هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "فانيتي فير" مقالا لإميلي جين فوكس ركزت فيه على طبيعة ما تعيشه إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي من انفصام عن الواقع، معتبرة أنها تقبع في عالم مواز وبعيد عن حياة الأمريكيين.
وتناولت فوكس موقفا لإيفانكا، أحد أكثر الناس تمتعا بالسلطة والامتيازات، وهي تقول للطلاب (جامعة ويتشيتا للتكنولوجيا) إن الاستماع إليها أمر مهم، بينما كان يجب عليها أن تستمع إليهم، على حد قول الكاتبة.
وتشير إلى أن هذا الانفصام عن واقع ما يحدث في البيت الأبيض وفي البلد بدأ بعد أسبوع من تسلم ترامب الرئاسة عندما أصدر أمرا إداريا يمنع الأشخاص من سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول أمريكا.
عندها انفصلت العائلات وتم اعتقال
بعض الأشخاص في المطارات وقلق الآباء على أبنائهم وطلاب الجامعات على دراستهم (...) وحينها
قامت ايفانكا ترامب بنشر صورة لها وهي ترتدي فستانا معدني اللون ثمنه
4990 دولارا وتلفها ذراع زوجها ببزته الثمينة في طريقهما إلى تناول العشاء في نادي ألفافا.
وبدا الأمر كأن العالم يحترق على التلفاز في نقل مباشر بينما كانت إيفانكا تشاهد قناة
مختلفة تماما.
وقال من حولها
إنها تألمت في وقتها، فهي كانت قد دخلت في عطلة السبت منذ مساء الجمعة وحتى مساء السبت، ولم تكن على علم بالجدل الذي أثاره أبوها.
وتعلق الكاتبة أن الأعذار تضاءلت مع مرور الوقت مع أن الحالات التي تظهر كيف تسير إيفانكا على سكة غائبة تماما عن الأمور المثيرة للجدل التي تقوم بها إدارة والدها بالرغم من كونها تشغل منصبا كبيرا لم تتوقف.
ومن أمثلة ذلك، ذهابها لرحلة تزلج عندما كان أبوها يحاول إلغاء قانون أوباماكير، أو رحلتها وزوجها إلى فيرمونت وسط احتجاجات تشارلوتسفيل. أو كيف تقوم إيفانكا بنشر فيديوهات تم تحريرها باحتراف لها وهي في رحلات خارجية أو تتجول في المصانع في الوقت الذي يكون فيه أبوها يصب الزيت على نار الهجرة أو التدخل الروسي أو جو بايدين أو المحاكمة، وغير ذلك.
وتضيف أنه مع تفشي جائحة كورونا بدأ الآباء يتعاملون مع فكرة العمل من البيت دون رعاية أو مدارس لأبنائهم إضافة إلى الغموض الاقتصادي وحجم عبء شرح الوضع للأطفال المحبوسين في المنازل وقام الرئيس ترامب بالتقليل من شأن الفيروس، قامت إيفانكا بنشر صورة عمرها سنوات لها ولأطفالها على وسائد على الأرض تحت شرشف على شكل خيمة، وغردت على تويتر "باقون في البيت مع الأطفال اليوم.. يمكن التخطيط لمخيم داخل البيت بوضع شراشف على عصي المكانس الملصقة..".
اقرأ أيضا: إيفانكا وكوشنير يخرقان "العزل" للاحتفال بهذه المناسبة
وبعد أقل من أسبوعين نشرت فيديو لنفسها تحث الأمريكيين فيه على الالتزام بالبقاء في أماكنهم وبعد أيام لم تراع هي وعائلتها الأوامر الفيدرالية التي تطلب من الأمريكيين عدم السفر غير الضروري وغادروا واشنطن إلى أحد بيوتهم الأخرى في بدمنستر، نيوجيرسي للاحتفال بعيد الفصح.
وترى الكاتبة أن مقدرة إيفانكا على السير على سكة منفصلة، عن الرئيس وعن الواقع اليومي المعاش والقواعد التي تحكم الأمريكيين، شكلت رأسمال للسلطة التي تهمها.
