليشيات مؤيدة لإيران في الجولان، استئناف نشاط حزب الله في لبنان، قيادات، مخازن
عتاد عسكري وغيرها".
وذكر فيشمان، أنه "منذ توقف الحرث هناك
في شباط/فبراير الماضي، توقفت تقريبا التقارير عن نشاط عسكري إسرائيلي، وعزي الأمر
لأزمة كورونا التي بلغت ذروتها في إسرائيل في محيط "عيد الفصح".
ولفت إلى أن "الحرب ما بين الحروب التي
تديرها إسرائيل في الشرق الأوسط، لا تتشكل فقط من أعمال جوية، ومعقول جدا الافتراض
بأن تكاثف النشاطات؛ التي تتضمن تقارير عن تفجيرات غامضة، هي أكثر كثافة بكثير مما
تنشر في المصادر الأجنبية".
اقرأ أيضا: مروحيات إسرائيلية تهاجم أهدافا في جنوب سوريا
وأكد الخبير، أن "إيران تحاول العودة
إلى الحياة الطبيعية ما قبل أيام كورونا في سوريا، وإذا كانت حتى نهاية آذار/مارس الماضي
تنقل بطائرات الحرس الثوري عتادا طبيا من الصين إلى طهران، فمنذ بداية نيسان/أبريل،
عادت هذه الطائرات لتهبط في دمشق، وفي بطنها
عتاد عسكري".
وقال: "بالصدفة أم بغير الصدفة، فإن التقرير
الأجنبي الأول عن غارة إسرائيلية في دمشق، ظهر هو أيضا في بداية نيسان، ومنذئذ فتح
ميناءي اللاذقية وبانياس، ومن جديد وصلت معدات مختلفة من إيران، وطائرات النقل السورية
عادت للطيران إلى إيران، كما عادت الآلة الإيرانية لتحريك دواليبها بسوريا، ولكن بتعثر،
بعد أن تلقت 3 ضربات قاضية؛ أزمة كورونا، وتواصل العقوبات الأمريكية الشديدة، إضافة
لأزمة أسعار النفط".
ونوه أن "النظام السوري عاد إلى اللعبة
بجراحات كثيرة، فالأزمة الاقتصادية في سوريا تحتدم، وهي بلا بقعة ضوء ولا خطة خروج،
وسوريا تعاني من كورونا، ولا يوجد هناك من يجمع المعطيات ويقدم العلاج".
وزعم فيشمان، أنه "ما كان يمكن لإسرائيل
أن تستأنف بشكل مكثف أعمالها في سوريا دون موافقة روسية صامتة، ففي السنة الخامسة لتواجدهم
بسوريا، وفي عصر أفول كورونا، يجد الروس أنفسهم في إحباط عميق؛ فكل التوقعات للبدء
واستخلاص المنافع ولا سيما الاقتصادية، من استثمارهم في سوريا لا تتحقق".
وبشكل عملي، "من أجل الحفاظ على حكم الأسد،
فإنهم مطالبون الأن ليس فقط بأن يستثمروا مالا طائلا ليس لديهم، في الجيش، بل في
أزمة إنسانية، اقتصادية وصحية لا يرون لها نهاية".
وتابع: "الإيرانيون حلفاء الروس لغرض
القتال في سوريا، هم عائق ومنافس في كل ما يتعلق بتنفيذ السياسة الروسية العامة للسيطرة
على الدولة ومقدراتها، وعليه، فيبدو أنه سهل اليوم على الروس أن يتجاهلوا الضربات المنسوبة
لإسرائيل للمنافس الإيراني".
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي يستعرض تقييم "الجيش" للتهديدات بعصر كورونا
وقدر الخبير، أن "المواجهة العسكرية المحتملة
بين واشنطن وطهران ارتفعت درجة، وإزعاج الأسطول الامريكي في الخليج، أدى لتعليمات واضحة
من الرئيس دونالد ترامب، لمهاجمة السفن الإيرانية، في حين تتهم طهران واشنطن أنها السبب
في أزمتها الاقتصادية، وبصد قدرتها على الوصول للوسائل الطبية لمواجهة كورونا".
ورجح أن "التوتر المرتفع في الخليج، سيواصل
التصاعد كلما اقتربنا من شهر حزيران/يونيو المقبل، في الوقت الذي سينشر فيه تقرير الوكالة
الدولية للطاقة الذرية حول الخروقات الإيرانية في مجال تخزين اليورانيوم المخصب".
وبحسب فيشمان، فإنه "يفترض أنه يوجد بين إسرائيل
والولايات المتحدة، تنسيق أو تفاهم بشأن الضغوط
على طهران، فتجربة الماضي، تظهر أنه كلما تصاعد التوتر في الخليج، تصاعد التوتر بين
"تل أبيب" وطهران في سوريا".
وبين أن "كل هذه الملابسات، تسمح لإسرائيل
بأن تمسك بإيران وهي ضعيفة في سوريا، وهذه فرصة استراتيجية، وذلك حتى لو أرادت ايران
أن ترد، فستجد إسرائيل ذريعة لعمل عسكري جذري أكثر ضدها".