هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي الصلابي الليبيين إلى حقن الدماء والاجتماع على كلمة سواء، جوهرها الانتصار للحرية والانتقال الديمقراطي والدولة المدنية.
وانتقد الصلابي في حديث خاص مع "عربي21"، بشدة استمرار النظام المصري في التدخل السلبي في الشأن الليبي، معتبرا أن "لقاء القاهرة الذي جمع اليوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح والجنرال المتقاعد خليفة حفتر، هو إمعان في التحريض على السلم الأهلي في ليبيا ودعوات حقن الدماء، وهي هروب إلى الأمام بعيدا عن الواقع".
ورأى الصلابي أن "انتصارات قوات حكومة الوفاق وإحكام سيطرتها على الغرب الليبي هي خطوة في الطريق الصحيح"، معربا عن أمله في أن تختصر من أسماها بـ "قوى التمرد على الشرعية الدولية" الطريق وتقبل بالحل السياسي وفق ما ارتضاه الليبيون ودعمهم في ذلك المجتمع الدولي".
وأضاف: "كنا نعتقد أن يعتذر كل من أسهم في إراقة دم الشعب الليبي وعطل مؤسساته المنتخبة عن الفعل، لكن ما راعنا إلا أن رأينا لقاء يجمع أطرافا رفعت لواء الدم وفشلت في ذلك رغم كل الدعم الذي تلقوه إقليميا ودوليا، ويتحدثون عن مبادرات سياسية جديدة للحل السياسي".
وأكد الصلابي، "أن الرئيس المصري ليس طرفا محايدا ولا يصلح أن يكون مبادرا للحل في ليبيا"، وقال: "نحن في ليبيا نمتلك من المؤسسات ما يمكننا من إجراء حوار جدي للمصالحة والانتقال الديمقراطي، ومسودة الدستور جاهزة للاستفتاء".
وأضاف: "حفتر وعقيلة صالح والسيسي وجوه متعددة لعملة واحدة، وهي أنهم عملوا طيلة السنوات الماضية من أجل تنفيذ انقلاب دموي على ثورة الشعب الليبي وإجهاض حلمه في تأسيس دولته الديمقرلطية المدنية، واليوم بعد الهزيمة يتحدثون عن مبادرة بلسان المنتصر، وهذا ضد منطق التاريخ والواقع".
واعتبر الصلابي "أن الأجواء السياسية في ليبيا اليوم مهيأة لحوار سياسي جدي لا يستثني أحدا، لكنه أيضا لا يمكنه أن يقبل بالأيتدي التي تلطخت بالدماء، واستقوت على الليبيين بالأموال والطائرات والأسلحة والمرتزقة الأجانب".
وأضاف: "لقد لعبت تركيا وقطر دورا محوريا في إنقاذ الشعب الليبي من ويلات المغامرين من العسكريين والانقلابيين، وهي اليوم تقف مساندا لثورتنا في استكمال التأسيس لمؤسساتها الديمقراطية".
وختم الصلابي حديثه لـ "عربي21" قائلا: "أدعو الليبيين بمختلف مكوناتهم إلى الانحياز الكامل للسلام وللتوافق، ودعم حكومة الوفاق في بسط الأمن والاستقرار في مختلف ربوع البلاد، والذهاب إلى عرض مسودة الدستور على استفتاء عام يمهد إلى انتخابات تشريعية ورئاسية تكون تتويجا لثورة الليبيين وتؤسس لدولتهم المدنية المأمولة"، على حد تعبيره.
إقرأ أيضا: الجيش الليبي يبدأ "دروب النصر" لتحرير سرت والجفرة
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة مع رئيس مجلس نواب طبرق شرقي ليبيا عقيلة صالح، والجنرال خليفة حفتر عن مبادرة سياسية لحل الصراع الدائر في ليبيا.
وأوضح السيسي أن المباردة المطروحة تدعو إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا اعتبارا من صباح الإثنين الموافق 8 يونيو/ حزيران الجاري.
وتشمل المبادرة التأكيد على وحدة الأراضي الليبية واحترام كافة الجهود الدولية وقرارات مجلس الأمن، والتزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار اعتبارا من صباح 8 يونيو الجاري، وتشكيل مجلس رئاسة من رئيس ونائبين ومن ثم قيام المجلس الرئاسي بتسمية رئيس الوزراء ليقوم بدوره هو ونائبيه بتشكيل حكومة وعرضها على المجلس الرئاسي تمهيدا لإحالتها لمجلس النواب لمنحها الثقة.
وجاءت المبادرة المصرية بعدما مُنيت مليشيات حفتر، في الفترة الأخيرة، بهزائم عديدة على يد الجيش الليبي، الذي أعلن الجمعة، تحرير مدينة ترهونة الواقعة على بعد 90 كلم جنوب شرق طرابلس، بعد يوم من الإعلان عن استكمال تحرير العاصمة من مليشيا حفتر.
وبدعم من دول عربية وأوروبية، تشن مليشيا حفتر، منذ 4 أبريل/ نيسان 2019، هجوما فشل في السيطرة على طرابلس (غرب).
إقرأ أيضا: السيسي يعرض مبادرة تتضمن وقفا لإطلاق النار بليبيا (شاهد)