حقوق وحريات

في يومهم العالمي.. كيف أغلق السيسي المجال بوجه الشباب؟

ظروف اجتماعية واقتصادية وأمنية ونفسية سيئة يعيشها ملايين الشباب بمصر- جيتي
ظروف اجتماعية واقتصادية وأمنية ونفسية سيئة يعيشها ملايين الشباب بمصر- جيتي

يحل اليوم العالمي للشباب، الأربعاء، في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية وأمنية ونفسية سيئة يعيشها ملايين الشباب المصري.

واجتماعيا، تراجعت نسب الزواج بين الشباب بشكل لافت، وأثّر العنصر الاقتصادي واستمرار ارتفاع الأسعار على قدرة الشباب في الزواج.

وتشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء (حكومي) إلى تراجع عدد عقود الزواج عام 2019، مقارنة بعام 2018 بعدد 8017 عقدا، منخفضة إلى 879298 عقدا، فيما بلغت معدلات الطلاق أعلى معدلاتها منذ أكثر من نصف قرن.

واقتصاديا، فقد الكثير من الشباب أعمالهم بفعل جائحة كورونا، إلى جانب منع السلطات العسكرية الحاكمة التعيينات الحكومية وبشركات القطاع العام والأعمال العام، وتراجع أعمال القطاع الخاص.

وقدرت الحكومة في خطتها لعام 2020/ 2021 أن ترتفع معدلات البطالة لـ9 بالمئة بالعام 19/ 20، وأن تواصل ارتفاعها مع تبعات أزمة كورونا لتبلغ 10% في 2020/ 2021.

وانقرض بشكل لافت سفر الشباب المصريين رسميا إلى الخارج، كما أن طرق الهجرة غير الشرعية التي كانوا يسلكونها تأثرت بشكل كبير مع تفاقم الأزمة الليبية؛ حيث كانت الجارة الغربية أهم منافذ المصريين لأوروبا.

وأكد بعض الشباب الذين حاولوا الهجرة غير الشرعية لأوروبا عبر البحر المتوسط مستخدمين الأراضي الليبية هذا الشهر لـ"عربي21"، أنه تم توقيفهم على الحدود المصرية، ولم يسمح لهم بالعبور لليبيا، وضاعت عليهم مبالغ كبيرة دفعوها للمهربين.

من الناحية الأمنية، يعيش الكثير من شباب مصر حالة خوف من البطش الأمني للنظام، وانصرف معظمهم عن العمل السياسي أو الانخراط بالأحزاب والجمعيات، وهو ما ينطبق على طلاب الجامعات.

وإلى جانب عشرات الآلاف من الشباب القابعين بسجون النظام منذ 7 سنوات، تواصل السلطات الأمنية المصرية حملات الاعتقال شبه اليومي للشباب، فيما زادت تلك الحملة قبيل انتخابات مجلس الشيوخ التي بدأت، الثلاثاء، داخل البلاد.

ورصد مراسل "عربي21" إحدى تلك الحملات على إحدى قرى محافظة الشرقية، التي تم من خلالها مداهمة بيوت أعضاء وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، واعتقال 2 من الشباب، أحدهم من مقر عمله بصيدلية بالقرية.

 

اقرأ أيضا: "عربي21" ترصد تقديم "مستقبل وطن" رشى انتخابية لفقراء مصر

وفي السياق ذاته، يتعرض الشباب المصريون العاملون بالخارج، خاصة في الخليج، لضغوط كبيرة، وإنهاء أعمالهم، دون دور حقيقي للحكومة المصرية لحمايتهم بتلك الدول.

ومؤخرا، واجه مصريون بالكويت والسعودية حملة تشويه، وسط مطالب بترحيلهم وصلت لارتكاب عنف بحق بعضهم واعتداء عليهم بمقار أعمالهم، ما أدى لمقتل 2 بالسعودية، وسط صمت السلطات المصرية.

"أدوات البطش الخمسة"

وفي تعليقه على غلق النظام المجال العام بوجه الشباب، قال رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام الباحث مصطفى خضري: "على مدى سبع سنوات، وضع السيسي المصريين عموما والشباب خصوصا بمعسكر افتراضي؛ حتى يحاصرهم ويمنعهم من الثورة عليه، مستخدما خمس أدوات من بقايا  العهود الفاشية".

