هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في مشهد مؤثر غاب كثيرا عن منزل أسير فلسطيني حكم عليه الاحتلال الإسرائيلي بـ16 مؤبدا، عمت فرحة كبيرة ممتزجة بالألم منزل الأسير سليم "محمد سعيد" حجي (49 عاما) المعتقل منذ 2002.
ووسط
أصوات الزغاريد والأغاني الشعبية، حضر أقارب الأسير لتهنئة نجله الوحيد
"عمر" على نجاحه في الثانوية العامة وحصوله برغم الألم والمعاناة على
معدل 82.4 في الفرع العلمي.
وأوضحت تغريد حجي "أم
عمر"، زوجة الأسير حجي، أن الاحتلال حكم على زوجها بالسجن بـ16 مؤبدا و30 عاما،
منوهة إلى أنه سبق اعتقال "أبو عمر" مدة 6 سنوات، وبذلك يصبح إجمالي الفترة
التي قضاها حتى اليوم في سجون الاحتلال أكثر من 24 عاما.
ونوهت في حديثها
لـ"عربي21"، إلى أنها تزوجت من حجي عام 2000 وكان مطاردا لقوات
الاحتلال، مشيرة إلى أن أبنها الوحيد عمر ولد بعد 22 يوما من اعتقال والده، وكان
ما زال في فترة التحقيق داخل المعتقل الإسرائيلي، وربما علم عبر المحامي أو من أسر
بعده أنه قد جاءه "عمر" فيما بعد.
اقرأ أيضا: غزة تحظى بغالبية أوائل الثانوية العامة بفلسطين (شاهد)
وذكرت "أم عمر"، وهي من
سكان قرية برقة شمالي نابلس، أنها بعد ولادة طفلها الأول والوحيد، مرت بظروف صعبة
للغاية، خاصة مع مسؤولية تربية ورعاية هذا المولود الذي اعتقل والده قبل أن يخرج
إلى الحياة، معتبرة أن "نجاح وتقوق عمر، هو مصدر عز وفخر لنا جميعا، ومؤشر
على نجاحي في حمل الأمانة التي أودعها الله عندي، حتى أوصلها لوالده الأسير فور
تحرره قريبا".
وبينت زوجة الأسير؛ وهي متخصصة في
اللغة الإنجليزية، وأنهت قبل فترة قصيرة درجة الماجستير، أنها بذلت كل طاقتها
وكرست وقتها من أجل أن تجعل من "عمر" الذي هو "رسالتي وأملي في
الحياة، إنسانا ناجحا متفوقا أخلاقيا وعلميا"، منوهة إلى أنها تركت كل فرص العمل
والتوظيف التي كانت متاحة، من أجل التفرغ لرعاية طفلها.
الفرج القريب
وأفادت بأن نجلها لم يستطع أن يزور
والده المعتقل في سجن "إيشل" منذ بداية تفشي وباء كورونا، مشيرة إلى أن
خبر نجاح عمر وصل إلى زوجها الأسير الذي "امتزج شعوره بالسعادة والألم؛ لأنه لم
يشارك عمر فرحة النجاح، ورغم هذا، نحن على يقين أن تحرره قادم".
وعن الأوقات التي سبقت ظهور نتائج
الثانوية العامة، قالت "أم عمر": "كنت قلقة جدا وأصابتني حالة من
الرعب، لأن ظروف تقديم الامتحانات كانت معقدة بسبب كورونا"، مبينة أنها فور
سماعها النتيجة كانت هناك "فرحة لا توصف، وهذه أول مرة أشعر بالفرح الحقيقي
وأنني نجحت في أداء رسالتي بالشكل المناسب".
من جانبه، تحدث الطالب عمر حجي
لـ"عربي21" عن الفترة الصعبة التي سبقت الامتحانات، وقال: "كانت الظروف
جدا صعبة؛ إغلاق، تفشي كورونا، وخوف من المرض وإجراءات وقائية، وننزل لتقديم
الامتحانات بالكمامات ومعنا المعقم"، منوها أنه بمساعدة الدته حاول الاعتماد على نفسه ذاتيا في مراجعة جميع المواد قبل الامتحانات.
ولفت إلى أنه شعر بسعادة كبيرة، لأنه أدخل
السرور والفرح على قلب أمه التي عانت كثيرا في تربيته، وأيضا على قلب والده
الأسير، وذكر أن أمه "فرحت بنجاحي أكثر من فرحها بالماستر"، موضحا أن
لديه رغبة في استكمال دراسته الجامعية في تخصص علوم الحاسوب.
وأهدى الطالب حجي نجاحه إلى والده
الأسير وكافة الأسرى في السجون الإسرائيلية، وإلى أمه رفيقة دربه، معربا عن أمله في "الفرج القريب لجميع الأسرى في سجون الاحتلال".