هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وسحب الاعتراف بـ"إسرائيل"، ووضع خطة وطنية، كمقدمة للتصدي لمخطط ضم الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن.
وأعلنت الحركة في مؤتمر صحفي عقدته ظهر الاثنين في غزة، عن "انطلاق واستمرار فعالياتنا الوطنية في مواجهة خطة الضم الصهيونية، التي ينوي العدو الصهيوني الإعلان عن الشروع في تنفيذها، كفصل من فصول تنفيذ "صفقة القرن" التي ترعاها الولايات المتحدة وحلفاؤها في مسلسل العدوان على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
وأكدت في بيانها الرسمي الصادر عن المؤتمر والذي وصل "عربي21" نسخة عنه، أن هذه الفعاليات "تنسجم مع رؤية الحركة في مقاومة الاحتلال الصهيوني وحماية شعبنا وقضيته العادلة وثوابته الوطنية".
ونوهت إلى أن "قرارات الضم المزمع تنفيذها، لم تكن صادمة لنا بالمعنى الذي يجعلنا نرتبك أمامها أو نسلم بمجرياتها، فهي قرارات كاشفة عن عمق الجرح الفلسطيني والجريمة الصهيونية، وليست منشئة لهذا الجرح، فالجرح قديم بقدم المؤامرة الحقيرة على فلسطين، وشعبها والتي بدأت حينما منحت بريطانيا عبر وزير خارجيتها بلفور للعدو الصهيوني، الحق في إقامة وطن لهذا الكيان المسخ، الذي انحدر شعبه من بلاد متباعدة في الجذور".
اقرأ أيضا: خلافات بين نتنياهو وشركائه في الحكومة حول مخطط الضم
وأضافت: "تجلت تداعيات هذه الكارثة، حينما حصل هذا العدو على اعتراف من دول عربية ومن قيادات فلسطينية بأحقيته في الوجود على أرض ليست أرضه وديار لم يكن له فيها أي نصيب على مدى التاريخ".
وأشارت الحركة إلى أن "اتفاقية أوسلو سيئة الصيت، كانت البوابة الأوسع التي تمادى العدو من خلالها في التوسع في أرضنا، والهيمنة على مقدراتنا، ونهب أراضينا، ليتحول الاستيطان منذ توقيع هذا الاتفاق المشؤوم وحتى اليوم إلى غول يلتهم أرضنا وديارنا".
وبينت أن "قرارات الضم، هي أحد مشاهد وتجليات صفقة القرن الأمريكية، التي تهدف إلى تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، حيث بموجبها تضيع القدس ويتم شطب حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وتنهب الخيرات ويتلاشى حلم إقامة دولة فلسطينية على ما تبقى من أشلاء الأرض الوطنية".
ومع ذلك، فقد رأت "حماس"، أن "الواجب على كل حر وطني فلسطيني، أن ينتفض في وجه هذا العدوان السافر على أرضنا ومقدساتنا".
وخاطبت جماهير الشعب الفلسطيني بقولها: "إنكم اليوم مدعوون جميعا لتحويل هذه الكارثة والمحنة إلى منحة، وفرصة لاستعادة زمام المبادرة، ووضع قطار الوطن على سكته الفلسطينية الوطنية الحقيقية؛ سكة المقاومة بكل أشكالها وتحت قيادة حكيمة مؤمنة بثوابت الشعب، قيادة موحدة تمثل شعبنا كافة".
وذكرت أن "وحدة الصف، مقدسة لأنها ركيزة هامة من ركائز القوة الوطنية، بحيث يتوجب في إطارها الحفاظ على معاني الشراكة في اتخاذ القرار وفي تحمل مسؤوليته، ولا مجال للتفرد والإقصاء والهيمنة على القرار الفلسطيني، وعلى المؤسسة الفلسطينية".
وشددت على وجوب "عقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، تمهيدا لترسيخ هذه الوحدة على أساس الثوابت الوطنية، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، بناءً يليق بكرامة الشعب وشهدائه وأهدافه الوطنية، ويتمثل فيها كل أبناء الشعب تمثيلا ديمقراطيا صادقا".
ونوهت إلى أهمية "التنصل من الاعتراف بالكيان الصهيوني، وسحب الاعتراف به، والتحلل من أوسلو وتداعياتها"، معتبرا ذلك بمثابة "مقدمة عملية لتحقيق الوحدة ونجاح الجهود الوطنية في مواجهة قرارات الضم وغيرها من القرارات الصهيونية الإجرامية".
ودعت إلى "الاتفاق على استراتيجية وطنية قائمة على مقاومة الاحتلال بكل الأشكال، وتحريم التنسيق والتعاون الأمني مع العدو، ويتم تحشيد الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم خلفها".
ونبهت إلى أن "استمرار مواجهة قرار الضم باسم حركة حماس اليوم، هو مبادرة إضافية وتشجيعية لكل أبناء شعبنا للانضمام إلى جبهة وطنية عريضة متعددة الوظائف والمهام في مواجهة الاحتلال وخطط الإدارة الأمريكية ورئيسها"، مؤكدة حرصها على "سرعة بلورة خطة وطنية موحدة يشارك فيها الجميع لمواجهة المؤامرة".