وأضاف لـ"عربي21"، أن أولى تلك الأدوات "ترسيخ النظرة الدونية للمجتمع المصري بوصمه بالفقر والعوز، وأشهر مثال على ذلك تصريحات السيسي المتعددة، التي تحمل المعنى ذاته (احنا فقرا أوي)".

وأشار ثانيا إلى "صناعة الطبقية البغيضة، بإعطاء العسكريين ميزات مادية ومعنوية لا يحصل عليها أقرانهم من المدنيين، وعلى عكس ما يبدو، فإن هذا ليس لصالح الجيش، حيث إن تلك الممارسات تضعف الحاضنة الشعبية للقوات المسلحة".

وأكد خضري أن "ثالث تلك الأدوات: قتل الحلم بنفوس الشباب، وتصعيد نماذج مشوهة من إعلاميين وسياسيين ورجال أعمال على حساب النماذج الوطنية الحقيقية".

ولفت أيضا إلى "تشويش الأذهان بترويج المفاهيم المغلوطة، وتبنيها وتصعيدها على حساب الحقائق، فبيع الأرض (تيران وصنافير) وطنية، والتفريط في ماء الحياة (السد الإثيوبي) تفاوض، والتنازل عن ثروات الوطن (مكامن الغاز) حنكة سياسية".

وتابع: "وخامسا: محاربة العقيدة، فالمصريون شعب عقدي منذ فجر التاريخ، وعلى مدى 1400 عام ترسخت العقيدة الإسلامية بجوانح الشعب، ولذلك أتت تصرفات السيسي المحاربة للعقيدة الإسلامية كهدم المساجد، ومحاولة فرض أجندات إعلامية على الأزهر، بأثر عكسي كان المحرك الرئيسي لمشاعر السخط لدى الشباب".

وأشار خضري إلى إجراء مركز "تكامل مصر" بالفترة الزمنية من 23 إلى 25 تموز/ يوليو الماضي، دراسة ميدانية حول آثار وباء كورونا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على المصريين وبينهم الشباب.

وأظهرت الدراسة أن 84% من الشباب أقل من 35 عاما يرغبون بالهجرة، وأن 58% من الشباب أقل من 28 عاما لا يفكرون بالزواج، نتيجة العوز المالي.

وأضافت أن 46% من الشباب المتزوجين حديثا لا يرغبون بالإنجاب أول عام للزواج، وأن 62% من الفتيات أقل من 28 عاما لا تقبل الزواج من الشباب محدودي الدخل.

وأوضحت أن 43% من نسبة البطالة نتيجة كورونا، وأن 76% نسبة الأسر التي أصابها العوز، وأن 81% من المجتمع يظنون بأن النظام تخلى عنهم في الأزمة.

وكشفت دراسة "تكامل مصر" أن 79% من المصريين يرون أن النظام لا يعمل لصالحهم، بل إن 92% منهم لا يفضلون وجود السيسي رئيسا لهم، وأن 3% من المصريين لديهم استعداد لانتخاب السيسي مرة أخرى رئيسا لهم.

"أين شباب مصر؟"

وبمناسبة اليوم العالمي للشباب، ومن خلال هاشتاغ #فين_شبابك_يامصر، دعا الحقوقي المصري أحمد العطار للتدوين عن شباب مصر الذين تعرضوا للظلم والقهر، بداية من القتل والاعتقال والتعذيب والحبس، أو الهروب من البلاد خوفا من البطش الأمني.

وكتب العطار، عبر صفحته بـ"فيسبوك"، عن الشاب إسلام الزندحي، ضحية أحداث فض رابعة العدوية، وعن الشابين محمود الأحمدي ولطفى إبراهيم، اللذين تم إعدامهما بقضية مقتل النائب العام، وقضية إستاد كفر الشيخ، والشاب أنس البلتاجي، كنموذج للانتقام السياسي من والده القيادي بجماعة الإخوان المسلمين.

التعليقات (1)
Benazza Ali
الثلاثاء، 11-08-2020 09:41 م
السيسي شكون عملو وشكون حطو غادي امريكا وإسرإيل فرعون هذا الزمان