هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت المعلومات الجديدة التي نشرتها حكومة الوفاق الليبية حول الجاسوسين الروسيين الآن بعض التساؤلات حول أهداف هذه الخطوة، وما إذا كانت الحكومة الليبية تحاول الضغط على "روسيا" بهذا الملف، وسط حديث عن زيارة مرتقبة لرئيس "الوفاق"، فائز السراج إلى "موسكو".
ونشرت القوات التابعة لحكومة "الوفاق" معلومات لأول مرة عن الجاسوسين الروسيين، "مكسيم شوغالي" وسامر سعيفان، التابعين لشركة "فاغنر"، تفيد بأن "المخابرات الليبية هي التي أحالت البلاغ حول قضية الجاسوسين للنيابة العامة، بتهمة ارتكابهما أفعالا مضرة بأمن الدولة ومنها تقارير عسكرية واقتصادية، إضافة إلى مقابلة "سيف القذافي".
زيارة السراج
وتأتي هذه المعلومات الجديدة وسط حديث عن زيارة مرتقبة سيقوم بها رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج إلى "موسكو" ولقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وذلك بعد عودته من زيارة "تركيا" مؤخرا.
وهنا يطرح السؤال: ما وراء تفجير قضية الجاسوسين الروسيين الآن؟ وهل ستضغط "الوفاق" بهذا الملف على "روسيا"؟
تسوية وصفقة
ورأى عضو المؤتمر الوطني الليبي السابق، عبدالرحمن الديباني أن "فتح ملف "الجوسسة" الروسية في هذا التوقيت هو بمثابة إعلان انتهاء المشروع الروسي في ليبيا، خاصة بعد الضربات العسكرية لمشروع حفتر الذي كان عاملا مساعدا للمشروع الروسي، وفق كلامه.
اقرأ أيضا: "الوفاق" الليبية تكشف تفاصيل قضية "الجاسوسين الروسيين"
وتوقع في حديث لـ"عربي21" أن "يتم إخراج الجاسوسين الروس من ليبيا عاجلا أم آجلا في إطار تسوية وصفقة سياسية بين "الأمريكان والروس"، بحسب تقديره.
قضية رأي عام
الصحفي من "طرابلس"، محمد الشامي أكد أن "الضغوطات الدولية وضغط الرأي العام المحلي على النائب العام الليبي هو ما أظهر هذه المعلومات الآن خاصة أن روسيا تراهن الآن على "سيف القذافي" وليس على حفتر المنهزم عسكريا".
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "المصلحة العليا الآن تتطلب "مقايضة" روسيا سياسيا بهذا الملف، بحيث تقوم بسحب كل مقاتليها من الأراضي الليبية، وهذا حدث بعض منه بعد هزائم حفتر في غرب البلاد، وربما يكتمل خلال أيام بسحب كل المقاتلين الروس من صفوف الأخير، وقد تكون هناك صفقة سياسية لإنهاء التدخل الروسي في ليبيا وقد ينتهي ذلك بزيارة رسميه للسراج إلى موسكو برعاية تركية"، كما رأى.
سيف القذافي
في حين رأى المدون والناشط السياسي الليبي، علي فيدان، أنه "تم الكشف عن هذه القضية الآن لعدة أسباب أبرزها: الضغط على موسكو للانسحاب من جبهات القتال، ورسالة إلى المعسكر الغربي (أوروبا وأمريكا) من أجل تعرية مشروع روسيا في ليبيا لكسب دعم هذا المعسكر، لذا فقد تكون هذه الخطوة تمت بالتنسيق مع دول أخرى".
وتابع: "هذا الأمر لا يمكن فصله عن ما نقلته إحدى الصحف الأمريكية المعتبرة منذ فترة عن تعويل روسيا الحقيقي على "سيف القذافي"، وسيبقى ملف الجاسوسين ورقة قوية في يد حكومة الوفاق للمساومة بها عبر صفقة سياسية ما"، كما قال لـ"عربي21".