هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يطرح القصف العشوائي المتواصل الذي تنفذه مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على الأحياء السكنية المأهولة بالعاصمة الليبية، طرابلس، أسئلة حول سيطرة حفتر على قواته، ومدى انصياعها والتزامها بما يصدر عنه من تعليمات، وسط حديث عن انفلات عقال تلك المليشيات، وتورطها في عمليات قصف "خارج السيطرة".
ومنذ بدء شهر رمضان حتى منتصفه، وثقت قوات بركان الغضب التابعة للحكومة الليبية مقتل 34 مدنيا، وأكثر من 80 جريحا بينهم نساء وأطفال، فضلا عن دمار واسع في البنى التحتية ومنازل المواطنين، بفعل تواصل قصف حفتر للأحياء السكنية في العاصمة طرابلس.
هل يسيطر حفتر على قواته؟
ومجيبا على التساؤل، يرى الخبير العسكري عادل عبد الكافي، أن حفتر بالفعل فقد السيطرة على "عصاباته" التي تتورط بعمليات القصف العشوائي حول طرابلس، بعد أن وجدت نفسها محاصرة من قبل قوات الجيش الليبي، لكنه أكد أن هذا "الانفلات" لا يعفي حفتر من المسؤولية عن سقوط الضحايا المدنيين، فهو من يقدم الدعم ليتواصل القصف.
اقرأ أيضا: لماذا تصمت البعثة الأممية في ليبيا على ممارسات حفتر؟
وقال عبد الكافي في حديث لـ"عربي21" إن حالة الانفلات تظهر جلية في صفوف مليشيات حفتر بترهونة، (جنوبي طرابلس)، لافتا إلى أنها تواصل القصف و"تدافع عن وجودها، لأنه لم يعد لديها إلا الاستمرار في القتال، فقد فقدت خطوط الانسحاب، بعد أن حاصر الجيش المدينة تمهيدا لاقتحامها".
وأردف: "بالتأكيد عصابات ومرتزقة حفتر هي من تقصف طرابلس وقتلت المدنيين وتسببت في تهجيرهم وهذه جرائم يتحمل مسؤوليتها حفتر، لأنه يمد مليشياته بالذخيرة والأسلحة والصواريخ والمرتزقة الروس والسودانيين". مضيفا: "إلى وقت قريب كانت خطوط الإمداد تصل إليهم قبل أن يستهدفها السلاح الجوي الليبي، وما زالت هذه العصابات تعلن تبعيتها لحفتر في عملياتها الهجومية على العاصمة".
تطور عمليات الجيش
وفي ما يتعلق بعمليات الجيش الليبي للسيطرة على ترهونة التي تعد آخر منطقة لحفتر في الغرب الليبي، قال الخبير العسكري، إن الجيش يحاصر المدينة، ويواصل دك تجمعات حفتر فيها بالمدفعية الموجهة وصولا لمرحلة العملية العسكرية الشاملة التي ستشهد التحام محاور القتال في جنوب العاصمة بما يضمن إنهاء وجود حفتر فيها.
اقرأ أيضا: عناصر "جنجويد" يتجولون في أحياء سكنية بليبيا (شاهد)
وشدد على أن قوات حفتر تشهد أكبر عملية استنزاف منذ هجومها على العاصمة قبل نحو عام، مشيرا إلى مراحل انتقال وتطور العمليات التي يقودها الجيش الليبي مستطردا بالقول: "بدأت عمليات الجيش، بالسيطرة على أجواء المنطقة الغربية والوسطى والسيطرة على 7 مدن بالساحل الغربي، ثم أتبعتها باقتحام قاعدة الوطية للمرة الثانية".
وتابع: "الوطية تشهد شبه سيطرة من قبل الجيش، حيث يجري حاليا التعامل مع بعض جيوب المقاومة داخل الوطية بالاشتراك مع السلاح الجوي في أكبر عملية استنزاف لعصابات حفتر إلى أن يتم إحكام السيطرة عليها نهائيا".
ولفت إلى أن التطورات الأخيرة "غيرت من ديناميكية العملية العسكرية وتحولت المواجهة من وضعية الدفاع إلى الهجوم".
ويواصل حفتر منذ 4 نيسان/ أبريل 2019، هجوما متعثرا للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها دوليا، تكبد خلاله خسائر فادحة.