مقابلات

والدة سناء وعلاء عبدالفتاح: هذه أسباب استهداف السلطات لنا

سويف قالت: ما يجري معنا لا يحدث حتى مع المجرمين أو ذويهم- ارشيفية
سويف قالت: ما يجري معنا لا يحدث حتى مع المجرمين أو ذويهم- ارشيفية
وجهت الأكاديمية الدكتورة ليلى سويف، والدة الناشطين المعتقلين علاء (38 عاما) وسناء سيف عبد الفتاح (27 عاما) ، رسالة إلى العالم الحر الذي يرفع شعارات حقوق الإنسان، دعته فيها إلى "التوقف عن دعم الدول التي تنتهك حقوق الإنسان، وعدم التواطؤ معها من أجل مصالحهم الخاصة".

واستنكرت في حوار خاص لـ"عربي21" تعامل السلطات المصرية مع أسرة سيف عبدالفتاح أو حتى أي أسرة مصرية، قائلة: "لا يجب أن تتعامل السلطات معنا أو مع أهالي المعتقلين بهذه الطريقة القمعية، ما يجري معنا لا يحدث حتى مع المجرمين أو ذويهم ولا يطيقون مثل هذا التعامل".

وأمرت النيابة العامة مساء الثلاثاء، بحبس سناء سيف خمسة عشر يومًا احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وعرضها على طبيب السجن لبيان حالتها الصحية، وعلى مصلحة الطب الشرعي لبيان ما بها من إصابات وكيفية حدوثها.

وكانت قوات الأمن المصرية قد اختطفت الناشطة سناء سيف، ظهر الثلاثاء، أثناء تواجدها بالقرب من مكتب النائب العام برفقة إحدى صديقاتها ومحامية، للالتحاق بوالدتها وشقيقتها بوجود أفراد من الشرطة والمحامين، لتظهر لاحقا بنيابة أمن الدولة.


وزعمت النيابة العامة في بيان لها مساء الثلاثاء، أن القبض على سناء من محيط مكتب النائب العام كان بإذن من نيابة أمن الدولة بمكتب النائب العام بتاريخ 21 حزيران/ يونيو الجاري، بعد أن اتهمت والدتها وشقيقتها قطاع الأمن الوطني باختطاف "سناء" من أمام مكتب النائب العام.


واتهمت تحريات قطاع الأمن الوطني سناء بنشر أخبار كاذبة وشائعات حول تفشي فيروس كورونا في السجون، عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك والدعوة إلى التظاهر والتجمهر بغرض تأليب الرأي العام ضد مؤسسات الدولة وإجبارها على الإفراج عن بعض المسجونين؛ بالتواطؤ مع جهات خارجية، إضافة إلى واقعة سب وقذف ضابط شرطة عبر صفحتها المشار إليها.

وأدانت منظمة العفو الدولية الهجوم على أسرة سيف عبدالفتاح واعتقال الناشطة سناء، وأعربت عن شعورها بقلق بالغ جراء خضوعها للتحقيق، وذلك بسبب مطالبتها بمحاسبة المسئولين عن الهجوم عليها وعلى أسرتها ومحاولتها الحصول على رسالة من أخيها المحتجز.

 


تاليا نص الحوار:

هذه ليست المرة الأولى للقبض على سناء والزج بها في السجن.. ما هي المرات السابقة؟

مرتان وليس مرة واحدة، ما بين عامي 2014 و2016 تم الزج بها في السجن وهي طالبة بسبب التعبير عن آرائها، وليس لسبب آخر.

اختطاف أم اعتقال .. ما حقيقة ما تعرضت له سناء؟


ما حدث أن قوة أمنية اختطفت سناء من أمام حاجز أمني بمحيط مكتب النائب العام بالقاهرة عندما كانت مع صديقتها ومحامية في طريقها للحاق بنا، ولكن القوة الأمنية اختطفتها في حافلة صغيرة (ميكروباص) أمام العالم، وأفراد أمن النائب العام، ولم يحرك أحد ساكنا.


