هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أظهرت موجة الغضب في
الولايات المتحدة انقساما حادا في المجتمع الأمريكي، إذ إن تفاعل الرئيس دونالد
ترامب، الذي كان محل انتقاد شديد، لم يمنع 40 بالمئة من الناخبين، على الأقل، من
القول إنهم راضون عن أدائه، وأنهم سيصوتون له مجددا، بحسب أحدث استطلاعات الرأي.
ويثير ذلك تساؤلات عن
تغطية وسائل الإعلام الموالية لترامب، والتي يتابعها تقليديا المحسوبون على
التيارات اليمينية والمحافظة، للأزمة المستمرة منذ مقتل الأمريكي الأسود جورج
فلويد، في 25 أيار/ مايو الماضي، وهو ما ترصده "عربي21" تاليا.
رغم إظهارها تعاطفا إزاء مقتل فلويد، إلا أن شبكة "فوكس نيوز"
واسعة الانتشار فضلت التركيز على أعمال العنف والنهب التي صاحبت الاحتجاجات،
وبالتحديد في ولاية نيويورك.
اقرأ أيضا: NYT: صور الاحتجاجات الأمريكية تستحضر ثورة ضائعة في مصر
وسلط موقع الشبكة
الإعلامية الضوء على الخلافات بين حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، وعمدة مدينة
نيويورك، بيل ديبلاسيو، وكلاهما من الحزب الديمقراطي، إزاء التعامل مع الاحتجاجات.
ونأت الشبكة برئيس
البلاد عن المشهد في تغطيتها للأحداث صباح الأربعاء، باستثناء تسليطها الضوء، على
استنجاد رئيس اتحاد الشرطة في مدينة نيويورك، إد ملينز، بترامب، لإرسال تعزيزات
أمنية إلى المدينة.
وتصدر خلاف كومو
وديبلاسيو متابعة قراء موقع "فوكس نيوز"، تلاه مقال رأي للكاتب
"غريغ غوتفيلد" يتهم فيه وسائل إعلام "الطرف الآخر" بتأجيج
"أعمال الشغب"، في تلميح جديد إلى وجود "مؤامرة" ضد الرئيس
الجمهوري.
أما موقع شبكة "oan" اليميني، التي بدأت مؤخرا بسحب البساط من
تحت أقدام "فوكس" كوسيلة الإعلام المفضلة لترامب، فقد ركزت في عنوانها
الرئيسي صباح الأربعاء على مساعي مواطنين تنظيف مخلفات
الاحتجاجات.
اقرأ أيضا: غضب الأمريكيين ينتقل لباريس.. مظاهرات وصدامات (شاهد)
كما حرصت الشبكة خلال الأيام الماضية على
إبراز أصوات "سود يدعمون ترامب"، وصدرت مشهد مطالبة زعيم الأغلبية الجمهورية
بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، بسلمية الاحتجاج، دون إغفال مطالبة عائلة فلويد
بمحاسبة بقية رجال الأمن الذين شهدوا حادثة مقتله.
وعلى غرار "فوكس"، ركز موقع صحيفة
"نيويورك بوست" الشعبوية على الأحداث في نيويورك، وحمّل كاتبها "مايكل
غودوين" حاكم الولاية، كومو، مسؤولية "خروج الأمور عن السيطرة"،
معتبرا أنه يلعب لعبة تحميل الآخرين المسؤولية، واصفا ذلك بـ"المعيب".
ورغم إبرازها "ألم" عائلة فلويد في
بدايات الأزمة، إلا أن الصحيفة تحولت مع اتساع دائرة الاحتجاجات خارج مينيابوليس
إلى التركيز على "النهب"، الذي وصمت به جميع الاحتجاجات.
وركزت الصحيفة في عنوانها الرئيسي صباح
الأربعاء على مهاجمة "الناهبين" لعدة محال تجارية في نيويورك، وتمكن حظر
التجوال من الحد من الفوضى، بحسبها، مع استثناء واضح لموقع ترامب في المشهد.
أما "واشنطن تايمز" المحافظة، فقد وضع كاتبها "جوزيف كورل"،
محاولة إقالة ترامب وجائحة فيروس كورونا المستجد و"الشغب" وحرائق
الغابات وغزو الدبابير في سلة واحدة، واصفا عام 2020 بـ"المجنون".
ورغم إبرازها
انتقادات لترامب، لا سيما إزاء اللجوء إلى الجيش في مواجهة المحتجين، لكنها ركزت
في تغطيتها على الطابع العنيف للاحتجاجات.
اقرأ أيضا: تظاهرات أمريكا.. ترامب يهدد وبوش يهاجم ونزول للجيش (شاهد)
ونال انتقاد اليسار الأمريكي قسطا كبيرا من
المتابعة، إذ أبرزت الصحيفة تغريدة للمرشحة التقدمية لمنصب عمدة مدينة بورتلاند،
سارا يانّارون، تعود إلى أيلول/ سبتمبر الماضي، قالت فيها: "أنا
أنتيفا"، وهو اختصار لحركة يسارية متطرفة مناهضة للفاشية، تعهد ترامب مؤخرا
بإدراجها في لائحة الإرهاب.
واعتبرت "واشنطن تايمز" أن الناخبين في بورتلاند بولاية أوريغون
سيقررون في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل ما إذا كانوا سينتخبون عمدة من "أنتيفا".
وستشهد البلاد آنذاك اقتراعا على عدة مناصب في مستويات مختلفة، أهمها رئاسة
البلاد، حيث يسعى ترامب خلالها للفوز بفترة ثانية.
وعلى غرار اليمين المتطرف في أوروبا، اتهمت
كاتبة الصحيفة "شيريل شاملي" رجل الأعمال اليهودي "جورج سوروش"
بالتآمر على الولايات المتحدة، معتبرة أنه "يواصل الالتزام بمهمته تدمير أمريكا".
وتتهم أطراف يمينية وشعبوية مختلفة
الملياردير "سوروش" بتبني وتمويل مشاريع نقل اللاجئين إلى الدول الغربية.
أما موقع شبكة "بريتبارت" اليمينية
المتطرفة فقد سلطت الضوء في عناوينها الرئيسية على "الشغب" و"مقتل
شرطي أسود آخر" بفعل الاحتجاجات، وإقدام محتجين على قلب العلم الأمريكي وإنزاله واستبداله بشعار "حياة
السود مهمة"، وتحذير ترامب من خروج نيويورك عن السيطرة.
بدوره أغفل موقع
"كريستيانيتي تودي"، الأكثر متابعة من قبل الإنجيليين في البلاد،
وأغلبهم من البيض الموالين لترامب، الإشارة إلى قضية فلويد منذ بدايتها، واكتفى بنشر مقال حول شخصيته "المسالمة".
ورغم نشره مقالا
انتقاديا لترامب، أثار ضجة كبيرة نهاية العام الماضي، إلا أن الموقع تجنب أي ذكر
للرئيس خلال الأزمة باستثناء زيارته "المفاجئة"، بوصفها، لكنيسة مجاورة
للبيت الأبيض.
وأثارت تلك الزيارة
ردود فعل متعددة، حيث شهدت رفعه الإنجيل وتهديده باللجوء إلى القوة العسكرية ضد
المحتجين.