ملفات وتقارير

الإفراج عن عناصر "حزب الله" العراقي.. هل خضع الكاظمي؟ (شاهد)

قالت وسائل إعلام محلية إن القضاء أطلق سراح عناصر مليشيات حزب الله، لعدم كفاية الأدلة- الأناضول
قالت وسائل إعلام محلية إن القضاء أطلق سراح عناصر مليشيات حزب الله، لعدم كفاية الأدلة- الأناضول
أثار قرار الإفراج عن عناصر "حزب الله" الذين اعتقلتهم القوات العراقية، فجر الجمعة، تساؤلات عدة عن مصير "هيبة الدولة" التي أعلنت الحكومة في وقتها أنها تهدف لاستعادتها، أم أن تسوية جرت لإيقاف الهجمات الصاروخية، مقابل إطلاق سراحهم؟

وقالت وسائل إعلام محلية إن القضاء أطلق سراح عناصر مليشيات حزب الله، لعدم كفاية الأدلة، وبعد ذلك تناقلت مواقع التواصل صورا لهم وهم يحرقون علمي إسرائيل وأمريكا، ويطأون بأقدامهم صور رئيس الحكومة العراقية.


"ضياع الفرصة"

وتعليقا على ذلك، قال المحلل السياسي العراقي الدكتور أحمد الأبيض إن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أضاع فرصة على نفسه وعلى العراق، لأنه في نفس ليلة اعتقالهم خضع للتسوية، وللأسف الإعلام أعطاها جرعة عالية في هذا الموضوع".

وأوضح الأبيض في حديث لـ"عربي21" أن "المحيطين بالكاظمي يساعدونه في التردد على اتخاذ القرارات الجريئة، بينما المليشيات واثقة ومتأكدة أن أي حاكم يأتي إلى العراق همه البقاء في الكرسي وليس المصلحة الوطنية".

وأشار إلى أن الكاظمي تعرض للتهديد بشكل مباشر من زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وما بين السطور قيل له "سيطاح بك"، إضافة إلى أن زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لعب دورا في التسوية.

وتابع الأبيض قائلا: "لذلك موضوع إطلاق سراحهم جرى في الليلة الأولى، لأنه جرى تسليمهم إلى أمن الحشد الشعبي وهذا يعني الإفراج عنهم".

وأعرب المحلل السياسي العراقي عن اعتقاده بأن الموقف الأمريكي من الحكومة العراقية سيتغير بعد الإفراج عن عناصر حزب الله، وربما حتى زيارة الكاظمي المرتقبة إلى واشنطن قد تلغى".

"استمرار الصواريخ"

وبخصوص حسم الموضوع عن طريق تسوية لإيقاف الهجمات الصاروخية، قال الأبيض إن "إطلاق الصواريخ لم يكن فيه إستراتيجية سياسية، لأنه كان يتم بتوجيه من طهران لهذه الفصائل، وكان التصعيد والتخفيف يجري عندما تريد إيران الضغط على واشنطن".

وتوقع الأبيض أن لا تغادر المليشيات موضوع إطلاق الصواريخ، لأن واشنطن لن ترضى بقبول مساومات معها، وبالتالي فإن هؤلاء ليس لديهم أسلوب غير الهجمات الصاروخية".

وأردف: "أصبح من الواضح أن المليشيات باتت تمتلك الفيتو على أي قرار سياسي في العراق، وهذا خطأ ارتكبه الكاظمي وأعاد لهم القوة وليس فقط انتهاك هيبة الدولة".

وعقب إعلان الإفراج عن العناصر التي اعتقلتها القوات العراقية بتهمة محاولة توجيه ضربات صاروخية على المقرات الحكومية، صدر بيان عن "كتائب حزب الله" يرفض فيه تسليم سلاحه، وأنه سيحتفظ به حتى ظهور المهدي (الإمام الاثنى عشر لدى الشيعة).

"الجنوح للتسوية"

من جهته، قال الخبير الأمني والإستراتيجي أحمد الشريفي لـ"عربي21" إن "من جرى إطلاق سراحهم هم العناصر الذين كانوا متواجدين في الموقع وهم يعملون في إطار مهام خدمية (الطبخ والتنظيف) أو حراسات، وهؤلاء حتى ليس لديهم انتماء ممكن أن يدانوا على أساسه".

وأضاف الشريفي: "بقي ثلاثة عناصر قيد الاعتقال، ومنهم قيادي في حزب الله، والشخصين الآخرين تابعين لـ(عصائب أهل الحق) وحتى الآن لم يجد القضاء عنصر إدانة عليهم وأيضا لم يتسرع في إطلاق سراحهم، وهم محتجزون عند استخبارات الحشد الشعبي".

ونوه إلى أنه "في العرف العسكري يعتقل الشخص بحسب العائدية، أي إذا كان رجل أمن متهما بقضايا الإرهاب يعرض على محكمة معنية بالإرهاب، لكن يسجن في سجون الجهة الأمنية التابع لها وهذا ينطبق على الحشد الشعبي".

وأشار الشريفي إلى أن "موضوع الحفاظ على هيبة الدولة لا يزال قائما لدى الحكومة العراقية، وأن العملية الأمنية هذه ستكون ورقة ضغط على الفصائل المسلحة التي تعتبرها متمردة، لإيقاف شن العمليات العسكرية ضد التواجد الأمريكي".

وأكد الخبير الأمني العراقي أن "ثمة تسوية في موضوع الإفراج عن هذه العناصر، أي بمعنى مرحلة إطلاق الصواريخ أصبحت غير مجدية وخاطئة، والغاية من العملية الأمنية هو إسكات حالة التمرد من الفصائل، وأعتقد أننا وصلنا إلى تحقيق هذه الغاية".

وتواجه كتائب "حزب الله"، التي تتلقى التدريب والتمويل من إيران، اتهامات من واشنطن بالوقوف وراء هجمات صاروخية تستهدف منذ أشهر السفارة الأمريكية ببغداد، وقواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا أمريكيين في أرجاء البلاد.

وكان زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي قد وجه تحذيرا لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، من الدخول في مواجهة مع الحشد الشعبي، بعد اعتقال السلطات عناصر من "كتائب حزب الله".

وقال الخزعلي في خطاب تلفزيوني السبت، إنه "ما من مسؤول عراقي قبل الكاظمي تجرأ على استهداف فصائل المقاومة العراقية"، مضيفا: "أوجه لرئيس الوزراء نصيحة أخيرة، الأفضل له عدم الدخول في مواجهة مع الحشد الشعبي لأنهم يمثلون الشعب".

وأضاف: "لا أحد يستطيع منع المقاومين من قتال القوات الأمريكية لإخراجها من العراق إذا لم تنسحب بالطرق السلمية"، مؤكدا أن حكومة الكاظمي مؤقتة هدفها إجراء انتخابات نيابية مبكرة والعبور بالبلاد "أمنيا وصحيا، لا أكثر".

 

اقرأ أيضا: الكاظمي يجري تغييرات إدارية و"حربا على الفساد".. هل ينجح؟

التعليقات (0)