هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال سيف الدين عبد الفتاح مستشار الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، إن الأخير "يشكل رمزية الاختيار الجماهيري في مسار الديمقراطية، كونه الرئيس المدني الوحيد المنتخب في تاريخ مصر".
وأضاف عبد الفتاح خلال
مقابلة خاصة مع "عربي21"، في الذكرى السنوية الأولى لرحيل "محمد مرسي"،
أن "هذه الرمزية تشكل مسألة مهمة جدا في المسار الديمقراطي"، مشددا على
أن مرسي حرص على حكم جميع المصريين ولم يستثن منهم أحد، وهو ما تجسد في الهيئة
الاستشارية للرئيس، والتي جمعت اتجاهات مختلفة.
وأكد عبد الفتاح أن
"الرئيس الراحل يمثل رمزية مهمة في ثورة يناير التي شهدتها مصر، فهو عنوان
للمسار الديمقراطي وحرية الاختيار، والتي شكلت واحدة من ثمرات ثورة 25
يناير"، معتبرا أن "وجوده في السجن، عبّر عن رأي غاية في الثبات
والصمود".
وتابع: "صمود مرسي
أضاء طريقا لثورة قامت ولا يمكن أن تنطفئ أو تموت بموت أحد"، مشيرا إلى أن
الرئيس مارس عملا غاية في الأهمية على الصعيد الخارجي، تمثل في مبادئ جديدة
لسياسته الخارجية، واعتماده لتوجهات داخلية وخارجية مختلفة عن سنوات الحكم السابقة
بتاريخ مصر.
اقرأ أيضا: هكذا علق أردوغان بالذكرى الأولى لرحيل مرسي
وذكر مستشار مرسي أن الرئيس
الراحل كان يولي اهتماما كبيرا للمواطن البسيط، لذلك "سيظل التاريخ يذكره،
لأن الفترة التي حكمها أظهرت حرصه على الأمو المتعلقة بالحريات"، موضحا أنه
"منع الحبس الاحتياطي للصحفيين، وتعرض لكميات نقد لم يتعرض لها أي رئيس جمهورية".
وأردف قائلا: "كان
الرئيس محمد مرسي واسع الصدر والأفق في استيعاب مثل هذه الأمور"، مستدركا
بقوله: "رغم كل ذلك، عملت المؤسسات العسكرية والأمنية في الخفاء على تدبير
انقلاب عسكري ضد الرئيس المنتخب".
صمود مرسي
وبشأن ما حققه تمسك الرئيس
مرسي برفض الانقلاب خلال سنوات اعتقاله، قال عبد الفتاح إن "صموده كان يعبر
عن حالة عدم شرعنة للنظام الجديد، الذي قاد انقلابا عسكريا قطع الطريق على المسار
الديمقراطي"، مضيفا أن "صمود مرسي استطاع أن يؤكد أن هذا النظام لن ينال
شرعية بعد انقلابه على الخيار الشعبي والجماهيري".
وأكد أن هذه المسألة كانت
"أساسية وحيوية بالنسبة للرئيس"، منوها إلى أن نظام الانقلاب المصري منع
صوت مرسي، ووضعه في صندوق زجاجي، خوفا منه ومن كل أمر يتعلق به.
وذكر عبد الفتاح أن
"الرئيس مرسي مثل الطاقة الشعبية، لذلك أراد النظام بمصر طمس هذه الأمور طمسا
في عملهم الانقلابي".
اقرأ أيضا: رفع صورة لمرسي ببرلمان تونس وعبير موسى تنفجر غضبا (شاهد)
يشار إلى أن الجيش المصري
انقلب على مرسي في 3 يوليو 2013، بعد احتجاجات طالبت برحيله، وهو مخالفة دستورية
تمثلت في تدخل الجيش بالسياسية، واتخذت القوات المسلحة برئاسة عبد الفتاح السيسي
ما أسمتها "خارطة الطريق".
وحول التحرك الدولي
والقانوني بعد رحيل مرسي، أقر عبد الفتاح بأن هناك تقصيرا كبيرا من جانب المعارضة
المصرية والهيئات القانونية، لمتابعة ملف "مقتل مرسي داخل معتقل"،
معتبرا أن الحادثة شكلت قبل عام "فرصة مهمة"، لفضح جرائم نظام الانقلاب،
وإعادة الاعتبار للثورة المصرية.
لكن مستشار مرسي شدد على أن
"الشرعية لا ترتبط بشخص، فهي مبدأ وقيمة، ولن تتحقق لنظام الانقلاب برحيل
الرئيس المنتخب"، مشيرا إلى أن "النظام بمصر يحاول شرعنة حكمه من خلال
عقد صفقات السلاح مع عدد من الدول، وعقد صفقات تجارية مع دول أخرى، إلى جانب
الانضمام إلى صف الثورة المضادة مع الإمارات والسعودية، في محاولة لاحتواء أي
تغيير، ولكن التغيير قادم لا محالة"، على حد قوله.
وتوفي الرئيس محمد مرسي في
17 حزيران/ يونيو من العام الماضي، أثناء حضوره إحدى جلسات المحاكمة بمحكمة جنايات
القاهرة في معهد أمناء الشرطة بمجمع سجون طرة.