لقد أهملت إيفانكا، وفق الكاتبة، الواقع الأصعب لإدارة هي جزء منها بإيجاد سردية متميزة يمكنها تسويقها لمن هم مستعدون لشرائها، كطريقة تستطيع من خلالها مساعدة أبيها ومساعدة أي دور تقرر أن تلعبه بعد مغادرة أبيها للبيت الأبيض. إنه شكل من أشكال السيطرة على الاندفاع وتجزئة الأمور وهي مهارة لا يملكها ترامب الأب.
وتعلق الكاتبة "أبوها غير قادر على ألا يتحدث عما يجول في خاطره، حتى عندما يكون واضحا أن ذلك لصالحه سياسيا. وقام يوم الجمعة
الماضي وسط أسوأ اضطرابات خلال عقود بنشر مئات التغريدات، ونصحه مستشاروه، الثلاثاء، بحسب تقرير لموقع أكسيوس بأن يجد رسالة مهدئة وموحدة للشعب، فنشر تغريدة اقترح فيها
أن الناشط المسن الذي دفعه رجال الشرطة في بافلو ولا يزال في حالة خطرة قد يكون
"وقع بشدة أكثر مما دفع (أي بالغ في سقوطه على الأرض)".
وتلفت الكاتبة إلى أن مهارة إيفانكا بعزل نفسها مرة أخرى ظهرت خلال عطلة نهاية الأسبوع. وكانت القصة المثيرة للجدل قد تكشفت يوم الخميس عندما قررت جامعة ويتشيتا للتكنولوجيا أنها لن تبث كلمة مسجلة مسبقا لإيفانكا خلال حفل التخرج الافتراضي يوم السبت. وجاء قرار الجامعة بعد أن شجب الطلاب والمدرسون رد فعل البيت الأبيض بعد مقتل جورج فلويد.
وكان قد طلب من إيفانكا إلقاء الكلمة في شباط/ فبراير، وسجلت الكلمة التي تحدثت بشكل رئيسي عن فيروس كورونا، ولم تتحدث فيها عن المسائل المتعلقة بالمسائل العرقية.
وقالت شيري اوتاش، رئيسة الجامعة في بيان الخميس، بعد فترة قصيرة من الإعلان عن كلمة إيفانكا: "في ضوء قضايا العدالة الاجتماعية التي أبرزتها وفاة جورج فلويد، أعتبر وأتحمل المسؤولية بأن الإعلان (عن كلمة ايفانكا) كان يفتقد إلى الحساسية.. الجامعة تقف مع من يحاربون الظلم وينادون بالمساواة الاجتماعية ونحن فخورون بالتنوع والتغيير الاجتماعي الذي يطرحه طلابنا وخريجونا ومدرسونا وموظفونا.. وبالنسبة لي كان دعم طلابنا ومجتمعنا هو الأولوية دائما، وهذا ما سنفعله يوم السبت".
ومن هنا قررت إيفانكا أن تنشر الفيديو على حسابها على تويتر، حيث كانت قد غردت للتعبير عن تعاطفها
مع عائلة فلويد وجميع المتألمين لموته وللترويج لسياسات أبيها الاقتصادية والمبادرة
الزراعية وتهنئة مايك بنس بعيد ميلاده.
وغردت مع الفيديو قائلة "يجب أن تكون جامعاتنا معاقل لحرية الكلمة. وثقافة الإلغاء والتمييز ضد الرأي مناقضة للوسط الأكاديمي.. أن يستمع كل منا للآخر أهم اليوم من أي وقت مضى"، وفي الفيديو نفسه تسمي الخريجين "خريجي وقت الحرب"، وركزت في الفيديو تماما على جائحة كورونا وقالت في نهايته إنها وجدت أن "أكبر نمو شخصي حققته كان نتيجة أوقات صعبة".
وتضيف الكاتبة أنه ومباشرة بعد ذلك اكتسبت تعليقاتها
الغضب على الإنترنت حيث تصدر هاشتاغ وداعا إيفانكا منصات التواصل. وما لامس وترا حساسا
لومها ما أسمته "ثقافة الإلغاء" كسبب لإلغاء بث كلمتها.
وتعلق الكاتبة حول ذلك بإثارة عدة نقاط، أولا: ماذا يمكن لطلاب متنوعين من وسط أمريكا أن يتعلموا من إيفانكا ترامب، بيضاء وثرية وابنة الرئيس ومستشارته عن المظاهرات العرقية ووحشية الشرطة؟ والأمر الآخر يتم إلغاء الناس لمجرد تعليق، فكيف عن دورة كاملة في البيت الأبيض. فلم يرفض الطلاب أفكارها دون أن يسمعوها أو يسمعوا أباها كما ألمحت. فمن المستحيل منع صوتها من الوصول لأنها أحد أكثر الأشخاص سلطة في البلاد. وهم يعرفون كيف كان رد إيفانكا على الوضع الراهن وكان هذا يكفي لفهم موقفها.
وقد كان معروفا ما هو موقفها لأنه كان هناك تسجيلات
تلفزيونية. فقد كانت جزءا من المستشارين القريبين من الرئيس الذين حثوا
الرئيس على القيام بأخذ الصورة أمام كنيسة سانت جونز مقابل البيت الأبيض الأسبوع الماضي.
وحثته (إيفانكا) بحسب التقارير على حمل الكتاب المقدس الذي ناولته إياه من حقيبتها من نوع ماكس
مارا وثمنها 1540 دولارا، لفرصة إعلامية كان يجب على الشرطة أن يزيلوا المتظاهرين السلميين
باستخدام معدات الشغب والمواد الكيماوية المهيجة.
اقرأ أيضا: إيفانكا ترامب تبعث برسالة للأمريكيين حول كورونا (شاهد)
وتابعت: "لقد استمع طلاب الجامعة لها ورفضوها، تلك ليست ثقافة إلغاء، إنه النظام السياسي الأمريكي (...) إيفانكا لم تتحدث عن الحراك الذي سيكون عنوانا للحظة التاريخية في كلمتها. سجلتها قبل بدء المظاهرات. بالطبع كان بإمكانها أن تعيد تسجيلها للحديث عن ذلك، ولكن نشرتها كما كانت مسجلة أصلا دون ذكر للقضية الأهم والأكثر حساسية في هذا الوقت".
وتؤكد الكاتبة
أن ثنائية السكة (الانفصال) التي تتبعها ايفانكا ما هي
إلا حركة تكتيكية على أحد المستويات. فكان عليها أن تظهر جاهلة بأكثر قرارات والدها
فظاعة، كي تستطيع العمل في المساحات التي تريد العمل فيها، واستمرت في العمل مع الرئيس
بصمت، هذا إن اختلفت معه فعلا في أي شيء.
وأردفت "لكن بعد مظاهرات الأسبوع الماضي لن يكون الجهل مقاربة مقبولة. وتلك المربعات السوداء التي ملأت مساحات الإعلام الاجتماعي الأسبوع الماضي كانت مؤشرا على أن الحلفاء البيض يعترفون بجهلهم بالموضوع وهم جاهزون للسماع وفتح عيونهم وآذانهم وعقولهم للتعلم. ويمكن أن يتم تفحص الإيماءات عن كثب. فإيماءة الكتاب المقدس، كما هو شأن العديد من المناورات التي قام بها ترامب وكانت من اقتراح ايفانكا، تشير إلى إيماءات دون أن تحمل أي تغير موضوعي أو تفكير عميق فيما يحتج المتظاهرون عليه".
وقالت "في هذه اللحظات تطلب ايفانكا،
الأكثر سلطة وامتيازات من بيننا، من الطلاب الذين يعانون من حاليا أن يستمعوا لها. مضيفة "بإمكانهم أن يتعلموا منها وأن نصحها سيؤدي إلى أكبر لحظات نموهم الشخصي (...) قد تكون
مثل والدها أكثر مما أتصور".