هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة تركية، أن خارطة الطريق في ليبيا قد تغيرت لصالح حكومة الوفاق، لافتة إلى أهمية اللقاء الذي عقد بين رئيس الحكومة فائز السراج، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة.
وقالت صحيفة "صباح"، في مقال للكاتب التركي، برهان الدين دوران، وترجمته "عربي21"، إن السراج وصل إلى أنقرة، خلافا للزيارات السابقة التي كانت إلى إسطنبول، حاملا معه بشرى استعادة العاصمة بأكملها، وتحرير مطار طرابلس الدولي من مليشيا حفتر.
وأكدت أن مذكرتي الاتفاق، التي أبرمتها الحكومة الليبية مع تركيا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ساهمتا في منحها السيادة على المجال الجوي، وأنقذتا طرابلس من الحصار، وجعلتا الكفة في الحرب الأهلية لحكومة الوفاق، وأجبرتا روسيا على سحب مرتزقة "فاغنر" من الغرب الليبي نحو الشرق.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة، اتخذت خطوة إلى الوراء وتراجعت عن دعم حفتر، ووصلت لدرجة انتقاد نشر روسيا للمقاتلات الحربية في قاعدة الجفرة.
ولفتت إلى أن المكاسب، أدت إلى تسليط الضوء على حكومة السراج، من الدول الغربية، لاسيما الولايات المتحدة، في حين أن المسار الإيجابي في الميدان زاد من هيبتها، وأجبرت داعمي حفتر الذي فر من موسكو وبرلين، على الدعوة من جديد لوقف إطلاق النار.
اقرأ أيضا: أردوغان يحتفي بدور القوات التركية بليبيا.. هذا ما قاله
وأكدت أن المطلوب من حكومة الوفاق، في ظل المطالب بوقف إطلاق النار، التحرك للسيطرة على سرت بعد ترهونة، والوصول إلى بني وليد، وخط جفرة.
ولفتت إلى أن إعلان الأمم المتحدة عن محادثات وقف إطلاق النار، دفع الجانبان للتواصل مع العواصم الداعمة لها، لتحقيق مكاسب دبلوماسية على الطاولة.
وأوضحت أن حفتر ذهب إلى القاهرة، فيما واصلت الإمارات محادثاتها مع روسيا وفرنسا، من أجل تحديد خارطة الطريق، وبينما كان السراج يجري حوارات دبلوماسية مع العديد من العواصم بما فيها موسكو وروما، كانت الزيارة لأنقرة حاسمة.
وأضافت أن الزيارة أكدت على استمرار التعاون العسكري بين أنقرة وطرابلس، وجهود عملية وقف إطلاق النار، ومرحلة ما بعد الصراع.
وأشارت إلى أن تصريحات أردوغان، أمس في المؤتمر الصحفي، تؤكد أن أنقرة مستعدة لاتخاذ المزيد من الخطوات في ليبيا.
ولفتت إلى أنه حتى لو تمكنت أنقرة وموسكو بثقليهما من إجلاس طرفي الصراع على الطاولة، فإن العملية الدبلوماسية قد تفشل، فطرابلس، لا تنظر لحفتر بأنه طرف يتم التحاور معه، والآخر يطالب بسحب الوجود العسكري من ليبيا.
وتابعت، أنه علاوة على ذلك، فإن السراج المنتصر اليوم، وفائز الأمس حفتر، سيواجهان مشكلة الفشل في إقناع حلفائهما بالتنازلات الدبلوماسية بسبب رفع سقف توقعات داعميهم.
وأشارت إلى أن الإمارات وفرنسا، سيسعيان لتقويض حكومة الوفاق عن طريق التواصل مع شخصيات بارزة في طرابلس.
وأضافت، أنه إذا قبلت مقترح عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، بتشكيل مجلس رئاسي، فإن أصعب فصول المفاوضات، هي تكوين الهيكل، وسلطته وقضية إدارة عائدات النفط في البلاد.
اقرأ أيضا: أردوغان: لن نترك ليبيا تحت رحمة الانقلابيين والمرتزقة
في سياق آخر، أكدت الصحيفة أن موسكو بسحب "فاغنر" نحو الشرق، وإرسال المقاتلات الحربية إلى قاعدة الجفرة، تهدف لإنشاء قاعدة عسكرية لها هناك، بهدف الحفاظ على السيطرة على آبار النفط في شرق وجنوب ليبيا.
تركيا وخارطة الطريق
وأكدت الصحيفة أن أنقرة التي تمكنت من تغيير مسار الحرب الأهلية لصالح طرابلس بدعمها العسكري، ستقوم بمساعدة حكومة الوفاق بأعلى مستوى في فترة ما بعد الصراع إذا تم وقف إطلاق النار.
وأوضحت أن المطلوب تحسين الحياة اليومية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الليبية، وتأهيل البنية التحتية، وخاصة الكهرباء والصحة، وإصلاح القطاع الأمني، ومنع العقود غير القانونية المبرمة مع حفتر بشأن النفط.
وشددت على أن تركيا مطالبة بمنع تقسيم ليبيا شرقا وغربا.