تقارير

هل شارك المنتخب الفلسطيني بتصفيات كأس العالم 1934؟

منتخب فلسطين لكرة القدم 1928.. صورة أرشيفية- إنترنت
منتخب فلسطين لكرة القدم 1928.. صورة أرشيفية- إنترنت

هل كان المنتخب الذي شارك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الثانية بكرة القدم عام 1934 (إيطاليا) والثالثة عام 1938 (فرنسا) منتخبا فلسطينيا عربيا، أم إن الصهاينة وحكومة "الانتداب" البريطاني على فلسطين استغلا الاسم للحصول على "شرعية" دولية لكرة القدم الصهيونية؟!

الوثائق تقول إن الفريق كان يلعب باسم الأرض الواقعة ما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط وشعبها بوصفه أمة، وهي ما تعرف تاريخيا بأرض فلسطين.

فقد حمل المنتخب اسم "منتخب فلسطين الانتدابية لكرة القدم" وبالإنجليزية: Mandatory Palestine national football team

 

 


يقول الكاتب عصام خالدي المتخصص بالرياضة الفلسطينية: إن الفلسطينيين ومنذ البدايات عبروا عن استيائهم تجاه الممارسات الصهيونية في مجال كرة القدم التي كانت تهدف إلى صبغ كل ما يتعلق بفلسطين بصبغة صهيونية، فقد تشكل المنتخب الفلسطيني الذي واجه المنتخب المصري عام 1934 من اليهود والجنود البريطانيين فقط ولم يضم عربيا واحدا.

ونظرا لعدم قدرة الصهاينة على المشاركة في عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بسبب اشتراط مشاركة منتخبات كرة القدم التي تمثل أمة وطنية ودولتهم، فقد رأت الفرق اليهودية المشاركة باسم "منتخب فلسطين" تحت سلطة "الانتداب البريطاني" كونه الاسم الوحيد الممثل للواقع، بحسب المدونة المصرية أميرة جمال.

واضطر اتحاد الكرة الصهيوني إلى دعوة الفرق الفلسطينية لتكون جزاء منه، وهو ما سمح للاتحاد الفلسطيني آنذاك أن يجني اعترافا من "الفيفا" ويكون جزءا منه عام 1929.

كانت أولى مباريات "منتخب فلسطين "عام 1934 مع المنتخب المصري في ملعب للجيش البريطاني في القاهرة، ولم يكن أي من طاقم التدريب والإدارة فلسطيني أو عربي، بل كانوا كلهم من اليهود المهاجرين لفلسطين الذين لم يولد أي منهم على أرض فلسطين.

 

 

 

لم تستمر الوجوه الفلسطينية كثيرا في "المنتخب الفلسطيني المنتدب"، حيث كانوا وسيلة الأندية الرياضية الصهيونية للدخول تحت مظلة "الفيفا" وتحول "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم" كما كان يعرف وقتها إلى اتحاد صهيوني بشكل خاص مكونا من أغلبية صهيونية تعدت نسبتها 75% ولم يتبق إلا القليل جدا لأصحاب الأرض الأصليين.

ولأن الغالبية كانت من الحركة الصهيونية في "منتخب فلسطين المنتدب" في كأس العالم 1934، كان يعلو صوت النشيد الوطني لليهود "النشيد الإسرائيلي الوطني الآن" حينما يتقدم لاعبو فريق المنتخب الفلسطيني.

لم يكن الوضع هادئا على الجانب الفلسطيني الذي ظل يتظاهر ضد استغلال كرة القدم من أجل نشر أفكار صهيونية بما في ذلك تكوينهم لأندية من المهاجرين اليهود من أنحاء أوروبا، ورفعهم لأعلام صهيونية في أثناء مبارياتهم بما في ذلك استغلالهم للفرق الفلسطينية لكسب اعتراف دولي من اتحاد كرة القدم وتكوين منتخب لا يمثل الفلسطينيين، مما دفع الجانب الفلسطيني لتكوين مؤسسة خاصة بالاتحاد الرياضي الفلسطيني يضم كل من يضطهدهم اليهود من مسيحيين وعرب وأرمن.

على الرغم من تكوين الجانب الفلسطيني اتحاد خاص به، فلم يكن معترفا به من "الفيفا" بعدما جنى الصهاينة الاعتراف أولا.

لعب المنتخب الصهيوني تحت اسم "المنتخب الفلسطيني" 5 مباريات دولية ما بين عامي 1934 و1940 كان منها مباراة ضد المنتخب المصري ومباراة ضد المنتخب اللبناني، إلا بعدما تم كشف الألوان الحقيقية للمنتخب الصهيوني رفضت كثير من المنتخبات العربية اللعب ضده لأنه لا يمثل فلسطين ولا يحتوي على لاعبين فلسطينيين.

 



لقد ساهم (الفيفا) في مصادرة الحق الفلسطيني حتى انه أمعن في ذلك بتسجيله جميع المباريات التي خاضها هذا المنتخب في ثلاثينيات القرن العشرون ضمن رصيد المنتخب الإسرائيلي وليس المنتخب الفلسطيني بداعي انه "وفد يهودي". 

وتكشف الباحثة شروق زيد، في أطروحتها للماجستير التي قدمتها، بجامعة "بيرزيت" أن أندية صهيونية لعبت في عشرينيات القرن الفائت، مباريات مع فرق دول عربية، فلعب فريق "مكابي هشموناي" القدس عام 1927 مع فرق من القاهرة والإسكندرية، ومع منتخب المدارس الثانوية المصرية عام 1931.

وحاول الفلسطينيون التصدي لهذه السياسة والتواصل مع الفرق العربية، ومع "الفيفا"، وعندما جاء فريق الجامعة المصرية لفلسطين عام 1931، لعب مع فرق يهودية، ولعب أيضا مع نادي "الشبيبة الأرثوذوكسية"،و" العربي" في يافا.

لم يستمر حل المنتخب الانتدابي الفلسطيني طويلا فقد حل عام 1948 وأطلق عليه لاحقا "المنتخب إسرائيلي لكرة القدم".

فما انضم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم رسميا إلى "الفيفا" عام 1998، ولعب أولى مبارياته الودية باسم "المنتخب الفلسطيني" أمام منتخبات كل من لبنان والأردن وسوريا في نفس العام. 

ثم شارك المنتخب الفلسطيني في فعاليات كرة القدم بدورة الألعاب العربية عام 1999، وكانت أول محاولة لفلسطين للتأهل لكأس آسيا 2000 وكأس العالم لكرة القدم 2002.

ولكن يشير الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على موقعه الرسمي أن "المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم" أول منتخب عربي آسيوي يشارك في تصفيات كأس العالم" على ضوء مشاركته في تصفيات كاس العالم 1934 و 1938.

 

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم