هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سجلت تونس، الثلاثاء، صفر إصابة بكورونا، وهو رقم جديد يضاف للبلد الذي تعافت فيه جل الحالات المصابة بالفيروس.
نجاح تونس أقرته منظمة الصحة العالمية ودول أوربية، وجاء بعد اتباع الحكومة إجراءات احترازية استباقية من خلال إغلاق الحدود والحجر الصحي وحظر التجول، وذلك منذ تسجيل أول حالة إصابة في آذار/ مارس الماضي.
واعتمدت البلاد على خبرات وكفاءات محلية عالية تمكنت من تحديد التسلسل الجيني للفيروس ، مع توظيف أربع طائرات مسيرة عن بعد مجهزة بكاميرا حرارية ومضخمات صوت.
الخطوط العريضة للنجاح
قال الدكتور وعضو
اللجنة العليا لمجابهة كورونا الطاهر قرقاح، في تصريح لـ"عربي21"، إن
"الاستراتيجية التونسية قامت أساسا على تقييم الوضع الصحي بالبلاد من خلال
طرح أسئلة من نوع (هل بالإمكان تقبل آلاف المرضى أو الوفيات؟ والإجابة كانت لا)".
وتابع: "اتخذنا إجراءات استباقية؛ أولها إغلاق الحدود الجوية والبرية والبحرية، وعزل جميع الحالات الإيجابية؛ حتى لا يكون منطلقا لتفشي كوفيد19، وهما الأبرز من حيث الإجراءات".
وثمن قرقاح أهمية "التقصي المبكر، التشخيص وعلاج الحالات مع إلزام الكمامات، وغسل اليدين باستمرار، ما دعم النجاح".
وتحدث قرقاح عن
"حظر التجول الذي ساعد في منع التجمعات، وهو السر الحقيقي للنجاح، والتخفيف
الجزئي في الحجر الصحي عبر مراحل الحجر الموجه (اعتمدته الحكومة عبر 4 مراحل إلى
حدود 14 حزيران/ يونيو الجاري).
بدوره، اعتبر الدكتور والمستشار لدى منظمة الصحة العالمية سهيل العليوني، في حديث لـ"عربي21"، أن نجاح تونس في السيطرة على الوباء يكمن في بداية تفشي الوباء في الصين وأوروبا، إذ سارعت تونس في اتباع إجراءات وقائية بداية من المطارات ومراقبة المسافرين، وتدريجا، وحتى شهر شباط/ فبراير تم غلق المقاهي، ما جعل من التباعد الجسدي فرضا.
وتابع: "إلى أن انتهينا إلى
الحجر الصحي، وهو أهم شيء، ومن ثم معالجة الحالات الوافدة، والتي انتشرت أفقيا، وإجراء
تحاليل عديدة، مع تجاوب من المواطن عبر الانضباط لتعليمات الوزارة رغم صعوبتها
وامتدادها على ثلاثة أشهر تقريبا".
ويلخص عليوني أسباب النجاح في "الفحص ،العزل، تتبع الحالات، غلق المدارس والمقاهي والأسواق ومتابعة الوضع الوبائي في العالم ".
عمل جماعي
رئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، الدكتورة
نصاف بن علية، قالت في تصريح لـ"عربي21"، إن العمل سيستمر بشكل متواصل؛ لضمان عدم عودة الفيروس.
وتابعت: "أقسمنا على الوقوف لبلادنا في قطاع الصحة، نحن مستعدون لكل الاحتمالات واليقظة متواصلة؛ نظرا لأن الخطر ما زال قائما".
تخوفات
سهيل
العليوني، أقر بوجود تخوفات من موجة ثانية، خاصة مع قرب فتح الحدود وعودة الجالية
التونسية، وهو ما يتطلب مواصلة اتباع الحجر الصحي الإجباري
والتباعد الجسدي.
فيما قال الطاهر قرقاح إن "أحدا لا ينكر أن هناك تخوفات وهي من
منطلق علمي أن الفيروس له خصائص سرعة التفشي والعدوى، وليس له دواء أو لقاح في
الوقت الحاضر، مع تخوفات من المحيط الإقليمي والعالمي هناك موجات متحركة وهو
بالتالي تخوف موضوعي يتطلب أخذ جميع الاحتياطات اللازمة وتونس على أرض الواقع
مستعدة لذلك ".
وسجلت تونس حصيلة
إجمالية بلغت 1159 إصابة مؤكدة منها 1023 حالة شفاء و50 حالة وفاة و86 إصابة
مازالت حاملة للفيروس وهي بصدد المتابعة.