سياسة دولية

"فلسطينيو الخارج": رسالة أسطول الحرية لكسر حصار غزة باقية

زياد العالول: أسطول الحرية هو المحاولة الأكثر جدية لكسر حصار غزة  (الأناضول)
زياد العالول: أسطول الحرية هو المحاولة الأكثر جدية لكسر حصار غزة (الأناضول)

أكد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، أن حصار أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة منذ العام 2007 ودون انقطاع سيظل شاهدا على جرائم الاحتلال ووصمة عار في جبين العالم الذي لم يستطع أن يجعل لتلك الجرائم حدا.

وأوضح المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، زياد العالول في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، في الذكرى العاشرة لانطلاق أسطول الحرية، الذي قال بأنه "كان التجربة الدولية الأكثر جدية في كسر حصار غزة"، أن العمل من أجل إنهاء الحصار ودعم حق الفلسطينيين في تحرير أرضهم وعودة اللاجئين منهم إلى ديارهم، سيظل أولوية الفلسطينيين والعرب والمسلمين، بل وأحرار العالم، على اعتبار أن فلسطين هي آخر وأطول احتلال بشهادة كل العالم.

وأشار العالول إلى أن "أسطول الحرية استطاع تحويل حصار غزة إلى قضية دولية، ليس فقط لأنه ضم مشاركين من مختلف أنحاء العالم من قادة النشطاء السياسيين والحقوقيين في العالم، وإنما لأن الثمن الذي دفعه المشاركون وعلى رأسهم تركيا كان باهظا".

وذكر العالول أن "الرئيس التونسي الأسبق الدكتور منصف المرزوقي كان من أبرز المشاركين في أسطول الحرية، وأنه أصر على أن يكون ضمن السفينة الرئيسية المتجهة إلى قطاع غزة رافضا العودة من منتصف الطريق، مؤكدا أنه مستعد لبذل روحه من أجل تأكيد مظلومية أهل غزة وحقهم في إنهاء الحصار الجائر بحقهم".

 



وأضاف: "نستذكر اليوم أسطول الحرية الذي مضى على انطلاقه عقد كامل، ولا زال الحصار على قطاع غزة مستمرا، بل أكثر من ذلك فقد تعرضت غزة لحروب شرسة نفذها الاحتلال، وصمت عليها العالم.. لنؤكد بأن رسالته لا زالت حية في ضمير أحرار العالم، وأن مهمته في كسر الحصار وإنهاء الاحتلال وإسناد الفلسطينيين ما زالت قائمة".

ولفت العالول الانتباه إلى أن "أسطول الحرية كان علامة فارقة ليس في تاريخ حصار غزة، الذي غدا على رأس اهتمامات المنظمات الحقوقية الدولية، وإنما أيضا حتى في علاقات دولة الاحتلال مع تحالف أسطول الحرية وعلى رأسها تركيا".

وقال: "لقد كنت مشاركا في أسطول الحرية والمتحدث باسم الشريك التركي في الأسطول، وأعرف أن علاقات تركيا بإسرائيل بعد الذي جرى لأسطول الحرية لم تعد كما كانت قبلها، وأن الشعب التركي بمختلف مكوناته الشعبية والحزبية متحد في اتخاذ موقف مناهض لدولة الاحتلال التي قتلت 10 من المشاركين الأتراك في الأسطول".

وشدد العالول في ختام حديثه لـ "عربي21"، على أن "رسالة كسر الحصار عن قطاع غزة وعن حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه والعودة إلى دياره، التي حملها أسطول الحرية، ستظل باقية، وأن الشعب الفلسطيني وأنصاره مستمرون في ابتكار الوسائل السياسية الممكنة للدفاع عن حقوقهم وإنهاء الاحتلال".

وقال: "نحن في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج نعتقد أن الحق الفلسطيني يبدو يوما بعد يوم أكثر نصاعة وبروزا في مختلف المؤسسات الدولية، ونعتقد أن الحديث عن اختلال موازين القوى لصالح الاحتلال ليس دقيقا، بل إننا اليوم استطعنا أن نصل إلى كل مراكز القرار في العالم، ونؤكد أحقيتنا بأرضنا وديارنا، وأن الاحتلال يبدو معزولا رغم كل ما يلقاه من دعم دولي، لا سيما من الولايات المتحدة الأمريكية، فالحق يبقى دوما أقوى"، على حد تعبيره. 

وتمر هذه الأيام الذكرى العاشرة لانطلاق أسطول الحرية، الذي جرى يوم 29 أيار (مايو) 2010، باتجاه كسر حصار قطاع غزة المفروض منذ العام 2007 إلى اليوم.

 

إقرأ أيضا: الخضري: "مافي مرمرة" علامة فارقة بتاريخ التضامن مع غزة

وأسطول الحرية هو عبارة عن ست سفن، تضم سفينتين تتبع مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية واحدة من هاتين السفينتين "مافي مرمرة" ومولت السفينة الأخرى بتمويل كويتي وجزائري، وثلاث سفن أخرى تابعة للحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة وحملة السفينة السويدية وحملة السفينة اليونانية ومنظمة غزة الحرة، حملت على متنها مواد إغاثة ومساعدات إنسانية، بالإضافة إلى نحو 750 ناشطا حقوقيا وسياسيا، بينهم صحفيون يمثلون وسائل إعلام دولية. 

جهزت القافلة وتم تسييرها من قبل جمعيات وأشخاص معارضين للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ العام 2007، ومتعاطفين مع شعبه. وفي مقدمة المنظمين لرحلة أسطول الحرية مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية.

انطلق أسطول السفن من موانئ لدول مختلفة في جنوب أوروبا وتركيا، وكانت نقطة التقائها قبالة مدينة ليماسول في جنوب قبرص، قبل أن تتوجه إلى القطاع مباشرة. 

حملت السفن عشرة آلاف طن من التجهيزات والمساعدات، والمئات من الناشطين الساعين لكسر الحصار، الذي كان يومها قد بلغ عامه الثالث على التوالي.

وفي فجر يوم 31 أيار (مايو) 2010 بعد الساعة الرابعة فجرًا، تم الهجوم على سفن أسطول الحرية في المياه الدولية من قبل القوات الإسرائيلية، حيث قتلت 9 وأصيب أكثر من 26 من المتضامنين، في أحداث وصفتها مصادر عديدة "بالـمجزرة" و"الجريمة" و"إرهاب الدولة". 


وقد نفذت عملية الهجوم على الأسطول قوات إسرائيلية خاصة، حيث استخدمت هذه القوات الرصاص الحي والغاز. 


بعد هذا الأسطول الأول، تم تنظيم أسطول الحرية 2 في 2011، وأسطول الحرية 3 في 2015.

 

 

التعليقات (0)