هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طالب مسؤول قريب من الجنرال الليبي خليفة حفتر إسرائيل بتقديم الدعم اللازم لهم، حسبما نقلت عنه صحيفة عبرية.
وقال عبد السلام البدري، نائب رئيس مجلس الوزراء فيما يسمى "حكومة الشرق" الموالية لحفتر (غير المعترف بها دوليا ومحليا)، إنهم لم ولن يكونوا "أعداء أبدا" لتل أبيب.
جاء ذلك في حوار هو الأول من نوعه، مع صحيفة "ماكور ريشون" المحسوبة على تيار الصهيونية الدينية في إسرائيل، نشرته مساء الأربعاء.
وقالت الصحيفة، إن البدري المقيم في بنغازي (شرقا) دعا إسرائيل إلى الانضمام إلى "مبادرة سياسية جديدة بمشاركة اليونان وقبرص (اليونانية) ومصر ولبنان".
وبعث المسؤول في الحكومة الموالية لحفتر برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا: "لم ولن نكون أبدا أعداء، ونأمل أن تدعمونا، الظروف هي التي حالت بيننا حتى الآن".
وأضاف البدري في رسالته لنتنياهو عبر الصحيفة: "ندعم حل الدولتين، في الوقت ذاته لدينا مصلحة مشتركة (..) نحن وأنتم في الجانب نفسه، سيكون غباء منا تجاهل ذلك".
وفيما يلي النص الكامل للتقرير الإسرائيلي:
"في هذا البلد المقسم منذ نحو عقد، تم إنشاء دولتين فرعيتين، واحدة مدعومة من تركيا وأخرى من روسيا.. الدكتور عبد السلام، نائب رئيس الوزراء ومقره في بنغازي يدعو إسرائيل لمحاربة العدو المشترك - أردوغان".
يقول نائب رئيس الوزراء الليبي، الدكتور عبد السلام البدري، من مقره في بنغازي: "يجب ألا يسمح للمجنون من إسطنبول السيطرة على كنوز ليبيا الطبيعية"، وفي أول مقابلة له مع صحيفة إسرائيلية، دعا البدري إسرائيل للانضمام إلى مبادرة سياسية جديدة بالتعاون مع اليونان وقبرص ومصر ولبنان.
المبادرة هي توقيع اتفاقية بحرية مشتركة، ضد اتفاقية الحدود البحرية التي وقعتها تركيا مع الحكومة الليبية في طرابلس- اتفاقية تستحوذ على نصف البحر الأبيض المتوسط.
يقول البدري عن الرئيس التركي: "أردوغان ليس مجنونا فقط.. إنه صديق أمير قطر الفاسد وقد استأجر خدمات الآلاف الجهاديين السوريين، بهدف السيطرة على حقول النفط الغنية في ليبيا".
"هذه تصريحات غير عادية، لكن الظروف هي التي تملي على الوضع الحالي.. في ليبيا الممزقة منذ تسع سنوات في حرب أهلية دامية، تجلس حكومتان متنافستان. الحكومة الإسلامية بقيادة فائز السراج في طرابلس وتتمتع باعتراف الأمم المتحدة، ومن جهة أخرى، تقود الحكومة في بنغازي قوات الجنرال خليفة حفير، التي تسيطر على معظم حقول النفط والغاز الغنية في ليبيا".
الدكتور البدري، الذي يشغل منصب نائب رئيس وزراء بنغازي، يحمل أيضا إحدى أهم الحقائب في الحكومة وهي الحقيبة النفطية.
إن الحرب في ليبيا لا تتعلق فقط بالنفط، وإنما بإظهار القوة عبر حدود البلاد والبحر الأبيض المتوسط بأكمله أيضا واكتشافات الغاز شرقي المتوسط التي تمت بمشاركة إسرائيلية.
منذ زمن قريب، كانت حكومة بنغازي تتمتع بالسيادة العسكرية الواضحة، ولكن في الأسبوعين الماضيين انقلبت العجلة، وبدأت قوات الجنرال حفتر، التي فرضت حصارا على طرابلس خلال العام الماضي تفقد الأراضي وعانت من سلسلة من الهزائم العسكرية الشديدة، وجاء ذلك بعد أن بدأت تركيا في توريد الأسلحة والمعدات العسكرية للحكومة في طرابلس إلى جانب المستشارين العسكريين والقوات التركية.
وفي محاولة لوقف هذا التطور، أرسل الروس إلى ليبيا أسطولا صغيرا من الطائرات المقاتلة، وبالنتيجة تقسمت ليبيا الآن إلى مركز نفوذ تركي في طرابلس ومنطقة نفوذ روسية في بنغازي.
البدري يدرك الوضع الجديد ويقول إنه من الناحية التكتيكية، كان عليهم الانسحاب، وهي خطوة أنقذت العديد من الأرواح، وأن حصار طرابلس كان خطأ، وعندما وصل الأتراك مع الطائرات بدون طيار تم الكشف أن قوات حفتر غير مستعدة، لكن البدري يؤكد أنه مع المعدات العسكرية الحديثة المناسبة سيتمكنون من التأقلم مرة أخرى مع الوضع الجديد.
يقول البدري مستخدما الاسم اليوناني القديم للجزء الشرقي من ليبيا: "نحن شعب برقة ... عبر التاريخ كنا ملاذا لجميع الأديان... لدينا تاريخ طويل من التواصل مع إسرائيل والجالية اليهودية.. نريد خريطة جديدة تأخذ في الاعتبار مصالح ليبيا إلى جانب دول المنطقة، ورحيل جميع الأجانب من ليبيا.. لن نسمح للأتراك أو للروس الذين يساعدوننا عسكريا، إدارة دولتنا بحسب تصوراتهم.. بالنسبة لنا، الشركات الأمريكية هي التي أسست صناعتنا النفطية وندعوها للعودة مرة أخرى إلينا".
وقال البدري موجها حديثه لرئيس الوزراء الإسرائيلي: "لم نكن ولن نكون أعداء أبدا، ونأمل أن تدعمونا، الظروف هي التي فصلتنا. ندعم مبدأ حل الدولتين.. والآن لدينا مصالح مشتركة.. أردوغان إرهابي ونحن معكم في نفس الجانب.. ومن الغباء تجاهل ذلك".
في الأسبوع المقبل، سيصل إلى إسرائيل رئيس الوزراء اليوناني، وبعد ذلك بأسبوع يصل الرئيس القبرصي أيضا، سيجري بحث استئناف الرحلات الجوية بين إسرائيل واليونان بعد جائحة كورونا، ولكن على رأس جدول الأعمال سيتم بحث التوتر المتزايد مع تركيا بشأن حقوق التنقيب عن الغاز في المتوسط وطرق التعامل مع طموحات تركيا الإمبريالية في البحر الأبيض المتوسط.