صحافة دولية

هل تعني خسائر حفتر المتلاحقة انتهاء الحرب في ليبيا؟

المعهد استبعد انتهاء الصراع العسكري في ليبيا في المدى القريب- صفحة تابعة لحفتر
المعهد استبعد انتهاء الصراع العسكري في ليبيا في المدى القريب- صفحة تابعة لحفتر

نشر موقع معهد الدراسات السياسية الدولية الإيطالي تقريرا سلّط فيه الضوء على مستقبل الصراع في ليبيا في ظل التطورات الميدانية الأخيرة، ودور الأطراف الأجنبية في تغيير موازين القوى.


وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن في انسحاب قوات حفتر التي تحاصر طرابلس منذ أكثر من سنة، إشارة إلى أن نقطة تحوّل كبيرة حدثت في الصراع الليبي لكنها لا تعني نهايته.


وأشار الموقع إلى أنه بينما يتراجع الجنرال خليفة حفتر وقواته، تحتفل طرابلس بالنصر وتسعى حكومة الوفاق الوطني إلى استعادة السيطرة على شرق البلاد بعد إعلانها بداية الهجوم على سرت، وهي مركز حاسم للسيطرة على المناطق النفطية لإقليم برقة.وفي الوقت نفسه، ترفض طرابلس المبادرة التي أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، راعي حفتر مع الإمارات وروسيا.


"وفي محاولة للحد من الأضرار، اقترح السيسي وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية بداية من منتصف ليلة الثلاثاء، وهو ما رفضه وزير الداخلية في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، مؤكدا أن "ليبيا لن تكتمل دون الشرق".


دور النفط

 
وأورد الموقع أن انتهاء الحصار على طرابلس تزامن مع استئناف إنتاج النفط في أحد أكبر حقول الإنتاج في البلاد، الذي ظل تحت الحصار من قبل قوات حفتر لأكثر من أربعة أشهر، والذي يمكن أن ينتج ما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا، مما يضمن لوحده ثلث الإنتاج الوطني تقريبا.

 

اقرأ أيضا: لماذا خسر داعمو حفتر وعلى رأسهم الإمارات المعارك بليبيا؟

ومن خلال إغلاق حقل الشرارة في فزان (الجنوب)، مباشرة بعد مؤتمر برلين في كانون الثاني/يناير الماضي، وضع جنرال برقة (الشرق) حكومة الوفاق في وضع صعب للغاية، خاصة وأنه يُعول على عائدات النفط في دفع رواتب موظفي القطاع العام والوحدات العسكرية، ولهذا السبب، تنتقل الجبهة الأمامية إلى سرت، مسقط رأس معمر القذافي، على بعد 450 كيلومترا شرق طرابلس وبوابة ما يسمى بالهلال النفطي الليبي، المصدر الوحيد للثروة والمفتاح الأساسي للسيطرة على البلاد، حيث تحتوي هذه المنطقة على حوالي 80 بالمئة من إجمالي احتياطي النفط الليبي.


هل انتصرت أنقرة؟

 
وذكر الموقع أن قوات الوفاق نجحت في فك الحصار على طرابلس في الأيام الأخيرة بعد أن أعادت فرض السيطرة على مدينة ترهونة، وهي مركز استراتيجي نقل إليه حفتر القيادة المركزية لمليشياته ومن هناك، أشرفت مصر والإمارات وروسيا على الحملة العسكرية لحفتر. لكن مصير الصراع كان قد انعكس لصالح حكومة الوفاق منذ عدة أسابيع، وبفضل دعم أنقرة، حقق جيش الوفاق سلسلة من الانتصارات واستعاد المواقع والمدن واحدة تلو الأخرى، من صبراتة، صرمان والعجيلات، ثم استعاد السيطرة على الساحل الغربي الليبي بأكمله إلى الحدود مع تونس.

 

اقرأ أيضا: بالخرائط.. شاهد انتصارات الجيش الليبي على حفتر في الغرب

وشدد الموقع أنه "على ضوء ثقل الدور التركي في قلب موازين الحرب، ليس من قبيل المصادفة أن يُعلن فايز السراج عن تحرير طرابلس خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أنقرة. من جانبه، أعلن الرئيس التركي أنه اتفق مع السراج على "توسيع نطاق تعاوننا، من أجل استغلال الثروة الطبيعية في شرق البحر الأبيض المتوسط".


نقطة تحول دون سلام؟

 
وبيّن الموقع أنه في حين واصلت روما وباريس وبرلين وبروكسل تكرار أن حل النزاع الليبي لن يكون إلا "سياسيا"، أقصت الأعمال العسكرية أي دور أوروبي أو إيطالي من المشهد الرئيسي، وتأكد الدور المتجدد لأنقرة وموسكو كحكام ووسطاء في سياق البحر الأبيض المتوسط.


وفي الختام، أكد ماتيو كولومبو، باحث في المعهد وملاحظ بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في تعليقه أن التطورات الأخيرة لا تبشر بتحقيق سلام مستقر ودائم في البلاد.


وأضاف أن ما يلقي بثقله على مستقبل ليبيا هو عدم رغبة الأطراف الخارجية في التوصل إلى حكومة قوية يمكنها أن تطلب منها في يوم من الأيام مغادرة البلاد، ويرى أنه من الأرجح الذهاب إلى تقسيم فعلي لليبيا، ودخول الصراع مرحلة جديدة، مع المزيد من الصدامات المتفرقة والمحلية.

التعليقات (0)