هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة تركية، الضوء على سباق إقامة القواعد العسكرية بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة في سوريا وليبيا، بهدف تثبيت النفوذ في المنطقة وخاصة شرق المتوسط.
وقالت صحيفة "Evrensel"، في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه في الوقت الذي تناقش فيه السيناريوهات حول ما بعد الأسد في سوريا، فقد جاءت الأنباء عن تعيين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،ألكسندر يفيموف "ممثلا خاصا له لـ"تطوير العلاقات مع سوريا".
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك تبعه، أوامر من بوتين لوزيري الدفاع والخارجية، للتفاوض مع النظام السوري من أجل تخصيص المزيد من العقارات والمناطق البحرية لقواعد روسية جديدة في سوريا.
ومن المعلوم أن موسكو لديها قاعدة طرطوس البحرية منذ الحقبة السوفييتية في سوريا، وقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية منذ عام 2015، وقد تم تخصيص تلك القواعد لروسيا في اتفاقية موقعة عام 2015 ولمدة 49 عاما.
وأكدت الصحيفة، أن هذه القواعد تتسم بأهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا، من أجل السيادة في شرق البحر الأبيض المتوسط، ومنطقة الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا: صحيفة: تنافس أمريكي روسي على إحياء "قسد" بسوريا.. تفاصيل
وأما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن انسحاب قواته من سوريا بعد مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في 6 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في رغبة منه بعد مواجهة القوات التركية في عملية "نبع السلام" التي أطلقتها ضد الوحدات الكردية المسلحة شرقي الفرات.
وأضافت أنه في البداية، ولتفادي المواجهة مع تركيا، انقلبت الولايات المتحدة على الوحدات الكردية المسلحة، وسحبت قواتها من المناطق الحدودية، ولكن سرعان ما أعلن ترامب عن عدم رغبته في الانسحاب من مناطق النفط في الشمال السوري.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة، وسعت قواعدها العسكرية في محيط مناطق النفط السورية، وشحنت مئات الشحنات من الأسلحة والمركبات المدرعة العسكرية إلى حقل "العمر" في دير الزور، والمناطق النفطية وقواعد تل بيدر في الحسكة، وأنشأت قواعد عسكرية جديدة في منطقة الجزرات في ريف دير الزور.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها أي رغبة في الانسحاب أيضا من قاعدة "التنف" على الحدود السورية العراقية الأردنية، والتي تكتسب بعدا استراتيجيا، وتنشط بتدريب العناصر المسلحة في المنطقة، علاوة على أهميتها لمنع انتقال المليشيات العراقية المدعومة من إيران إلى سوريا، ودورها في تأمين الاحتلال الإسرائيلي في الجولان.
وأكدت الصحيفة، أن هناك سباقا في إنشاء القواعد العسكرية بين القوى الإمبريالية والإقليمية في المنطقة.
وأشارت إلى أنه بالإضافة لوجود مليشيا مدعومة من إيران في العراق لا يستهان بها، وتعد منافسا للوجود الأمريكي هناك، فإنها تحتفظ أيضا بقوة عسكرية كبيرة في سوريا من خبراء عسكريين، وقوات خاصة ومليشيات شيعية، حيث تؤكد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل أن أولويتهما ضمان انسحاب القوات الإيرانية من المنطقة.
اقرأ أيضا: الغارديان: رهانات تركيا عالية ورئيسها لا يخشى المخاطرة
وفي أوائل أيار/ مايو، شنت الطائرات الإسرائيلية غارة جوية استهدفت فيها المليشيات المدعومة من إيران بالقرب من دير الزور.
وذكرت الصحيفة إلى أن القوات الإيرانية والمليشيات المدعومة منها، تتركز في نقاط عسكرية عدة في سوريا، لا سيما في منطاق شعيرات ودمشق وحمص.
وأما تركيا، فأضافت الصحيفة أن لديها طموحات توسعية في سوريا، من خلال إنشاء القواعد هناك، بهدف القضاء على الوحدات الكردية المسلحة التي تشكل تهديدا لأمنها القومي.
وأشارت إلى أنه منذ آب/ أغسطس 2016، عززت تركيا من قوتها العسكرية منذ عملية "درع الفرات"، وبعد الاتفاقات مع روسيا شحنت آلاف الجنود والعربات المدرعة إلى إدلب.
في سياق آخر، أكدت الصحيفة أن ليبيا أصبحت مركزا للصراعات في المنطقة بعد سوريا بين القوى.
وفي الآونة الأخيرة، أثارت القيادة الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم"، الادعاءات بأن روسيا أرسلت 14 مقاتلة حربية من قاعدة حميميم في سوريا إلى ليبيا، لمساندة مليشيا حفتر وحماية المرتزقة "فاغنر".
وقال البريغادير جنرال غريغوري هادفيلد، نائب مدير إدارة المخابرات التابعة للقيادة الأمريكية في أفريقيا، إنه إذا كان لروسيا قواعد عسكرية دائمة في ليبيا، ونشرت صواريخ بعيدة المدى، فإن ذلك سيخلق وضعا أمنيا جديدا لحلف شمال الأطلسي وأوروبا.
ولفتت الصحيفة، إلى أن التصريحات تشير إلى أن الولايات المتحدة تحاول دفع الناتو ضد روسيا في الفترة المقبلة، وإجبار الدول الأوروبية على اتخاذ مواقف على هذا الأساس، مبنية على تزايد التهديد الروسي في ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط.
وبالنسبة لإسرائيل، فقد سلطت الصحيفة على تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي نفتالي بينت في نيسان/ أبريل الماضي، أشار فيها إلى أن دولة الاحتلال انتقلت إلى استراتيجية إبعاد إيران بالقوة من سوريا، وستواصل هجماتها على هذا الأساس.
واستدركت الصحيفة، بأن الأمر بات مختلفا، بعد اتهام الممثل الدائم لإسرائيل في الأمم المتحدة، إيران بإرسال أسلحة متطورة إلى مليشيات حفتر وخرق حظر الأسلحة، ما يؤشر إلى أن الحرب الليبية تتصاعد بشكل خطير وبشكل مماثل للأزمة السورية بين القوى الدولية والإقليمية.
اقرأ أيضا: بعد تصاعد التحرك الروسي.. هل غيّرت أمريكا سياستها في ليبيا؟
وأشارت إلى أن تركيا كانت واحدة من الجهات التي لعبت دورا حاسما في تغيير مسار الحرب عن طريق إرسال الأسلحة والعربات المدرعة والطائرات المسيرة العسكرية، والذخائر إلى ليبيا، وبفضل الموقف الداعم لحكومة السراج، تم كسر حصار حفتر لطرابلس، وسيطر الجيش الليبي على قاعدة الوطية التي تكتسب أهمية استراتيجية.
ونقلت الصحيفة، عن موقع روسي، أن دبابات تركية من نوع "M60A1"، شوهدت في العاصمة طرابلس، وأن طائرتي نقل عسكري من طراز "C-130 Hercules" قد حطتا في طرابلس، وفرقاطتين قد رستا في ميناء مصراتة، لافتة إلى أن هذه التحركات هي علامة على إنشاء تركيا قاعدة عسكرية في ليبيا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن المنطقة تشهد صراعا بين القوى بالاستحواذ في شرق المتوسط، وليبيا وسوريا، وكلما يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار أو تتزايد الدعوات للحل السلمي، فإن كافة القوى تستغل ذلك في الاستحواذ على قواعد عسكرية جديدة استعدادا لمعارك أكبر تهدف لتغيير التوازنات.