صحافة تركية

صحيفة: سوريا تضع العلاقات بين أنقرة وموسكو على مفترق طرق

 روسيا ألقت على عاتق تركيا مهمة تصفية المتطرفين المحاصرين في إدلب- جيتي
روسيا ألقت على عاتق تركيا مهمة تصفية المتطرفين المحاصرين في إدلب- جيتي

ذكرت صحيفة تركية، أن العلاقة بين موسكو وأنقرة، لم تعد كما كانت سابقا، بسبب التطورات الأخيرة في سوريا قبيل الاتفاق لوقف إطلاق النار بإدلب في 5 أذار/ مارس الماضي.

وقالت صحيفة "سوزجو" في تقرير للكاتب أوغور دوندار، وترجمته "عربي21"، إن واضعي السياسة الخارجية يتفقون على أن أنقرة على مفترق طرق مع روسيا في الأزمة السورية.

 

خرق عميق بالثقة

 

وأضافت أن هناك سببين عززا من ذلك، الأول مقتل 33 جنديا من القوات التركية في الهجوم الذي شاركت فيه مقاتلات روسية في إدلب قبيل توقيع الاتفاق، أما الثاني، بث التلفزيون الروسي لقطات من زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان للكرملين في 5 أذار/ مارس، والتي انتظر فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

وأشارت إلى أن المصادر التي تحدثت إليها، أكدت أن الدوائر السياسية والعسكرية التركية مقتنعة تماما، بأن كلا الحدثين ما كانا ليحدثا دون علم بوتين وموافقته، وأن هناك خرقا عميقا للثقة بين الطرفين.

 

ونقلت الصحيفة عن المصادر ذاتها، أن إشكاليات يصعب حلها وقعت مع روسيا، عقب الاتفاق الذي وقع مؤخرا في موسكو.

 

المتطرفون في إدلب

 

وذكرت المصادر، أن روسيا ألقت على عاتق تركيا مهمة تصفية المتطرفين المحاصرين في إدلب بعد فصلهم عن "المعارضة المعتدلة"، وتمارس عليها ضغوطا شديدة بهذا الشأن.

 

ورأت الصحيفة أنها لعبة قذرة من روسيا، لأنها تعلم جيدا أن أنقرة إذا هاجمت العناصر المتطرفة في الشمال السوري، فإنها ستعمل على تحريك خلاياها النائمة داخل تركيا، للقيام بموجة جديدة من الهجمات الانتحارية.

 

وأضافت أنه بالوقت ذاته، فإن القوات التركية إذا لم تهاجم العناصر الرديكالية في الشمال السوري، فإن روسيا ستستغل ذلك أيضا وستطلق العنان للنظام السوري لمهاجمتها، مما يؤدي إلى موجة هائلة من الهجرة باتجاه الحدود التركية مرة أخرى.

 

وتابعت الصحيفة، أنه وللأسباب التي ذكرتها، فإن هناك مفترق طرق لا لبس فيه في العلاقات الاستراتيجية مع روسيا.

 

تحول في مسار العلاقة بين أنقرة وواشنطن

 

ومن ناحية أخرى، لفتت الصحيفة إلى أن الأزمة الاقتصادية الصعبة في تركيا بسبب تفشي فيروس كورونا، حولت المسار إلى الولايات المتحدة.

 

وأشارت إلى أن أنقرة علقت تفعيل منظومة "أس400"، إلى أجل غير مسمى، فقد كان نيسان/ أبريل الماضي الموعد المحدد من أجل ذلك.

 

رسالة أردوغان لترامب.. دلالات

 

وأضافت أن الرسالة التي كتبها الرئيس أردوغان، إلى نظيره الأمريكي مع المستلزمات الطبية التي أرسلت إلى الولايات المتحدة كانت لافتة للانتباه.

 

وأوضحت أن أردوغان أوضح في رسالته لترامب، أن تركيا ستبدي كافة أنواع التضامن كشريك قوي وموثوق للولايات المتحدة.

 

وأكدت الصحيفة أن التطورات الأخيرة في المنطقة، وخاصة في سوريا وليبيا، أظهرت مرة أخرى مدى أهمية أن تحافظ تركيا على التحالف والتعاون مع الولايات المتحدة.

 

وأشارت إلى أردوغان أعرب عن أمله في تحقيق هدف رفع حجم التبادل التجاري بين واشنطن وأنقرة، إلى 100 مليار دولار، مضيفا: "نأمل أن يدرك الكونغرس والإعلام الأمريكي أهمية علاقاتنا الاستراتيجية بعد التضامن الذي أظهرناه خلال الوباء".

 

وأضافت أن أردوغان لوّح بتصريحاته هذه إلى ضرورة عدم تطبيق الولايات المتحدة، قرار فرض عقوبات "كاتسا" على تركيا بسبب شرائها منظومة "أس 400".

 

وختمت الصحيفة، أن كافة هذه التطورات، تشير إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة تسير باتجاه تصاعدي، بعد خيبات الأمل مع روسيا.

التعليقات (0)