كيف علمتم بمكان وجودها لاحقا؟

تم إخبارنا بأن سناء في نيابة أمن الدولة للتحقيق معها، بدلا من استقبالها والاستماع إلى أقوالها في البلاغ التي كانت تعتزم تقديمه للنائب العام؛ بسبب الاعتداء علينا من قبل نسوة مجهولات تم تحريضهن أمام سجن طرة قبل يومين، وإحداث إصابات متفرقة في أنحاء جسدها.

هل تعتقدين بوجود أمر وإحضار من النيابة بحق سناء؟


هذا غير صحيح، سناء كانت أمام السلطات الأمنية طوال الوقت، كانت أمام سجن طرة أول أمس، وكانت في منزلنا ولم تفارقه إلى مكان آخر، والجميع يعلم خط سيرها وتحركها فإذا كانت مطلوبة أمنيا فلماذا لم يأتوا ويقبضوا عليها.

اقرأ أيضا: سويف: "الحقوق" في الدول العربية هي الأسوأ عالمياً

كيف تفسرين ما حدث مع سناء والقبض عليها بهذا الشكل؟ ما ملابسات اعتقال سناء من أمام مكتب النائب العام؟


تركنا سناء في السيارة بسبب ما بها من إصابات وكدمات، وجسدها النحيل كان مرهقا من الضرب والاعتداء أمام سجن طرة، ومقاومة المعتدين الذين اعتدوا علينا لحين لقاء أي مسؤول في مكتب النائب العام ثم الاتصال بها للحاق بنا، وهو ما لم يحدث أبدا.

ما الهدف من زيارتكم يوم الثلاثاء لمكتب النائب العام؟


ذهبنا لنائب الشعب لتقديم بلاغ يتضمن كل الوقائع المريرة التي تعرضنا لها أنا وابنتي منى وسناء وعرضها على النائب العام للتحقيق فيها، واتبعنا في ذلك الطريق القانوني، ولكن للأسف تم مجابهتنا كما لو أننا أمام عصابة.

ما سبب ترددكم على سجن طرة؟

أطالب بحقي كأم في استلام جواب من ابني المحبوس علاء من داخل السجن نطمئن فيه عليه وعلى صحته في ظل ما يثار في الإعلام ومن قبل مؤسسات حقوقية بتفشي فيروس كورونا داخل السجون، وحدوث إصابات بين المعتقلين وسط تكتم حكومي.


لماذا تتعامل معكم السلطات (أسرة سيف عبدالفتاح) في مصر على هذا النحو الأمني؟


هم من يسألون عن هذا الأمر وليس نحن، ولكنهم ينظرون إلينا كأننا مشكلة أمنية كبرى، وليست مجرد أسرة تطالب بحقوقها التي نص عليها الدستور والقانون.

لماذا إصراراكم على التردد على سجن طرة والمبيت هناك على أسواره؟

 
لدي خوف كبير من حدوث مكروه؛ بسبب إصرار سلطات السجن على منع التواصل بزعم فيروس كورونا، فطالبت باستلام رسالة خطية من يد ابني علاء للاطمئنان عليه، فما الخطأ وما الجرم في هذا الأمر، أم تريد الاطمئنان على ابنها، ما يثير لدينا أسئلة وهواجس كثيرة بشأن حقيقة ما يجري داخل السجون.


هل تجهل الدولة مطالبكم وحقوقكم؟

لا أحد يجهل مطالبنا، المفروض أن يسمح لنا بالتواصل والاطمئنان على أبنائنا، ونطالب بالإفراج عن علاء والآن أصبح لدينا سناء مرة أخرى

تعامل السلطات معكم بهذه القسوة ألا يزيد الأمور احتقانا بدلا من إخمادها؟


بالطبع، ما يحدث يصعب الأمور، ولكني لم أعد أكترث بالتفكير فيما يفكرون فيه، أنا أم قلقة على أولادها، ولا يمكن أن ترى الظلم وتسكت عنه، وهناك أشكال أخرى من الظلم أراها في كل مرة هناك بعض الأسر لم تر ذويها المحبوسين منذ سنوات!

هل ستتوقفين عن مطالبك، وما هي رسالتك؟


رسالتي أنه لا يوجد نظام عدالة، وهناك تواطؤ عام من أجهزة الدولة المختلفة ومن دول أخرى ترفع شعارات حقوق الإنسان، ضد ما يحدث من انتهاكات لا يجب الصمت عنها.

التعليقات (0)